سيكون مشروع البحر الأحمر خالياً من الانبعاثات الكربونية منذ اليوم الأول لإطلاقه. وهو يهدف لأن يصبح أكبر وجهة سياحية في العالم تعتمد على الطاقة المتجدّدة بنسبة 100%، بحسب جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير.
المشروع يستلهم من الطبيعة، لكنه يعتمد على العلوم، ويتجاوز مجرّد التنمية المستدامة وعدم الإضرار بالبيئة إلى فكرة التجديد وتحسين المكان، ما يُشكّل مشروعاً ريادياً لإلهام المطوّرين العقاريين حول العالم باستخدام السياحة كمنصّة لتغيير أسلوب الحياة وحماية كوكب الأرض، كما يطمح مُطوّروه.
موعد الافتتاح
يكشف باغانو، في مقابلة مع "الشرق" على هامش "منتدى مبادرة السعودية الخضراء، أن شركته وقّعت أكثر من 600 صفقة في إطار المشروع، بقيمة إجمالية تبلغ 18 مليار ريال (5 مليارات دولار). مُضيفاً: "أول منتجعاتنا سيُفتتح نهاية العام المقبل. أما في نهاية عام 2023، فسيكون لدينا 16 فندقاً جاهزاً تحتوي على 3 آلاف غرفة فندقية، بالإضافة إلى مطار جديد، وقرية تستضيف 14 ألف شخص يعيشون ويعملون في منطقة المشروع. علماً أننا افتتحنا أول فنادقنا قبل عدّة أسابيع، لكنه لم يبدأ باستقبال الزبائن حتى الآن".
وفيما يخصّ البنية التحتية، فيتمّ تطويرها وفق مبدأ الشراكة بين القطاعين العام والخاص، عبر تحالف بقيادة شركة "أكوا باور"، والتي ستزوّد المشروع بالطاقة المتجدّدة بنسبة 100%. كما تمّ وضع استراتيجية بحيث يكون التنقّل "أخضر" سواء برّاً أو بحراً أو حتى جواً باستخدام النيتروجين كوقود للطائرات البرمائية، وذلك لتصفير انبعاثات التنقّل بكافة أشكاله. ويُفصح باغانو: "هدفنا الأقصى تجنّب البصمة الكربونية من قِبل أي شخص يزور هذه الوجهة السياحية.. هذا هو معنى صفر كربون منذ اليوم الأول".
تمويل المشروع
حول آليات التمويل، يجيب: "التحالف بقيادة "أكوا باور" سيجذب المشروع استثمارات أجنبية وإقليمية ومحلية مباشرة. كما حصلنا على تمويل جزئي من صندوق الاستثمارات العامة السعودي. كذلك استقطبنا حوالي 14 مليار ريال من القروض الخضراء. وبهذا نكون قد استكملنا تركيب رؤوس الأموال اللازمة لتنفيذ المشروع. لكننا لا نزال منفتحين على المستثمرين الجدد المهتمين بالاستثمار في الفنادق التي نُنشئها، ويُتوقّع أن نعلن خبراً بهذا الإطار قبل نهاية العام.
مع افتتاح الفنادق والمنتجعات بنهاية 2013، يُقدّر أن يبلغ عدد زوار المشروع 300 ألف سنوياً. أما عند اكتماله، حيث سيضم 50 فندقاً، فيُتوقّع أن يصل عدد السيّاح إلى مليون. ويَعتبر باغانو أن "التدفق السياحي المفرط مضرّ بالبيئة الأمر الذي لن نسمح به في منطقة البحر الأحمر". متوقعاً أن يأتي نصف السياح من الدول الأجنبية، والنصف الثاني من السوقين الإقليمية والمحلّية.