يعدُّ صندوق اليورانيوم الجديد، الذي يقتنص الإمدادات، إشارة إلى بداية اتجاه صعودي دائم للمادة المستخدمة في تشغيل محطات الطاقة النووية.
تلك هي وجهة نظر نيك بيكارد، مدير محفظة في "صناديق هواريزونز المتداول في البورصة" (Horizons ETF)، والذي يتوقَّع ارتفاع الأسعار إلى أكثر من 60 دولاراً للرطل في الأشهر المقبلة. وسيكون ذلك أعلى بنسبة 40% تقريباً من سعر تداول العقود الآجلة حالياً في نيويورك.
بدأ صندوق "سبروت" لليورانيوم الملموس شراء السلعة في السوق الفورية في منتصف أغسطس، وجمع أكثر من 24 مليون رطل من اليورانيوم، أي ما يعادل حوالي 14% من استهلاك المفاعلات العالمية. كما قال بيكارد في مقابلة معه: هذا "عمل على تسريع الجدول الزمني" لسوق صاعدة محتملة لمدة عام أو عامين من خلال حجز جزء كبير من العرض في الوقت الذي تتحسَّن فيه توقُّعات الطلب.
سوق صاعدة
قال بيكارد: "ينخفض العرض بشكل كبير. فهناك الآن إعادة تأكيد على جانب الطلب. لا يوجد أي سبب آخر لعدم وجود اليورانيوم في سوق صاعدة".
تتحسَّن توقُّعات الطلب على اليورانيوم وسط تفاؤل بأنَّ الطاقة النووية يمكن أن تلعب دوراً في الدفع العالمي نحو مستقبل الطاقة النظيفة. أدى هذا إلى جانب بدء عمل صندوق "سبروت"، إلى ارتفاع العقود الآجلة بأكثر من 40% عن أدنى مستوى سجَّلته هذا العام في أغسطس. كما أدى جنون الشراء في شركات اليورانيوم إلى ارتفاع هذه المخزونات إلى أعلى مستوياتها في عقد من الزمان.
قال بيكارد: "يعتقد الناس أنَّ الأسعار سترتفع".
ارتفعت العقود الآجلة لليورانيوم في "نيميكس" (Nymex) إلى 44.15 دولاراً للرطل يوم الإثنين، وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2012. ويرجع ذلك أساساً إلى صندوق "سبروت"، الذي كان يشتري الإمدادات المادية بمعدل يقارب ضعف السيولة اليومية للسوق الفورية بأكملها بين إبريل ويوليو. وذلك وفقاً لبراندون مونرو، كبير المديرين التنفيذيين لشركة "بانيرمان إنيرجي" (Bannerman Energy)، وهي شركة لتطوير اليورانيوم مدرجة في البورصة الأسترالية.
وفقاً لبيكارد؛ فإنَّ حيازات صندوق "سبروت" تجعل هذه الكمية من اليورانيوم غير متاحة للمستهلكين، بما في ذلك المرافق، ويأتي ذلك في توقيت بدء التشغيل المقرر لبضع محطات نووية في السنوات المقبلة، على الأقل في الولايات المتحدة.
رهان
وقال: "إنَّ الطلب المتزايد من المستثمرين ربما "أخذ المرافق على حين غرة" في وقت من المقرر فيه تجديد عقود التوريد طويلة الأجل قريباً.
يعدُّ الارتفاع الأخير تحوُّلاً كبيراً. كما بقيت أسعار اليورانيوم عند مستويات منخفضة تاريخياً خلال العقد الماضي، فقد ابتعدت الحكومات والمستثمرون عن هذا النوع من الوقود بعد كارثة "فوكوشيما دايتشي" النووية في اليابان في عام 2011.
هناك 54 مفاعلاً قيد الإنشاء في جميع أنحاء العالم، وهو أدنى مستوى منذ زلزال تسونامي عام 2011 في اليابان الذي دفع البلدان في جميع أنحاء العالم إلى إعادة التفكير في نهجها صوب الطاقة النووية، وفقاً لـ"بلومبرغ إن إي إف".
يراهن مستثمرون مثل "سبروت" على أنَّ الجهود العالمية للحدِّ من تغيّر المناخ ستؤدي إلى إحياء الطاقة النووية الخالية من الكربون، وزيادة الطلب على اليورانيوم.
كما أثَّرت المخاوف بشأن المخزونات الكبيرة على السوق. وقال بيكارد، إنَّ الشراء الذي يقوم به "سبروت" يزيل هذا القلق. وأوضح : "تسبَّب توافر مخزون كبير جداً بعد إغلاق فوكوشيما، إلى جانب المخزون المتوفِّر بالفعل، في هبوط السوق. إنَّنا نتخلَّص من أحد المخزونات، وبدأت حالة هبوط السعر في التداعي".