احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة الثانية، من حيث تمويل رأس المال الجريء على مستوى الأسواق الناشئة، بعد سنغافورة، وفقاً لشركة بيانات رأس المال الجريء "ماغنيت" (Magnitt) عن تمويلات النصف الأول من العام الجاري.
جمعت شركة البرمجيات الناشئة "سلة" 130 مليون دولار في النصف الأول. ما عزز جمع رأس المال الجريء في المملكة إلى 412 مليون دولار خلال هذه الفترة، وهو الأعلى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وفقاً لشركة البيانات، ومقرها في دبي.
إلا أن تمويل الشركات الناشئة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تراجع بأكثر من الثلث في النصف الأول من العام، حيث سعى المستثمرون إلى اقتناص مزيد من الصفقات في المرحلة المبكرة لجمع أموال أقل.
قالت "ماغنيت" إن قيمة استثمارات رأس المال الجريء بلغت 768 مليون دولار، فيما يُعد أسوأ أداء في النصف الأول منذ جائحة "كوفيد-19"، وانخفض عدد الصفقات بـ18% إلى 211 صفقة خلال هذه الفترة.
تعكس البيانات تباطؤاً أوسع في هذا القطاع، حيث يحوّل المستثمرون انتباههم نحو جولات التمويل في المرحلة المبكرة من مليون دولار إلى 5 ملايين دولار. كان ما يُسمى بالجولات الضخمة التي تبلغ قيمتها 100 مليون دولار أو أكثر كانت آخذة في الانخفاض.
قال فيليب بهوشي، الرئيس التنفيذي لـ"ماغنيت": "تحول المستثمرون بعيداً عن الاستثمارات في المرحلة المتأخرة إلى المرحلة المبكرة بسبب ارتفاع تكلفة رأس المال. يتعين على الشركات الناشئة حالياً أن تكون فعالة من حيث التكلفة، ولا يمكنها الاعتماد فقط على جولة استثمارية أخرى لجمع الأموال".
حظيت السعودية بنصيب بارز في تقرير "ماغنيت"، الذي أشار إلى أن جمع الأموال من رأس المال الجريء بها انخفض بنسبة 7% مقارنة بالعام الماضي، أي أقل بكثير من نظيراتها. تلقت الشركات الناشئة السعودية -بما فيها "سلة"- دفعة كبيرة من الاستثمارات من قبل صندوق رأس المال الجريء السعودي "STV" وشركة "سنابل" التابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي.
كان صندوق الاستثمارات العامة السعودي يوجّه الأموال إلى شركات التكنولوجيا والشركات الناشئة سعياً إلى بناء صناعة رأس المال الجريء وتشجيع رواد الأعمال الشباب على إنشاء شركات لتنويع الاقتصاد، وإضافة الوظائف.
الإمارات في المركز الثاني
جاءت الإمارات في المرتبة الثانية من حيث جمع الأموال بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. جمعت الشركات الناشئة بالإمارات 225 مليون دولار، بانخفاض 19% عن العام السابق. ومع ذلك، أثبتت السوق مرونتها مع زيادة عدد الصفقات، بحسب ما ذكرت "ماغنيت".
كما تجذب صناعة رأس المال الجريء بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المزيد من الاهتمام. قالت "ماغنيت" إن عدد المستثمرين في الشركات الناشئة الإقليمية قفز بـ30% عن العام السابق، مما يشير إلى "اهتمام قوي ومستدام".
كانت صناعة التجارة الإلكترونية والتجزئة هي المتلقي الأكبر للتمويل، في حين استحوذت التكنولوجيا المالية على أكبر عدد من الصفقات، وفقاً للشركة.
3 صفقات ضخمة
على صعيد آسيا، جمعت الشركات الناشئة في سنغافورة أكثر من 1.3 مليار دولار، بفضل ثلاث صفقات ضخمة. أظهرت بيانات "ماغنيت" أن إجمالي التمويل في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وباكستان وتركيا وأفريقيا بلغ 3.5 مليار دولار في النصف الأول، بانخفاض 34% عن العام السابق.
عزا ألكسندر لازارو، المستثمر العالمي في رأس المال الاستثماري ومؤسس "فلوانت فنشرز" (Fluent Ventures)، المستويات المنخفضة جزئياً إلى استراتيجيات الاستثمار الأكثر اتساماً بالطابع العملي.
قال لازارو في مقابلة: "استثمر الناس بقدر محدود من العناية في جولات أكبر بكثير. كان التوسع السريع رائجاً. العائد اليوم هو قليل من الرصانة حول كيفية بناء شركة والاستثمار في تلك الشركة". ويُتوقع أن تنتعش السوق مجدداً في أوائل العام 2025.