صعدت أسعار الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة، للمرة الأولى منذ سنوات، وسط مخاوف من أزمة سلاسل التوريد العالمية، مما يهدد الجهود المبذولة لمكافحة تغيُّر المناخ.
ارتفعت الأسعار في كلِّ قطاعات سوق الطاقة الشمسية خلال الربع الثاني للمرة الأولى منذ عام 2014 على الأقل، وفقاً لتقرير صادر عن "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie)، ورابطة صناعات الطاقة الشمسية.
قال التقرير، إنَّه في حين أنَّ العديد من مطوِّري الطاقة الشمسية يملكون مخزوناً يكفي لمشروعات 2021؛ فإنَّهم سيواجهون زيادات في التكاليف خلال 2022.
ارتفاع أسعار المواد يهدد مشاريع الطاقة الشمسية
سيؤدي تصاعد أسعار الألواح الشمسية إلى تحديات كبيرة للجهود المبذولة في جميع أنحاء العالم للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي يسبِّب الاحتباس الحراري.
ازدهر التوجه صوب الطاقة الشمسية عالمياً بنحو 19 ضعفاً خلال العقد الماضي، مما أجبر العديد من محطات الفحم والغاز الطبيعي على الإغلاق. ويرجع ذلك جزئياً إلى انخفاض أسعار الألواح الشمسية بنسبة 89% خلال تلك الفترة، مما جعل الطاقة الشمسية إحدى أرخص مصادر الطاقة المتاحة، ولكنْ تتلاشى هذه الميزة حالياً.
صعدت أسعار ألواح الطاقة الشمسية بشكل كبير بسبب العوامل نفسها التي أدت إلى ارتفاع تكاليف كل السلع، بما في ذلك اللحوم والسيارات، بعدما زادت تكاليف الشحن وأسعار السلع الأساسية إبان تفشي الوباء.
بالنسبة لمطوِّري الطاقة الشمسية؛ فإنَّ هذا يعني ارتفاع تكاليف الحصول على الصلب، والألمنيوم، والمكوِّن الرئيسي في الألواح، وهو البولي سيليكون.
قال التقرير، إنَّ بعض المطوِّرين حاولوا إعادة التفاوض بشأن العقود بسبب ارتفاع الأسعار، في حين قبل آخرون للتو هوامش ربحية ضيقة.
مع ذلك؛ فإنَّ الولايات المتحدة تسير على قدم وساق لعام قياسي، على الرغم من الصعوبات التي تواجه سلسلة التوريد. وتمَّ تركيب مرافقَ توازي بطاقة شمسية استيعابية بحوالي 5.7 غيغاواط في الفترة من إبريل إلى يونيو، بزيادة 45% على أساس سنوي، وهو رقم قياسي للربع الثاني، وفقاً للتقرير.
تستثمر الشركات الصينية التي تهيمن على سلسلة توريد الطاقة الشمسية في مصانع البولي سيليكون الجديدة، إذ من المتوقَّع أن تخفف قيود التوريد، وتُخفِّض الأسعار في النهاية.
