كشفت المملكة العربية السعودية عن عزمها توظيف أحد أكبر مشروعات الغاز الطبيعي في العالم في إنتاج الهيدروجين الأزرق، في إطار تكثيف المملكة جهودها الرامية إلى تصدير وقود يعتبر حيوياً في عملية الانتقال إلى الطاقة الخضراء.
سيتم استخدام نسبة كبيرة من الغاز، المنتج من مشروع حقل الجافورة، الذي تبلغ قيمته 110 مليارات دولار، لإنتاج الهيدروجين الأزرق، وفق تصريحات وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان. ويتم إنتاجه عن طريق تحويل الغاز الطبيعي واحتجاز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
الأمير عبدالعزيز بن سلمان صرح خلال مؤتمر حول المناخ في الرياض اليوم الأحد: "إننا الأكثر جرأة فيما يتعلق بإنتاج الهيدروجين الأزرق، ولا نكتفي بالكلام، بل نستثمر الأموال لتطوير هذا القطاع. ولدينا قاعدة هائلة للغاز الطبيعي في الجافورة وسنستخدمها في إنتاج الهيدروجين الأزرق".
تأتي تعليقات وزير الطاقة بعد يوم واحد من تعهد الحكومة السعودية بتحقيق الحياد الكربوني بالنسبة إلى انبعاثات غازات الاحتباس الحراري على أرضها بحلول عام 2060، مشيرة إلى أنها ستستخدم أسلوب عزل الكربون والهيدروجين لبلوغ هذا الهدف.
يركز مشروع الجافورة أيضاً على تحول المملكة عن استراتيجيتها السابقة بأن تصبح مصدراً للغاز الطبيعي المسال، وهو وقود أقل تلويثاً للبيئة من النفط والفحم، لكن بعض الحكومات قالت إنها ستتوقف عن استخدامه على مراحل.
سوق هائلة
لا توجد سوق تذكر للهيدروجين في الوقت الراهن، غير أن قيمتها قد تصل إلى 700 مليار دولار سنوياً بحلول عام 2050، إذا استطاع المنتجون خفض التكاليف، وفقاً لتقديرات "بلومبرغ إن إي إف". وتتوقع شركة "أرامكو" أن يبدأ تصدير الهيدروجين الأزرق بكميات كبيرة بعد عام 2030.
تدرس "أرامكو السعودية" السماح للمستثمرين الأجانب بالاستثمار في حقل الجافورة شرق البلاد، وفق تقرير نشرته "بلومبرغ" خلال الشهر الماضي. وبحسب مصادر مطلعة، تعمل شركة النفط الأكبر في العالم حالياً مع إحدى الجهات الاستشارية على دراسة زيادة رأس المال أو الاقتراض بهدف تطوير هذا الموقع الكبير.
تقدر احتياطيات حقل الجافورة بنحو 200 تريليون قدم مكعبة من الغاز، وتتوقع" أرامكو" بدء الإنتاج عام 2024.
تعتزم المملكة أيضاً بيع الهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه باستخدام مصادر الطاقة المتجددة – عادة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح – عبر عملية لا تنتج عنها انبعاثات كربونية.
وقال الأمير عبدالعزيز يوم الأحد إن المملكة العربية السعودية تستطيع إنتاج أرخص أنواع الهيدروجين الأخضر في العالم. وكان قد كشف في أواخر العام الماضي أن بلاده تريد أن تكون أكبر مُصدر لنوعي الهيدروجين الأزرق والأخضر في العالم.
ستعمل الحكومة على زيادة معروض الغاز في السوق المحلية أيضاً. فهي تهدف إلى وقف استخدام النفط في محطات توليد الكهرباء بحلول عام 2030، وأن يعتمد نصف إنتاج البلاد من الكهرباء على الغاز الطبيعي. أما بقية خليط الطاقة فسيعتمد على الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.