عاد صندوق الاستثمارات العامة السعودي إلى الربحية خلال 2023، بفضل محفظته الاستثمارية، بما في ذلك "صندوق رؤية" الذي تديره "سوفت بنك"، بعد تسجيله خسائر بالسنة المالية السابقة.
بحسب القوائم المالية الموحدة المنشورة على موقع بورصة لندن اليوم الإثنين، حقق الصندوق نمواً في إيراداته تجاوز 100% خلال العام الماضي، حيث وصلت إلى 331 مليار ريال (88.5 مليار دولار)، مدعومةً بنمو القيمة السوقية لمحفظته الاستثمارية.
كما أفصحت النتائج المالية، عن تسجيل الصندوق أرباحاً بعد احتساب الزكاة والضرائب بلغت 17 مليار دولار، مقارنةً بخسائر تجاوزت 4.5 مليار دولار للعام السابق.
حجم الأصول
يسعى صندوق الاستثمارات العامة لبلوغ قيمة أصوله 3 تريليونات دولار بحلول 2030، من حوالي 990 مليار دولار حالياً، وفق القوائم المالية الصادرة اليوم، والتي تندرج "ضمن التزامه بالشفافية والحوكمة، وانسجاماً مع أفضل الممارسات الدولية للمؤسسات المالية الكبرى وصناديق الثروة السيادية". وهو أمر بدأ يطبع التقارير الاستثمارية الصادرة عن صناديق المنطقة التي تدير تريليونات الدولارات، مدفوعةً خلال السنوات الأخيرة بتطوير المعايير المحاسبية، لا سيما لناحية التداخل بين ميزانيات الدول والأداء المالي لصناديقها السيادية، ومتطلبات الاستثمارات المراعية للمعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وتتنوّع محفظة لتشمل حصة 16% في عملاق النفط "أرامكو"، تم نقل نصفها إلى الصندوق في مارس الماضي. إلى جانب استثمارات في كبرى شركات التعدين والاتصالات، وبالقطاعات الرياضية محلياً ودولياً، وحصصاً وازنة في شركات صناعة ألعاب الفيديو وتصنيع السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير مشاريع ومدن جديدة مثل نيوم، وبوابة الدرعية، والقدية، والمربع الجديد في الرياض، وجزر البحر الأحمر، ومشاريع روشن السكنية.
تأثير "سوفت بنك"
زادت إيرادات محفظة الصندوق الاستثمارية بشكل ملحوظ العام الماضي، حيث سجلت 26.5 مليار دولار، مقابل خسائر بواقع 11 ملياراً في 2022. "وساهم بهذه النتائج الإيجابية تحول "سوفت بنك" إلى مصدر للأرباح بعدما تعرضت العام السابق لخسائر في القيمة السوقية"، كما أورد بيان الصندوق.
وبيّنت القوائم المالية أن الاستثمارات في "صندوق رؤية" حققت مكاسب صافية بلغت حوالي 740 مليون دولار في 2023، مقارنةً بخسائر صافية دفترية تجاوزت 9 مليارات دولار العام السابق.
تمّ إطلاق "صندوق رؤية" من قِبل "سوفت بنك" عام 2016 بحجم مستهدف 100 مليار دولار، وتعهد صندوق الاستثمارات العامة حينها بضخ ما يصل إلى 45 مليار دولار في الصندوق الذي حقق نتائج إيجابية على مدى سنوات عبر الاستثمار بشركات التكنولوجيا بشكلٍ أساسي، قبل أن يتعرض لكبوات متلاحقة خلال العامين الماضيين.
عبد الله الحامد، رئيس الاستشارات الاستثمارية في "جي آي بي كابيتال"، يرى أن ما دعم أداء الصندوق خلال العام الماضي هو التحسن العام في بيئة الأعمال، سواءً على المستوى المحلي أو الدولي، بموازاة تحول "سوفت بنك" من الخسارة إلى الربحية.
رغم ذلك، أشار الحامد إلى أن هناك قطاعات يستثمر فيها الصندوق لا تزال تعاني بعض الضعف، مثل قطاع المعادن نتيجة تراجع الطلب العالمي وبالتالي الأسعار.
ونوّه بمقابلة مع "الشرق" أن الصندوق يتحوط من تأثير التوترات الجيوسياسية عبر تنويع استثماراته، سواء قطاعياً أو على صعيد التنوع الجغرافي.