يضع افتقار أفريقيا إلى التنمية الصناعية في موقع يسمح لها بقوة أنْ تطوِّر عملية التصنيع لتصبح منخفضة الكربون دون تحمُّل تكاليف الانتقال من المصانع التي تعتمد على الوقود الأحفوري. وفق ما أكَّدته "ماكينزي".
ركَّزت "ماكينزي" في تقرير "أفريقيا: مفترق طرق التصنيع الأخضر"، الصادر يوم الإثنين، الذي تمَّ تمويله جزئياً من الحكومة البريطانية، على مساعي تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050، وأشارت إلى قدرة القارة على خلق 3.8 مليون فرصة عمل إضافية، ولكن ذلك يتطلَّب استثمار تريليوني دولار في قطاعات التصنيع والطاقة.
قال كارتيك غايارام الشريك البارز في مكتب "ماكينزي" في نيروبي في بيان عقب إصدار التقرير: "لدى أفريقيا فرصة لتخطي تقنيات التصنيع عالية الانبعاثات، وبناء قطاع تصنيع منخفض الكربون من الألف إلى الياء، ويمكن لها توفير التكاليف المستقبلية من خلال تجنُّب التحوُّل المكلف من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة".
وأوضح التقرير أنَّ أفريقيا قد تضاعف ما يقرب من 830 ميغا طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050 في حال عدم وجود أي التزامات لخفض الكربون من عملياتها التصنيعية. فقد ذكرت "ماكينزي" في التقرير: "لتغيير ذلك المسار ستكون هناك حاجة إلى عمل حاسم".
وقالت الشركة الاستشارية، إنَّ الإسمنت مسؤول عن ثلث انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون من قطاع الصناعة الأفريقية، في حين ينبعث 13% من محطات تحويل الفحم إلى وقود، والتي تديرها شركة "ساسول" في جنوب أفريقيا.
وقالت "ماكينزي"، إنَّ الدول الأفريقية بحاجة إلى الاستفادة من أدوات التمويل الأخضر لتمويل التنمية ومن بينها: أرصدة الكربون، و السندات الخضراء، و التأمين الأخضر، والمدفوعات المرتبطة بما يتمُّ إنجازه من نتائج خضراء.
وأكَّدت شركة الاستشارات، حاجة القارة إلى 600 مليار دولار لإزالة الكربون من الصناعات القائمة، في حين تحتاج الأعمال الخضراء الجديدة إلى 1.4 تريليون دولار. فيما أشارت إلى أنَّ احتجاز الكربون وتخزينه، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، هما تقنيتان يمكن أن تساعدا القارة في تحقيق الهدف.
وحدَّدت "ماكينزي" الصناعات الجديدة التي يمكن تطويرها في: الإيثانول الحيوي، والأخشاب المصفَّحة إلى السيارات الكهربائية، والهيدروجين الأخضر.