يمكن أن ترفع المملكة هذا المبلغ في حال أتيحت فرص إضافية

السعودية تسعى لزيادة استثماراتها وتجارتها مع أميركا بـ600 مليار دولار

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستعرض أرقام ميزانية السعودية 2024 - المصدر: بلومبرغ
ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يستعرض أرقام ميزانية السعودية 2024 - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

الشرق

أعربت السعودية عن رغبتها في توسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات، مرشحة للارتفاع في حال أُتيحت فرص إضافية.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترمب، حيث جرى بحث تعزير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس).

أشار ولي العهد السعودي إلى "قدرة إدارة الرئيس ترمب بإصلاحاتها المتوقعة في الولايات المتحدة، على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار".

يشير العديد من الاقتصاديين إلى أن السياسات التي بدأ الرئيس الأميركي بتنفيذها، من شأنها دعم النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة، أقله على المدى القصير، خصوصاً بعدما حددت الإدارة الجديدة مستهدفها للنمو عند 3% سنوياً. 

في هذا السياق، أعرب جورج بوراس، رئيس قسم الأبحاث في "كي 2 أسيت مانجمنت" (K2 Asset Management) في مقابلة سابقة مع "الشرق" عن تفاؤل بعهد ترمب الثاني، حيث عزز توليه الرئاسة توقعات نمو الاقتصاد بوتيرة سريعة، كما سيدعم تسارع أرباح الشركات 10%، وفق رأيه.

شمل الاتصال أيضاً، بحث سبل التعاون بين المملكة والولايات المتحدة لـ"إحلال السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تعزيز التعاون الثنائي لمحاربة الإرهاب".

في سياق متصل، ناقش وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، خلال مكالمة هاتفية أخرى، فرص تعزيز الشراكة الاقتصادية بين البلدين، مع التركيز على تطوير التعاون في المجالات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي. وأكد الجانبان أهمية استثمار الإمكانات التكنولوجية لدعم النمو الاقتصادي في كلا البلدين، بما يعكس عمق العلاقات الاستراتيجية وتطلعاتهما المشتركة للنهوض بقطاعات المستقبل، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية. 

استثمارات الذكاء الاصطناعي 

يتزامن إعلان ولي العهد السعودي عن رغبة المملكة بتوسيع استثماراتها وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، مع إعلان ترمب عن مشروع أميركي تحت اسم "ستار غيت" يخطط لاستثمار 500 مليار دولار في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في السنوات الأربع المقبلة، بقيادة "أوراكل" و"أوبن إيه آي" و"سوفت بنك" التي تملك المملكة حصصاً فيها. 

قال رئيس مجموعة "سوفت بنك" ماسايوشي سون خلال الإعلان، إن المجموعة ستستثمر 100 مليار دولار على الفور في المشروع، بهدف توسيع هذا المبلغ إلى 500 مليار دولار في السنوات القليلة المقبلة. وأضاف أن الاستثمار لم يكن ليحدث لولا فوز ترمب في الانتخابات.

ترمب أفاد آنذاك، بأن هذه الاستثمارات مختلفة عن تعهدات لـ"سوفت بنك" الشهر الماضي، باستثمار 100 مليار دولار.

علاقات طويلة الأمد

ترتبط السعودية والولايات المتحدة بعلاقات اقتصادية طويلة الأمد تمتد على مدى 8 عقود. وخلال السنوات الماضية، قاد صندوق الاستثمارات العامة، الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة، وزاد من حصصه في العديد من الشركات الأميركية.

أظهرت بيانات الربع الثالث من العام الماضي، أن الصندوق الذي يدير أصولاً تقترب قيمتها من تريليون دولار، زاد ملكيته في الأسهم الأميركية إلى 26.7 مليار دولار، وهو ارتفاع بنحو 6 مليارات دولار عن الربع الثاني من العام ذاته. 

كما زادت المملكة من حيازتها من سندات الخزانة الأميركية في أكتوبر إلى أعلى مستوى في 4 سنوات. وبحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ"، زادت حصة سندات الخزانة الأميركية من إجمالي الأصول الأجنبية التي يحتفظ بها البنك المركزي السعودي، إلى حوالي 35%.

تزايدت استثمارات السعودية في سندات الحكومة الأميركية هذا العام؛ حيث يمتلك المركزي حالياً سندات خزانة بقيمة 144 مليار دولار، على الرغم من انخفاض إجمالي الأصول الأجنبية إلى أدنى مستوى لها منذ فبراير.

قطاعات جديدة

منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 الهادفة لتنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين قفزة ملحوظة. ولكن هذه العلاقات توسعت في السنوات القليلة الماضية لتطال قطاعات عدة جديدة.

في نوفمبر 2023، اتفقت الولايات المتحدة والسعودية على تعزيز التعاون الثنائي بمجال استكشافات واستخدامات الفضاء للأغراض السلمية، إضافة إلى إجراء "مناقشات فنية حول الأنشطة التعاونية المحتملة في مجال الطيران وعلوم الأرض والفضاء والعمليات الفضائية واستكشاف واستخدام الفضاء الخارجي للأغراض السلمية".

كما أكد البلدان على رغبتهما المتبادلة "في تعزيز التعاون الذي يشمل التنمية التجارية والتنظيمية، والسلوك المسؤول في الفضاء الخارجي، والأمن الفضائي".

وفي مارس الماضي، أعلنت "أرامكو" السعودية أنها تجري محادثات مع شركات للدخول بمشاريع لإنتاج الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة، وذلك قبل فوز ترمب الذي تعهد بإطلاق العنان لقطاع الطاقة الأميركي.

تصنيفات

قصص قد تهمك