أبرمت شركة "بوينغ" اتفاقية ائتمان بقيمة 10 مليارات دولار، ضمن سعيها لدعم الميزانية والتغلب على تبعات الإضراب الممتد الذي أسفر عن إغلاق مركز التصنيع في سياتل لمدة شهر.
أشارت صانعة الطائرات، في بيان صدر اليوم الثلاثاء، إلى أنها ستدفع رسم تمويل بنسبة 0.5% من إجمالي المبلغ الأصلي عن كل دفعة تتلقاها بموجب الاتفاقية. وارتفع سعر سهم "بوينغ" بنحو 2.4% خلال التداول قبل افتتاح السوق.
تسعى "بوينغ" إلى تجنب خفض التصنيف الائتماني المرتقب من قبل وكالتي "موديز ريتنغز" (Moody’s Ratings) و"إس آند بي غلوبال ريتنغز" (S&P Global Ratings)، حيث أشارت الوكالتان خلال الأسابيع الخمسة الماضية إلى احتمال خفض تصنيف الشركة الائتماني إلى الدرجة دون الاستثمارية، ما من شأنه أن يرفع تكاليف الفائدة التي تتكبدها الشركة بشكل شبه فوري، ويجعل الاستثمار فيها أقل جاذبية لعدد من صناديق الاستثمار.
"بوينغ" تعاني أزمات متتالية
كشفت الشركة أواخر الأسبوع الماضي عن وجود احتياطيات نقدية ضئيلة إلى جانب 10 مليارات دولار من النقدية والأوراق المالية قصيرة الأجل التي تحتاجها لتجنب خفض التصنيف إلى الدرجة دون الاستثمارية، فبعد إجراءات خفض التكاليف، تتكبد الشركة أكثر من مليار دولار شهرياً، بحسب تقدير "إس آند بي" الأسبوع الماضي، نتيجة إضراب العمال الأعضاء بنقابة الميكانيكيين في منطقة الشمال الغربي المطلة على المحيط الهادئ في الولايات المتحدة، والتي تُعد مركزاً حيوياً لإنتاج طائرات "بوينغ".
لا يشكل الإضراب إلا حلقة في سلسلة الأزمات التي تواجهها الشركة منذ بداية العام، إذ نتج عن حادث مريع وقع في يناير، ثقبٌ بحجم باب في بدن طائرة طراز "737 ماكس" في أثناء تحليقها، ما أجبر الشركة على إبطاء الإنتاج لعلاج المشكلات في عملية التصنيع. كما يتجه السهم إلى تسجيل أسوأ أداء سنوي منذ الأزمة المالية في 2008، وأعلنت الشركة الأسبوع الماضي اعتزامها خفض قوتها العاملة بنسبة 10%، ما يعادل 17 ألف شخص.
مساعٍ لتجنب خفض التصنيف الائتماني
كشفت "بلومبرغ" في مطلع أكتوبر عن سعي "بوينغ" إلى جمع تمويل بقيمة 10 مليارات دولارات من الأسهم، وعن إجراء محادثات مع المستشارين لاستكشاف الخيارات المتاحة. فيما كشفت "رويترز" الأسبوع الماضي أن البنوك عرضت على الشركة مجموعة من أدوات التمويل الممكنة، ومن بينها الأسهم الممتازة، والأوراق المالية القابلة للتحويل الإلزامي التي تعاملها وكالات التصنيف الائتماني على أنها شبيهة بالأسهم.
ولفتت صانعة الطائرات إلى أنها تعد تجنب خفض التصنيف إلى الدرجة دون الاستثمارية هدفاً أساسياً، ففي حالة خفض التصنيف الائتماني، ستكون أكبر شركة مقترضة أميركية يسبق تجريدها من تصنيف الدرجة الاستثمارية وضمها إلى مؤشرات السندات عالية المخاطر، وحينها ستغرق سوق السندات مرتفعة العائد بحجم قياسي من الديون الجديدة الواجب استيعابه.
كما أن خفض الوكالات الثلاث الكبرى تصنيف "بوينغ" إلى الدرجة دون الاستثمارية سيحرم أغلب سنداتها طويلة الأجل الحالية، التي تبلغ قيمتها 52 مليار دولار، من التأهل للإدراج على مؤشرات السندات من الدرجة الاستثمارية.
ترقب الإعلان عن أرباح "بوينغ"
من المقرر أن تعلن "بوينغ" عن الأرباح في 23 أكتوبر، وهي أول مرة يترأس فيها الرئيس التنفيذي الجديد مؤتمر الإعلان عن الأرباح، وأشارت الشركة في بيان مفاجئ صدر مساء الجمعة إلى أنها ستسجل نفقات موحدة بقيمة 5 مليارات دولار عن أكبر نشاطين لها عند الإعلان عن الأرباح رسمياً.
إلى جانب نفقات نشاط الصناعات العسكرية والفضاء، ستسجل "بوينغ" تكاليف إضافية عن تأجيل طراز "777 إكس" مجدداً، ليتأخر إنتاج أكبر طائرة عريضة البدن تصنعها الشركة بنحو 6 سنوات.
تولى كل من "بنك أوف أميركا سكيوريتيز" (BofA Securities)، و"سيتي بنك"، و"غولدمان ساكس لندينغ بارتنرز" (Goldman Sachs Lending Partners) و"جيه بي مورغان آند تشيس بنك" دور المنسقين الرئيسيين المشتركين ومديري السجلات المشتركين للقرض الجديد، فيما اضطلع "سيتي بنك" بدور الوكيل الإداري، و"بنك أوف أميركا" و"غولدمان ساكس" و"جيه بي مورغان" بدور الوكلاء المشتركين للبنوك المشاركة في القرض.