لفت إعلان شركة "تابي"، التي تتخذ من المملكة العربية السعودية مقراً لها، عن استحواذها على الشركة الناشئة "طويق"، أنظار المستثمرين الممولين الذين يتطلعون إلى فرص الاستثمار في المملكة.
ينظر لصفقة استحواذ "تابي"، إحدى أوائل شركات التكنولوجيا المالية الناشئة بمنطقة الشرق الأوسط، على شركة تشغيل المحفظة المالية الرقمية بمبلغ غير معلن بوصفها دليلاً جديداً على التطور الهائل لسوق الشركات الناشئة في المملكة، وربما تبدأ في توفير المزيد من الاستراتيجيات لمستثمري رأس المال الجريء للتخارج من الاستثمارات، وفق ما تحدث به مستثمرون في مؤتمر "فنتك 24" للتكنولوجيا المالية الذي عُقد في الرياض الأسبوع الماضي.
أوضح ألكسندر لازاروف، مستثمر رأس المال الجرئ العالمي ومؤسس شركة "فلوينت فنتشرز" (Fluent Ventures): " تتسم النظم البيئية الناجحة للشركات الناشئة بتوافر قوة الدفع الذاتي، ويعد تخارج الشركات الناشئة عنصراً أساسياً لنشاطها. كما تساعد على استرداد المستثمرين لرأس المال وتحفيز أجيال جديدة من المستثمرين الممولين".
الاكتتابات
أضاف لازاروف: "أحد الأمور المثيرة للاهتمام في السوق السعودية حالياً هو الحجم المتزايد من الاكتتابات العامة والمبكر للشركات التكنولوجية وعمليات الاندماج والاستحواذ، بما فيها مجال التكنولوجيا المالية". مشدداً على أهمية وجود مسار قابل للتطبيق للتخارج من الاستثمارات في السعودية والتي تخوض المراحل الأولى لتطوير سوقها للمستثمرين.
برزت السعودية باعتبارها واحدة من أسرع الأسواق نمواً بين الدول الناشئة الجاذبة لمستثمري رأس المال الجريء خلال السنوات الأخيرة. احتلت السعوية المرتبة الثانية بعد سنغافورة في النصف الأول من 2024، إذ جمعت ما يفوق 400 مليون دولار من الأموال. واحتلت المرتبة الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بعد أن تخطت الإمارات العام الماضي لتصبح الوجهة الأولى لاستثمار رأس المال الجريء بمنطقة الشرق الأوسط للمرة الأولى في تاريخها.
تعد شركة "رسن" السعودية، التي تدير منصات التأمين عبر الإنترنت مثل "تأميني" و"تريزا"، من أوائل شركات التكنولوجيا المالية المحلية التي تطرح أسهمها للاكتتاب العام في المملكة. جمعت الشركة 224 مليون دولار يونيو الماضي، فيما ارتفع سعر سهمها بأكثر من 43% منذ أول تداول له.
تاريخياً، كانت الإمارات السوق الاستثمارية الأكثر تطوراً في المنطقة، إذ يعود تاريخ الاستثمارات فيها إلى 2013 و2014، وفقاً لشركة "ماغنيت" (Magnitt) لبيانات استثمارات رأس المال الجريء. وشكلت الدولة نحو 45% من جميع صفقات الاندماج والاستحواذ المبرمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2019.
لكن السعودية بدأت بصفة خاصة اللحاق بركب صفقات الاندماج والاستحواذ، حيث ظفرت بنسبة 19% من صفقات السنة الماضية بالمنطقة، بحسب "ماغنيت".
التخارج من السوق
رجح فيليب باهوشي، الرئيس التنفيذي لـ"ماغنيت"، أن تظهر فرص صفقات تخارج في السعودية خلال العامين إلى الثلاثة المقبلة، مضيفاً "يستغرق الأمر بين 7 إلى 8 سنوات لشركة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للوصول لمرحلة التخارج".
نالت الشركات الناشئة في المملكة دفعة كبيرة من استثمارات الصناديق المحلية، بما فيها الشركة السعودية لمشروعات التكنولوجيا (STV) وسنابل للاستثمار، وهي وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي. يستهدف ضخ الأموال في شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة دفع خطة بناء قطاع رأس مال جريء وتحفيز رواد الأعمال الشباب لتأسيس شركات يمكن أن تساعد في جهود المملكة لتنويع الاقتصاد.
وافقت "تابي"، شركة التكنولوجيا المالية التي تقدم حلول "اشتر الآن وادفع لاحقاً"، على نقل مقرها الرئيسي من الإمارات إلى السعودية السنة الماضية. وتعتزم الشركة طرح أسهمها للاكتتاب العام في البورصة السعودية في أواخر 2025 أو خلال 2026، وفق ما كشفت عنه الشركة لمنصة الإعلام المحلية "أرقام" الأسبوع الماضي.
بينت "تابي"، التي جمعت الأموال من مستثمرين إقليميين وعالميين مثل "ويلينغتون مانجمنت" (Wellington Management) ومبادلة للاستثمار وشركة "باي بال فنتشرز" (PayPal Ventures) للتمويل الاستثماري وحصانة الاستثمارية، أن "طويق" ستواصل العمل بصورة مستقلة بمجرد اكتمال صفقة الاستحواذ عليها.
