في سبتمبر من عام 2019، في أثناء وجوده في قاعة مؤتمرات مزدحمة في واشنطن، أعلن الملياردير جيف بيزوس عن تعهدات صارمة لمواجهة التغير المناخي. كان سلاحه السرّي الذي قدمه خلال عرض تقديميّ مليء بالرسوم البيانية، عبارة عن شاحنة بضائع بأضواء بارزة من صنع شركة ناشئة لم يسمع بها كثيرون.
حينها، أخبر بيزوس، الرئيس التنفيذي لشركة "أمازون دوت كوم"، الحشد الذي شعر بمفاجأة وذهول، قائلاً: "أنا متحمس للغاية لإعلان أننا قدّمنا للتوّ طلباً لشراء 100 ألف شاحنة توصيل كهربائية، ستعمل شركة تدعى (ريفيان) على تصنيعها".
"ريفيان" المدعومة من "أمازون" تُجري محادثات لإقامة مصنع تكساس بقيمة 5 مليارات دولار
طريق "أمازون" إلى الانبعاثات الصفرية
شكلت اللحظة التي تعهد فيها بيزوس بأن تصبح "أمازون" شركة محايدة كربونياً، بحلول عام 2040، لحظة تغير هائلة بالنسبة إلى الملياردير الأمريكي والملايين من عملائه، ولحظة مصيرية بشكل أكبر حتى بالنسبة إلى شركة "ريفيان" (Rivian)، إذ تلقى صانع السيارات الناشئ دفعة تميزه عن ركب شركات المركبات الكهربائية الناشئة الواعدة، فقد حظي حينها بدعم فعليّ بثقل هائل من الأعمال الفعلية، وهو ما منح "ريفيان" القدرة على جذب استثمارات إضافية من قوى عملاقة، مثل "فورد موتور"، و"تي رو برايس"، و"دي 1 كابيتال"، و"فيديليتي".
العميل الأهم
هذا الدعم الذي قدمه بيزوس لـ"ريفيان" أتاح فرصاً لمؤسسها آر جيه سكارينغ، لم تكن متاحة أمام منافسه إيلون ماسك في بداية إنشاء شركته "تسلا".
فمن جهة، يركز معظم توجهات "ريفيان" التسويقية على تقديم النماذج الأنيقة والقوية التي تطرح رؤية سكارينغ لإنتاج شاحنات كهربائية رائجة ومربحة، ومن جهة أخرى تدعم طلبيات "أمازون" أعمال "ريفيان"، ووفقاً لأشخاص على دراية بالبيانات المالية للشركة فإن "ريفيان" لن يكون لديها أمل في الوصول إلى تقييم الـ80 مليار دولار الذي تستهدفه في طرحها العام الأولي القادم، من دون دعم "أمازون".
تحظى طلبية "أمازون" بأفضلية خاصة لدى "ريفيان"، التي تبدأ الإنتاج في مصنعها بولاية إلينوي الأمريكية. وقد وضع سكارينغ أولوية التصنيع لمئات شاحنات التوصيل الكهربائية هذا العام، فيما تجري عمليات إنتاج شاحنات "بيك أب" الكهربائية المترقبة ببطء، حسب أشخاص على دراية بخطة العمل.
تفاصيل الصفقة
مؤخراً، أعلنت "ريفيان" تفاصيل جديدة عن صفقتها مع "أمازون" في إفصاحها لهيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، الذي كشفت من خلاله عن مدى ارتباط مصيرها بمصير أحد أكبر المستفيدين منها. ووفقاً لهذه الصفقة، يحق لعملاق التجارة الإلكترونية التمتع بحقوق حصرية لشاحنات التوصيل التي تصنعها "ريفيان" لمدة أربعة أعوام بعد حصوله على أول هذه الشاحنات، وتملك "أمازون" أيضاً حق الرفض الأول لصفقة شراء الشاحنات لمدة عامين بعد ذلك.
نشرة اكتتاب "ريفيان" تُظهِر خسارة مليار دولار في النصف الأول.. واتفاق حصري لـ"أمازون"
بعد نحو عام من إعلان بيزوس هذا، انطلقت "ريفيان" بشكل رسمي لأول مرة خلال معرض لوس أنجلوس للسيارات في عام 2018، إذ استغل سكارينغ، الحاصل على درجة الدكتوراه من "معهد ماساتشوستس" للتكنولوجيا، هذا الحدث السنوي لكشف النقاب رسمياً عن شركته، التي كانت تعمل تحت الأضواء حتى ذلك الحين، إذ قدمت الشركة عملها على تصنيع شاحنات كهربائية فاخرة وسيارات دفع رباعي.
كانت النجمة الموسيقية الأمريكية ريانا من ضيوف حفل الإطلاق في الليلة السابقة للحدث، والتقطت صوراً مع سكارينغ أمام الشاحنة الأنيقة، فيما كان يرفع إبهامه إلى أعلى. وقد حضرت ريانا الحفل مع صديقها السابق رجل الأعمال حسن جميل، الذي استثمر تكتل أعمال عائلته عبد اللطيف جميل بالفعل الملايين في شركة "ريفيان" الناشئة.
سيارات كهربائية أنيقة
في عرض مدته 22 دقيقة في معرض السيارات، أوضح سكارينغ كل التفاصيل الخاصة بشاحنة "آر 1 تي" (R1T) وسيارة الدفع الرباعي "آر 1 إس" (R1S) القريبة لها، شاحنة "آر 1 تي" طُورت بشكل كامل داخلياً في الشركة، بداية من المصابيح الأمامية والأجزاء الداخلية ونظام إدارة البطارية ونظام الدفع الرباعي.
وتعتزم الشركة إنتاج شاحناتها في المصنع الذي استحوذت عليه مؤخراً في مدينة نورمال بولاية إلينوي، بعد أن يكون فريق خارج مدينة ديترويت قد عمل على صقل أجزاء الشاحنة، فيما صمم الموظفون في مدينة إرفاين بولاية كاليفورنيا البطارية الأساسية وتقنية الدفع للشاحنات.
يبدو أن سكارينغ كان يدير مشروعه بحرّية ويسير بسرعة خارقة في الصناعة، إذ يبدو أن الأمريكيين يتخلون سريعاً عن سياراتهم الـ"سيدان" العملية ويتوجهون نحو سيارات أكبر. ففي ظل تراجع أسعار البنزين، أصبحت سيارات الدفع الرباعي بمثابة سيارات عائلية حديثة، فضلاً عن استخدام المزارعين في الضواحي لسيارات الـ"بيك أب" لنقل الأسمدة إلى حدائقهم، بعدما كانوا يقومون بذلك من خلال الشاحنات.
"فورد" و"إس كيه" تستثمران 11.4 مليار دولار في مصانع للسيارات الكهربائية
بحلول عام 2015، كانت مبيعات الشاحنات وسيارات الدفع الرباعي تتفوق على السيارات التقليدية في الولايات المتحدة، ثم أصبحت تستحوذ الآن على ثلاثة أرباع السوق، مما دفع صُناع السيارات مثل "فورد" إلى التوقف عن عمليات تصنيع سيارات الـ"سيدان" تماماً.
تقول جيسيكا كالدويل، المديرة التنفيذية للخطط لدى شركة أبحاث سوق السيارات "إدموندز": "عندما عرضت (ريفيان) شاحناتها الكهربائية وسيارات الدفع الرباعي، فإنها منحت سوق السيارات الكهربائية أملاً في إمكانية تطور السيارات الكهربائية لتلبية التفضيلات الأكثر انتشاراً".
بدأت "ريفيان" في تلقي طلبيات مسبقة للسيارات المخصصة للمستهلكين في معرض لوس أنجلوس، وبالتالي أودع العملاء المحتملون مبلغَ ألف دولار قابلاً للاسترداد لشراء ما يصل إلى 48 ألفاً و390 شاحنة من طرازات "آر 1 تي" و"آر 1 إس". وبالمقارنة، فقد تلقت شركة "فورد" أكثر من 150 ألف حجز مبدئي لشاحنتها "إف 150 لايتنينغ".
الارتباط مع "أمازون"
حالياً، يعتبر بيزوس عميل "ريفيان" الأكثر تحمساً، وهو لم يصرح بشكل علني على الإطلاق عن الكيفية التي تعرّف بها على الشركة الناشئة، إلا أن روابط عدة بين الشركتين تقدم بعض الأدلة عن طريقة اجتماعهما معاً.
في منتصف عام 2018، عملت "ريفيان" مع شركة إنتاج يملكها المخرج الأمريكي بيتر بيرغ، وهو من معارف بيزوس، لتصوير مواد ستُستخدم لاحقاً في إعلان كشف النقاب الذي قدمته "ريفيان" في معرض سيارات لوس أنجلوس، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
ويقول هؤلاء الأشخاص إن بعض اللقطات الجوية المثيرة للإعجاب جرى تصويره من قِبل شركة "بلاك أوبس أفييشن"، وهي شركة تملكها صديقة بيزوس الحالية لورين سانشيز. ومن خلال تعامل الشركات مع "ريفيان"، عرف بيزوس عن وجود شركة ناشئة لديها شاحنات كهربائية مثيرة للاهتمام تستحق إلقاء نظرة عليها، وبالتالي اتبعت "أمازون" الخطوات اللازمة، إذ سافر بيزوس في أواخر خريف 2018 إلى منشأة "ريفيان" الهندسية في مدينة بلايموث بولاية ميشيغان، والتقى مؤسس الشركة الناشئة سكارينغ، الذي قدم بدوره وثيقة تفصيلية بشأن رؤيته للمستقبل الكهربائي.
وطوال فترة بحث "أمازون" عن أسطول كهربائي، كانت هناك نقطة محددة شائكة بالنسبة إليها، وهي تكلفة إنتاج الشاحنات الكهربائية بكميات كبيرة، حسبما ذكر شخص على دراية بالأمر.
وحتى ذلك الحين، لم يجد بيزوس و"أمازون" أي شركة بإمكانها تصميم شاحنة تعمل بالبطارية على نطاق واسع، لكنه عندما تعرف على "ريفيان" نال ذلك.
المنافسة الكهربائية
في مقابلة أُجريت معه في أغسطس 2020، قال روس راشي، مدير أسطول ومنتجات "أمازون" العالمية: "لم نكن نشعر بالحماس لأي من المنتجات المتاحة، فقد كانت شركات التصنيع القائمة مزيجاً من تلك الأكثر تقدماً بعام أو عامين عما نريد، ومن مجموعة من الشركات الناشئة بعضها مقنع والبعض الآخر لم يكن كذلك".
في فبراير 2019، قادت "أمازون" جولة استثمارية بقيمة 440 مليون دولار في شركة "ريفيان"، وذلك قبل أيام من إعلانها عن هدف بلوغ انبعاثات كربونية صفرية صافية لنصف شحناتها بحلول عام 2030.
بعد ستة أشهر، حضر بيزوس في واشنطن وهو يحمل مزيداً من الأهداف الخضراء الكبيرة، إذ يخطط لاعتماد شركته بشكل كلي على مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وأن تصبح محايدة للكربون تماماً بحلول عام 2040.
رفضت "أمازون" و"ريفيان" والمخرج بيرغ التعليق على هذه القصة، وبعد نشرها غرد بيزوس عبر موقع "تويتر" قائلاً إن فريق "ريفيان" لديه كثير ليثبته، لكنه فريق من "الطراز العالمي".
وأشاد الملياردير الأمريكي بشخصية سكارينغ، واصفاً إياه بـ"أحد أعظم رواد الأعمال الذين قابلتهم على الإطلاق"، ثم قال مازحاً: "الآن، آر جيه، أين هي شاحناتنا؟".
لم تستجب شركة "بلاك أوبس أفييشن" لطلب "بلومبرغ" للتعليق على الأمر.
جدير بالذكر أن سكارينغ أسَّس خطَّي أعمال، أحدهما يعتمد على إمبراطورية "أمازون"، والآخر على المستهلكين المهتمين بالبيئة. ومن المقرر أن تحقق شاحنات "أمازون" إيرادات ثابتة للشركة، فيما تحاول سيارات الدفع الرباعي وشاحنات الـ"بيك أب" الحفاظ على زخمها في سوق التجزئة المتقلبة، التي تُعتبر أكثر حساسية تجاه الظروف الاقتصادية.
الطلب الأول
ثمة اعتراف واضح داخل "ريفيان" وبين مستثمريها بأن الشاحنة المُصنَّعة لصالح شركة "أمازون" تُعَدّ أولوية، وأن شاحنة الـ"بيك آب" مجرد عمل جانبي يعزز الإنتاج إلى مستويات كبيرة. وهذه الصفقة تسلط الضوء على "ريفيان" وتمنحها إيرادات مضمونة، بجانب مهلة محددة، كما صدر مرسوم يتطلب من الجميع العمل بجد لتسريع المشروع، في ظل النظر إلى شاحنة "آر 1 تي" بشكل أقل أهمية في الوقت الراهن.
من هذا المنطلق، أشار أشخاص مطلعون على الصفقة إلى أن الهدف الأكثر إلحاحاً بالنسبة إلى "ريفيان" هو تسليم 300 شاحنة صغيرة إلى "أمازون" بحلول نهاية العام. كما أنه من المقرر تسليم أول 10 آلاف شاحنة بنهاية عام 2022، في حين أن الطلب الكامل الذي يبلغ 100 ألف شاحنة سيُسلم بحلول نهاية العقد.
"أبل" تطور تكنولوجيا تسمح بتحكم "أيفون" في تكييف ومقاعد السيارات
أما بالنسبة إلى الحافلات الصغيرة من الشركة، فهي ستكون في آخر عمليات الإنتاج، وسيكون نطاق عمل بطاريتها هو 150 ميلاً (الميل = 1,6 كم).
ببطء ولكن بثبات
على مدار فصل الصيف، أجرى سكارينغ اختبارات التعقب السريع لشاحنة "آر 1 تي" حتى يتخلص من كل الأمور غير الضرورية، وبالتالي تسريع إنتاج الشاحنة في الخريف. وفي سبتمبر، ركزت الشركة جهودها على بناء ما يُعرف داخلياً باسم "ريفيان برايم فان" (Rivian Prime Van)، إذ تعمل الشركة على إنتاج الشاحنات بأعداد قليلة ولكن ثابتة، حسب مصادر مطلعة.
يُذكر أن تصنيع الشاحنة عانى تأخيرات عدة منذ تفشي وباء كورونا، وقد نُسبت هذه التأخيرات في الآونة الأخيرة إلى النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية.
كذلك وعدت "ريفيان" بأن يكون لكل مشترٍ جهة تواصل بشرية، تُعرف باسم "السفير"، وذلك حتى تُحدد التوقعات قبل تسليم المركبة، لكن حتى الآن لم يكن لدى جيش العلاقات العامة هذا سوى قلة من الأخبار الإيجابية لتقديمها.
عملاء مُحبَطون
كان روس غايل، وهو أحد هواة جمع السيارات وصاحب شركة في نيوجيرسي، قد قدم طلباً لإطلاق شاحنة "آر 1 تي" خضراء اللون في نوفمبر الماضي، إذ شعر بالحماس عندما قدم الطلب لأول مرة، لكنه يقول إنه شعر بالإحباط مؤخراً بسبب عدم تواصل الشركة معه وتوضيح الوقت الذي يمكن أن يتوقع التسلُّم خلاله.
بمجرد التسلُّم، يخطط غايل لاستخدام الشاحنة وسيلة تنقل يومية له، ونقل السيارات الموجودة ضمن مجموعة سياراته إلى معارض السيارات. ويقول غايل: "أنا أؤمن بالمنتج بنسبة 100%، لأنني لم أرَ ولم ألمس مثله من قبلُ قَط، لكنني منزعج من الفشل في الوفاء بالوعود. أعني، فقط كن صادقاً، أخبرنا بما تفعله".
في الوقت نفسه، قد تكون الشروط التي حددتها "ريفيان" في أثناء التعاقد مع "أمازون" مجرد بداية لما هو قادم، إذ أثار بيزوس، في أثناء التطلع للطلبيات المستقبلية، التنافس في المجال بشكل عام (كما يفعل عادة). وبالإضافة إلى "ريفيان"، تشتري "أمازون" حالياً شاحنات من "فورد" و"ستيلانتس" و"دايملر"، وهي شركات تتحول سريعاً نحو النماذج الكهربائية.
يقول مصدر مطلع على الصفقة: "يمكنك أن تفترض أن 100 ألف شاحنة ليست الهدف الفعلي، فإذا كانت (أمازون) تريد حقاً تغيير أسطولها بالكامل (وهو أمر ضروري لتصبح محايدة للكربون)، فإنه يمكنك تخيل حجم الطلب ومدى ضخامته".
الكفة تميل لصالح "أمازون"
تميل الصفقة المبرمة بين الشركتين إلى أن تكون لصالح "أمازون" بشكل أكبر، إذ تشير تفاصيل نشرة الاكتتاب العام الأولي لـ"ريفيان" التي قُدمت في الأول من أكتوبر، إلى أن وحدة الخدمات اللوجستية في "أمازون" غير ملزمة شراء سيارات توصيل كهربائية من "ريفيان"، كما يحق لها العمل مع أي شركة سيارات محتملة أخرى تختارها بنفسها.
مما لا شك فيه أن فكرة تحديد الفائدة الكمية التي ستجنيها "ريفيان" من صفقة "أمازون" فكرة صعبة، خصوصاً في ظل عدم الكشف عن التفاصيل الكاملة تماماً، كما يعتبر السعر المجهول لكل شاحنة جزءاً فقط من المعادلة.
كذلك قالت مصادر مطلعة إن الاتفاق المبرم بين الشركتين يتضمن بنوداً بشأن الإيرادات الثابتة لإدارة الأسطول، مثل تحديثات البرامج وإجراء عمليات التشخيص للمركبات.
مع ذلك، يتوقع محللو "بيتش بوك" (PitchBook) أن تحقق "ريفيان" إيرادات تزيد على 4.5 مليار دولار بفضل الطلب الإجمالي لـ"أمازون"، والأهم من ذلك مزيد من العملاء التجاريين.
عن ذلك قال أسد حسين، كبير محللي التنقل في "بيتش بوك": "هذه الطلبيات تعتبر بمثابة تقييم بالنسبة إلى المستثمرين، كما أنها تؤهل ريفيان بشكل جيد لتزويد شركات لوجستية أخرى بشاحنات توصيل كهربائية". وأضاف: "الطريقة التي ينظر بها المستثمرون إلى (تسلا) من أجل مستقبل السيارات هي نفس الطريقة التي ينظر بها عديد من المستثمرين إلى (أمازون) لمستقبل الخدمات اللوجستية".
كذلك تعتزم "ريفيان" إطلاق ثلاث سيارات كهربائية جديدة كلياً في الوقت ذاته.
جيف بيزوس يعلن سفره إلى الفضاء على متن أول رحلة لـ"بلو أوريغين"
ويقول كوري كانتور، المحلل في "بلومبرغ إن إي إف"، إن "الانتقال إلى مرحلة الإنتاج متعددة الجبهات يشكل تحدياً بالنسبة إلى أي شركة تصنيع سيارات، ناهيك بالشركة التي لم تصنع نموذجاً واحداً بهذا الحجم من قبل".
من المنتظر أن يحصل أول عميل لشركة "ريفيان" على شاحناته خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ثم سيبدأ سفراء الشركة في تحديد مواعيد التسليم، كما سيُملأ تطبيق "إنستغرام" بفيديو مصور بهاتف "أيفون" ويوضح كل التفاصيل التي تخص إصدار الشاحنة التي يبلغ وزنها 5 آلاف رطل (الرطل = 0.45 كيلوغرام).
ومع ذلك، فإن وقت الانتظار سيكون طويلاً بالنسبة إلى معظم العملاء، إذ أخبر سكارينغ "بلومبرغ" في نوفمبر الماضي أن تلبية كل الطلبيات ستستغرق عامين.
حالياً، تختبر "أمازون" قلة من الشاحنات قبل مرحلة الإنتاج في مدن عبر الولايات المتحدة، وذلك في وقت لم يعُد بيزوس يترأس الشركة فيها، بعد أن تنحى عن منصبه رئيساً تنفيذياً في يوليو وأصبح يكرس وقته لشركته للرحلات الفضائية "بلو أوريغين".
وقبل دقائق فقط من انطلاقه إلى الفضاء في يوليو، وحين كان كثر يشاهدونه حول العالم، توجَّه بيزوس إلى منصة إطلاق وهو يقود شاحنة من شركة "ريفيان"، وعند عودته مرة أخرى إلى الأرض أحاطت الكبسولة الفضائية مركبات عديدة، كلها شاحنات وسيارات دفع رباعي من شركة "ريفيان"، جميعها يبدو لامعاً ومُغبرّاً في الوقت عينه.
