انخفض الدولار مع تراجع المستثمرين عن الرهان على فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة بعد أن أشارت آخر استطلاعات الرأي إلى تقدم كامالا هاريس. وارتفعت أسعار النفط بعد تأجيل تحالف "أوبك+" زيادة الإنتاج.
هبط مؤشر الدولار الأميركي بأكبر قدر في أكثر من شهرين، في حين سجل البيزو المكسيكي –الذي تراجع في أعقاب فوز ترمب في عام 2016– أفضل أداءٍ بين العملات الرئيسية. وارتفعت العقود المستقبلية لسندات الخزانة الأميركية والأسهم الآسيوية.
جاءت هذه التحركات بعد أن أظهر استطلاع للرأي أجرته صحيفة "دي موين ريجستر" تقدم هاريس بنسبة تتراوح بين 44% و47% في ولاية أيوا، التي فاز بها ترمب بكل الانتخابات التي خاضها في السابق.
أحد العناصر فيما يُسمى بـ"تجارة ترمب"، أي التربح من الرهان على فوز ترمب بالانتخابات، يميل إلى ارتفاع عوائد سندات الخزانة وقوة الدولار. ومع ذلك، تُظهر استطلاعات أخرى أن المرشحين يستعدان لنهاية تتقارب فيها الأصوات للغاية وسط انقسام الناخبين بفارق ضئيل على الصعيد الوطني وفي الولايات المتأرجحة المحورية.
وصل كل من مؤشر الدولار وعوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات في الأسابيع الأخيرة إلى أعلى المستويات منذ يوليو، بعد أن كثف المستثمرون رهاناتهم على فوز ترمب بولاية ثانية. غير أنهم يشعرون بالقلق من أن يؤدي تبنيه لسياسة مالية أشد تيسيراً وفرض رسوم جمركية باهظة إلى تعميق العجز الفيدرالي واشتعال التضخم، مما يضعف قيمة سندات الخزانة.
الأسواق الأخرى وخفض الفائدة
قال بيل مالدونادو، الرئيس التنفيذي لشركة "إيستسبرنج إنفستمنتس" (Eastspring Investments) لتلفزيون "بلومبرغ": "من المستحيل التكهن في هذه المرحلة. لقد سمعنا ترمب يتحدث عن الرسوم الجمركية وغيرها من التدابير، ولكن هل نعرف حقاً ما الذي سيتم تنفيذه وبأي طريقة؟ من المستحيل تقريباً أن نراهن على ذلك".
ارتفعت العقود المستقبلية للأسهم الأوروبية تزامناً مع ارتفاع نظيراتها الأميركية بعد المكاسب التي حققتها وول ستريت يوم الجمعة مدفوعة بالأرباح القوية التي حققتها شركات مثل "أمازون" و"إنتل". أما الأسواق اليابانية فمغلقة بسبب العطلة، مما يعني عدم التداول على سندات الخزانة في السوق الآسيوية.
بالإضافة إلى الانتخابات الأميركية، سيتأثر التداول في الأسواق المالية هذا الأسبوع بقرارات البنوك المركزية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا وغيرها.
ومن المتوقع أن يقرر الاحتياطي الفيدرالي الأميركي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس يوم الخميس، بعد أن أظهرت أحدث بيانات الوظائف زيادة التوظيف في الولايات المتحدة بأبطأ وتيرة منذ عام 2020 فيما ظل انخفاض معدل البطالة. ومع ذلك، تأثرت هذه الأرقام بسبب الأعاصير الشديدة وأحد الإضرابات الكبيرة.
كذلك يتوقع الاقتصاديون أن يخفض بنك إنجلترا سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية إلى 4.75%.
النفط والذهب
ارتفع خام غرب تكساس الوسيط، المعياري بالولايات المتحدة، بنحو 2% يوم الإثنين، حيث اتفق تحالف "أوبك+" على تأجيل زيادة الإنتاج المقررة في شهر ديسمبر لمدة شهر آخر، كما صعّدت إيران من لهجتها ضد إسرائيل.
في الصين، كشف المسؤولون عن خطوات لجذب الأموال الأجنبية قبل أيام فقط من الانتخابات الأميركية التي أثارت القلق بشأن تأثير عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. وقالت لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية ووزارة التجارة وأربع هيئات تنظيمية أخرى في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الجمعة الماضي إنه يُسمح الآن للأفراد الأجانب بضخ رؤوس أموال في الشركات المتداولة في البورصة كمستثمرين استراتيجيين.
وعلى صعيد آخر في الصين، تجتمع اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني في بكين من الإثنين حتى يوم الجمعة، حيث يترقب المستثمرون الموافقة على التحفيز المالي لإنعاش الاقتصاد المتباطئ.