أخبر السناتور جو مانشين البيت الأبيض وزعماء الكونغرس أنه لن يؤيد تضمين شرط أساسي للطاقة النظيفة في حزمة إنفاق الديمقراطيين، مما يعرض عنصراً مركزياً في التشريع المصمّم لمكافحة تغير المناخ والمدعوم من الرئيس جو بايدن للخطر، وفقاً لمصدر مطلّع.
هذا ولم يُتّخذ قرار نهائي بشأن مصير البرنامج الذي من شأنه أن يدفع للمرافق مقابل استخدام الطاقة النظيفة، ومعاقبة تلك التي لا تفعل ذلك، وذلك بحسب الشخص الذي طلب عدم الكشف عن هويته أثناء مناقشة المداولات غير العامة، مؤكداً أنه بدون دعم مانشين، الذي أجرى تصويتاً متأرجحاً على الحزمة، فمن غير المرجح أن تستمر.
يجب على الديمقراطيين والجمهوريين أن يقرروا خلال اليوم أو اليومين المقبلين إلى أي مدى يمكن أن يصلوا بمأزقهم المتعلق بحد ديون الولايات المتحدة، الأمر الذي يدفع بالبلاد إلى الاقتراب بشكل خطير من تعثر كارثي.
اقرأ أيضاً: أهداف بايدن المناخية تصطدم بحجج الوظائف
أموال الضرائب
قال سام رونيون، المتحدث باسم مانشين، وهو ديمقراطي من ولاية ويست فرجينيا، إن "السناتور مانشين أعرب بوضوح عن مخاوفه بشأن استخدام أموال دافعي الضرائب لدفع أموال للشركات الخاصة للقيام بأشياء تقوم بها بالفعل، وهو يواصل دعم جهود مكافحة تغير المناخ مع حماية استقلال الطاقة الأمريكية وضمان موثوقية طاقتنا".
هذا وكان البرنامج، المعروف باسم برنامج أداء الكهرباء النظيفة، أولوية رئيسية للبيت الأبيض وهدف الرئيس جو بايدن المتمثل في إزالة الكربون من شبكة الكهرباء في البلاد بحلول عام 2035. ومن المقرر أن يسافر بايدن إلى اسكتلندا لحضور مؤتمر للأمم المتحدة يبدأ في 31 أكتوبر، حيث سيسعى لإظهار قيادة الولايات المتحدة في مجال مكافحة تغير المناخ.
من جانبه، قال فيدانت باتيل، المتحدث باسم البيت الأبيض: "نحن لا نعلق على حالة مفاوضاتنا مع مجموعة واسعة من أعضاء مجلس الشيوخ الذين يقدمون وجهات نظر حول أجندة إعادة البناء بشكل أفضل، حيث يُركّز البيت الأبيض على تعزيز أهداف الرئيس المتعلقة بالمناخ، ووضع الولايات المتحدة في مكانة تفي بأهداف الانبعاثات الخاصة بها بطريقة تُنمّي الصناعات المحلية والوظائف الجيدة".
اقرأ أيضاً: لوبي الوقود الأحفوري يناور في معركة المناخ.. ونشطاء البيئة يتشككون
محطات الطاقة
الجدير بالذكر أن ويست فرجينيا تُعدّ منتجاً رئيسياً للفحم، الذي كان يغذي في السابق معظم محطات الطاقة في البلاد، إلا أنه خسر أمام الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة سريعة النمو، مثل الرياح والطاقة الشمسية. كانت صحيفة نيويورك تايمز ذكرت معارضة السناتور في وقت سابق.
علاوةً على ذلك، يناقش قادة البيت الأبيض والكونغرس الديمقراطي كيفية تقليص إجراءات الإنفاق الاجتماعي لكسب أصوات مانشين وعضو ديمقراطي آخر في مجلس الشيوخ، وهو كيرستن سينيما من أريزونا.
كما قال مانشين إنه يريد حداً أعلى لا يزيد عن 1.5 تريليون دولار على مدى 10 سنوات للتشريع، في حين أراد المؤيدون في البداية أن يصل إجماليه إلى 3.5 تريليون دولار. إلا أن بايدن قال إنه يرى إمكانية للتوصل إلى حل وسط عند حوالي تريليوني دولار.
اقرأ أيضاً: تعطُّل خطة بايدن للبنية التحتية يدفع أجندته إلى طي النسيان
في هذا السياق، سُئِل بايدن، الذي كان يتحدث في البيت الأبيض مساء الجمعة، عن رسالته إلى مانشين وسينيما، حيث قال: "أنا على وشك قولها". ورفض تحديد ما إذا كان ذلك يعني أنه سيتحدث معهما في وقت لاحق يوم الجمعة.
وقال سام ريكيتس، المؤسس المشارك لمجموعة "إيفرغرين أكشن" (Evergreen Action) البيئية: "يُعدّ برنامج أداء الكهرباء النظيفة جزءاً أساسياً من خطة الرئيس بايدن لمكافحة أزمة المناخ، وهو الاقتراح الوحيد الأكثر فاعلية لخفض تلوث المناخ في قانون إعادة البناء بشكل أفضل".
خيارات أخرى
أشار الديموقراطيون إلى برامج المناخ الأخرى في الحزمة التشريعية الشاملة، وذلك ضمن إطار سعيهم لتمرير شيء يمكن لبايدن، الذي تعهد بخفض الانبعاثات الأمريكية إلى النصف بحلول نهاية العقد، أن يأخذه معه إلى قمة المناخ للأمم المتحدة.
ومن بينها مئات المليارات من الدولارات كإعفاءات ضريبية للطاقة البديلة والسيارات الكهربائية، ورسوم على انبعاثات الميثان من عمليات النفط والغاز.
هذا ومن شأن خطة توافق عليها اللجنة المالية بمجلس الشيوخ، والتي تربط قيمة الإعفاءات الضريبية لإنتاج الطاقة بكثافته الكربونية، أن تُقلل الانبعاثات في قطاع الطاقة بنسبة 73% خلال السنوات العشر المقبلة، وفقاً لرئيس اللجنة.
فضلاً عن ذلك، قال السناتور رون وايدن، وهو ديمقراطي من ولاية أوريغون، في بيان له يوم السبت: "بينما أؤيد بشدة برنامج دفع الطاقة النظيفة، من المهم أن نلاحظ أن الغالبية العظمى من تخفيضات الانبعاثات تأتي من إصلاح ضريبة الطاقة في قانون الطاقة النظيفة لأمريكا".
كما أضاف: "إن قانون الطاقة النظيفة لأمريكا هو حجر الزاوية في حزمة المناخ الخاصة بنا، وسأواصل العمل مع زملائي لتجاوز خط النهاية".
في الواقع، تشمل برامج المناخ الأخرى التي يتطلع الديمقراطيون في مجلس الشيوخ لتضمينها في الحزمة إلغاء الإعفاءات الضريبية للوقود الأحفوري، وفرض ضريبة على انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي يمكن استخدامها لتعويض بعض تكلفة فاتورة الإنفاق الاجتماعي الكاسحة.
وبينما صوّت مانشين مع أعضاء حزبه على تعديل الرسائل في وقت سابق من هذا العام لدعم مثل هذه الضريبة، فقد أدلى منذ ذلك الحين بتعليقات انتقادية حول الرسوم.