يُخطط صندوق "فانتج كابيتال" (Vantage Capital)، الذي يُعدُّ الأكبر أفريقياً بإدارة الديون المتوسطة المعروفة بتمويل "الميزانين"، لضخ 150 مليون دولار للاستثمار بشركات مغربية خلال السنوات الخمس المقبلة؛ حيث "نضع سوق المملكة ضمن أولوياتنا"، بحسب إدريس بنعبد السلام، الشريك في الصندوق بحديث لـ"الشرق".
تأسس الصندوق عام 2001 ويتخذ من جوهانسبورغ عاصمة جنوب أفريقيا مقراً رئيسياً له، ونجح حتى الآن في جمع تمويلات تفوق 1.6 مليار دولار، موزعة على أربع صناديق في 11 دولة أفريقية، وتعتبر جنوب أفريقيا و مصر وكينيا والمغرب أكبر الدول المستقبلة لاستثماراته.
بدأ الصندوق أولى استثماراته في المغرب عام 2019 من خلال صفقة مع شركة قابضة تمتلك مساهمات في 6 شركات تكنولوجية، ثم توسع للاستثمار في شركات تعمل بقطاعَي الصحة والزراعة بشكلٍ أساسي، بإجمالي استثمارات "بلغت حتى الآن 90 مليون دولار"، كما كشف بنعبد السلام.
خلال الشهر الماضي، أنجز "فانتج كابيتال" أحدث صفقة استثمار في الشركة المغربية "SPMS" العاملة بالقطاع الزراعي، حيث ضخ 14 مليون يورو (15.3 مليون دولار) عبارة عن قرض "ميزانين"، وهو مزيج من التمويل بالديون والأسهم. ويتوقع بنعبد السلام أن يوقع صفقة استثمار جديدة مطلع العام المقبل في قطاع التطوير العقاري بقيمة 30 مليون دولار.
عوامل التركيز على المغرب
وراء اهتمام الصندوق الأفريقي بالسوق المغربية عوامل عدة، يحددها بنعبد السلام في الاستقرار السياسي والاقتصادي، وبروز عدة شركات من أحجام مختلفة قادرة على استيعاب استثمارات تتراوح قيمتها ما بين 20 حتى 50 مليون دولار. منوّهاً أيضاً بأن "استقرار العملة هو معيار حاسم في اختيار البلدان التي نود الاستثمار فيها، وهذا الأمر ينطبق على الدرهم المغربي".
المسؤول في الصندوق الاستثماري اعتبر أن قطاع الأسهم الخاصة في المغرب لا يزال في مرحلة "جنينية" مُقارنةً مع الاقتصادات الأكثر تقدماً، حيث يعتبر "ديناميكياً" نسبياً ضمن الأسواق الأفريقية. مضيفاً: "المستثمرون في القارة يبحثون عن عوامل الاستقرار والنمو وجودة المؤسسات الداعمة، وهذا متوفر في المغرب، وسنشهد مزيداً من الأموال المتاحة للاستثمار، وبالتالي زيادة المنافسة على الأصول ذات الجودة لأنها قيمتها سترتفع".