يُرج~ح أن تظل مصانع الصلب العملاقة في جنوب تركيا مغلقة لأسابيع، مع توقف خطوط الإنتاج في وقت يحاول العمال التعايش مع تداعيات الزلزالين المدمرين اللذين هزّا المنطقة.
هناك أكثر من 10 منشآت في مدينتي إسكندرون وعثمانية –القريبتين من مركز الزلزالين اللذين وقعا في 6 فبراير– تمثل ثلث إنتاج الصلب على مستوى البلاد، وفقاً لما قاله فيسيل يايان، الأمين العام لاتحاد منتجي الصلب الأتراك.
أوضح يايان أنه رغم عدم حدوث أضرار مادية في المصانع القائمة في المنطقة، إلا أن العديد من العمال وأفراد أسرهم لقوا حتفهم، فيما يواجه الناجون صعوبات في التعايش مع هذه الأوضاع.
ذكر يايان في مكالمة هاتفية، اليوم الإثنين: "كل مصانع الصلب في المنطقة مغلقة. وربما تظل مغلقة حتى نهاية الشهر الجاري على الأقل، أو ربما حتى منتصف مارس".
خسائر قطاع الصلب
تُعتبر تركيا واحدة من أكبر 10 دول منتجة ومصدِّرة للصلب في العالم، كما تُعد تلك الصناعة من بين أول القطاعات التي تصدر تقييماً لخسائر أكثر الزلازل المدمرة التي تضرب البلاد خلال نحو قرن من الزمان.
رغم أن تداعيات الزلزالين على النشاط في المنطقة ليست واضحة بشكل كامل، إلا أن المحللين الاقتصاديين لبلومبرغ قدّروا أن التعامل معها قد يتطلب إنفاقاً عاماً يعادل 5.5% من الناتج المحلي الإجمالي.
زلزال تركيا.. هل ساهمت "معايير" البناء بسقوط 12 ألف مبنى؟
قدّر أحد تكتلات الأعمال أن التكلفة الاقتصادية للزلزالين تفوق 84 مليار دولار، بما فيها الأضرار التي أصابت المباني والخسائر في الدخل القومي. وذكر اتحاد الشركات والأعمال التركي، في تقرير بتاريخ 10 فبراير، أن الانخفاض في حجم القوى العاملة سيضيف إلى التكاليف 2.9 مليار دولار.
ضبط إعدادات المعدات
تواجه مصانع الصلب تعطلاً آخر بعدما اضطرت إلى إرسال آلات ومعدات للمساعدة في جهود الإنقاذ. أوضح يايان أن "الرافعات وبعض المعدات الرئيسية الأخرى ستحتاج إلى ضبط الإعدادات" بعد الانتهاء من العمل.
تشمل الشركات التي تعمل في المنطقة "إسكندرون دمير وي جيليك" (Iskenderun Demir ve Celik)، وهي وحدة تابعة لمجموعة " إردمير " (Edremir) أكبر مجموعة صلب في تركيا، ومجموعة "توسجيليك" (Toscelik) التابعة لـ"توشيالي" (Tosyali)، و"توشيالي دمير جيليك" (Tosyali Demir Celik)، و"توشيالي تيوي جيليك" (Tosyali Toyo Celik)، وهي مشروع مشترك مع شركة "تويو كوهان" المحدودة (Toyo Kohan Co)، و"إم إم كيه ميتالورجي" (MMK Metalurji)، وهي وحدة تابعة لشركة "ماغنيتوغورسك أيرون آند ستيل ووركس" (Magnitogorsk Iron and Steel Works) الروسية.
سيضطر صنّاع الصلب في المناطق الأخرى في تركيا، إلى إعطاء أولوية للطلب المحلي على حساب الصادرات، وفقاً لـما قاله يايان، والذي أضاف أن الطاقة الإنتاجية السنوية للصلب في البلاد، والبالغة 55 مليون طن في العام، أكثر من كافية لتغطية الطلب المحلي.