وقّع صندوق الاستثمارات العامة السعودي مذكرة تفاهم غير ملزمة يصبح بموجبها مستثمراً استراتيجياً أولياً بصندوق "بروكفيلد أسيت مانجمنت" (Brookfield Asset Management) الجديد الموجه للشرق الأوسط والبالغة قيمته ملياري دولار.
ويُتوقع توظيف نصف استثمارات منصة "بروكفيلد ميدل إيست بارتنرز" في السعودية نفسها، وفقاً لبيان. الصفقة، التي تم توقيعها أثناء انعقاد مؤتمر الاستثمار السنوي في المملكة المعروف باسم "مبادرة مستقبل الاستثمار" بالرياض في دورته الثامنة، ستعزز العلاقات بين "بروكفيلد" والصندوق السيادي السعودي، الذي يدير كل منهما أصولاً بحوالي تريليون دولار.
وتعتزم "بروكفيلد ميدل إيست بارتنرز" استهداف عمليات الاستحواذ والحلول الهيكلية وفرص الاستثمار في مجموعة من القطاعات الاستراتيجية، بما في ذلك خدمات الصناعة والأعمال والمجالات الاستهلاكية والتقنية والرعاية الصحية
جذب الاستثمارات الأجنبية
وتُعد هذه الشراكة أحدث مثال على قيام مؤسسات أجنبية بجمع أموال لتأسيس صناديق تركز على الشرق الأوسط. أفادت "بلومبرغ" أن "غولدمان ساكس" تعمل على إنشاء واحد، كما عينت مصرفياً منذ فترة طويلة في "جيه بي مورغان" لإدارته.
قال يزيد بن عبدالرحمن الحميّد، نائب المحافظ رئيس الإدارة العامة للاستثمارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة إن مذكرة التفاهم تُعد "خطوة مهمة في تحقيق رؤية الصندوق المتمثلة في جذب رأس المال والخبرات العالمية إلى المنطقة، بالإضافة إلى نقل المعرفة وبناء القدرات في المملكة".
وخلال فعاليات اليوم الثاني من مبادرة مستقبل الاستثمار السعودية، قال وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح إن هدف السعودية لجذب 100 مليار دولار سنوياً من الاستثمار الأجنبي "قابل للتحقق".
صندوق الاستثمارات العامة يُعد بمثابة الآلية الرئيسية في تنفيذ السعودية خطة الإصلاح الطموحة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان. إذ أجرى استثمارات قياسية في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء العالم، كما حوّل تركيزه مؤخراً إلى الأسواق المحلية التي تُعد القوة الدافعة وراء المشاريع الضخمة مثل تطوير مدينة "نيوم" بقيمة 1.5 تريليون دولار.
وفي العام الماضي، قالت "بروكفيلد" إنها ستفتتح مكتباً في الرياض، لتكون أحدث شركة دولية تفتتح مكتباً لها في المملكة. كما أنها تُعد بالفعل واحدة من أكبر المؤسسات الاستثمارية نشاطاً في الشرق الأوسط، حيث استثمرت حوالي 12 مليار دولار في السنوات الأخيرة.
وتشمل الصفقات الإقليمية الأخيرة لـ"بروكفيلد" استثمارات في مشغلة مدارس خاصة كبرى وشركة مدفوعات إقليمية. كما باعت حصة في أطول برج مكتبي في المنطقة المالية بدبي في وقت سابق من هذا العام.
الملكية الخاصة والعقارات
يستهدف صندوق "بروكفيلد" الجديد في الشرق الأوسط الاستثمار في صفقات الملكية الخاصة والعقارات. ومن المتوقع الإعلان عن المستثمرين الرئيسيين الآخرين والإغلاق الأول في الأشهر المقبلة.
وتسعى شركات إدارة أصول عالمية أخرى أيضاً إلى جمع أموال مخصصة للمنطقة. تسعى شركة "بلاك روك" للحصول على مليار دولار لإنشاء صندوق جديد يركز على البنية التحتية والملكية الخاصة في الشرق الأوسط مع بعض أكبر الصناديق السيادية في المنطقة، حسبما أفادت "بلومبرغ" في مايو.