جاو الذي يعيش في دبي ينصِّب نفسه كمنقذ للعالم المشفر بعد انهيار "إف تي إكس"

رئيس "بينانس" يلجأ لأموال الشرق الأوسط لصندوق تعافي العملات المشفرة

تشانغبنغ جاو الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس" - المصدر: بلومبرغ
تشانغبنغ جاو الرئيس التنفيذي لشركة "بينانس" - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

عقد تشانغبنغ جاو، الرئيس التنفيذي لبورصة "بينانس" للعملات المشفرة، وعدد من مديري شركته، اجتماعات مع مستثمرين في أبوظبي، الأسبوع الماضي، في محاولةٍ لجمع الأموال لصندوقٍ يستهدف تعافي صناعة العملات المشفرة، وفقاً لأشخاص مطلعين.

جاو وفريقه التقوا مع داعمين محتملين للصندوق المزمع الأسبوع الماضي، بما في ذلك مع كيانات تابعة لمستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد، الذي يشرف على إمبراطورية مالية كبيرة، على حدّ تصريح الأشخاص الذين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم نظراً لخصوصية المحادثات.

وأشار الأشخاص إلى أن التفاصيل المتعلقة بحجم الصندوق والمشاريع التي سيتم دعمها لم يتم تحديدها بعد، ومن المحتمل إطلاق الآلية التمويلية للصندوق خلال عدة أسابيع.

متحدث باسم "بينانس"، أكبر بورصة للأصول الرقمية في العالم، أفاد أن اجتماعات تشانغبنغ جاو في أبوظبي "ركزت على المسائل التنظيمية الدولية، بما في ذلك إمكانية قيادة المنظمين في الشرق الأوسط للسوق العالمية في هذا المجال، من خلال استكشاف المزيد من الضوابط الدامغة لمتطلبات احتضان بورصات العملة المشفرة".

باءت محاولات بلومبرغ للتواصل مع الشيخ طحنون من خلال وزارة الخارجية الإماراتية بالفشل.

أزمة سيولة

جاو، الذي انتقل إلى دبي العام الماضي وبنى علاقات وثيقة مع القيادة الإماراتية، ينصِّب نفسه كمنقذ للعالم المشفر، بعد انهيار سام بانكمان-فريد. وعقب إفلاس "إف تي إكس"، غرّد جاو أن "بينانس" ستشكل صندوق تعافٍ "لمساعدة المشروعات القوية التي تعاني من أزمة سيولة".

وقال، على هامش أسبوع التمويل في أبوظبي الأربعاء الماضي: "لا يزال يوجد لاعبون أقوياء للغاية مالياً، وينبغي أن نتكاتف لمحاولة مساعدة المشروعات المتأزمة، خاصةً إذا كانت أزمتها مالية فقط".

في مؤتمر معهد "ميلكن" في أبوظبي، صرّح الرئيس التنفيذي لبورصة "بينانس" أن هناك اهتماماً كبيراً من المستثمرين بصندوق تعافي قطاع الأصول المشفرة، متوقعاً أن تُستكمل التعهدات المالية للصندوق في الأسابيع المقبلة. أيضاً تضمّنت محادثاته في المنطقة مقترحات للتعاون مع المنظمين الشرق أوسطيين وتعزيز تبني العملات المشفرة، بحسب الأشخاص.

ويتمّ تداول نموذج استبيان من "غوغل" لقياس اهتمام المستثمرين، وعليه اسم "بينانس"، وفقاً لنسخة اطلعت عليها "بلومبرغ".

ويتضمّن نص النموذج: "شكراً لتواصلكم مع بينانس بخصوص صندوق تعافي القطاع.. نحن ملتزمون بمساعدة قطاع التشفير على النمو بقوة في بيئة السوق الحالية".

في ظل مواجهة عالم التشفير أزمة ثقة، وتضرر الكثير من شركات سيليكون فالي من انهيار "إف تي إكس"، يصبح الشرق الأوسط وجهة البحث عن الأموال لوقف العدوى.

قضى بانكمان-فريد نفسه بعض الوقت في المنطقة أواخر أكتوبر، محاولاً جمع المال عبر الالتقاء بالصندوق السيادي السعودي وشركة "مبادلة للاستثمار" في أبوظبي، كما أفاد أشخاص مطلعون.

فشلت المحادثات في إحراز أي تقدم بعد أن بدأت "إف تي إكس" دوامتها الهبوطية التي أطاحت ببورصة العملات المشفرة نحو الإفلاس، وكذلك نحو 130 كياناً مرتبطاً بها .

عدوى في قطاع التشفير

في الآونة الأخيرة، تبرز الكثير من الضغوط على قادة قطاع العملات المشفرة، فيما تنتشر العدوى.

نقلت "بلومبرغ"، الإثنين، أن "جينيسيس" (Genesis)، وهو بنك مملوك لـ"ديجيتال كرنسي غروب" (Digital Currency Group)، لم ينجح في تأمين تمويل بقيمة مليار دولار كان يسعى للحصول عليه من جهات، من بينها "بينانس"، وحذّر البنك المستثمرين المحتملين من أنه قد يضطر للتقدم بطلب إفلاس إذا فشلت جهوده.

من جانبه، أفصح ممثل عن "جينيسيس"، في بيان مرسل بالبريد الإلكتروني، أن "الهدف هو حل الموقف الحالي بالتراضي دون الحاجة للتقدم بأي طلب إفلاس".

علاوةً على ذلك، يُشاع أن "بلوك فاي" (BlockFi)، وهو بنك آخر قدّمت له "إف تي إكس" حزمة إنقاذ في وقتٍ سابق من العام، يخطط للتقدم بطلب إفلاس وشيك.

الأسبوع الماضي، غرّد جاو أن "بينانس" وافقت على دعم ثمانية مشروعات تشفير، لكنه أضاف أن الصفقات "جميعها صغيرة".

دوامة "إف تي إكس"

خلال موجة هبوط سوق العملات المشفرة، في وقتٍ سابق من العام الحالي، تعهد بنكمان-فريد بنحو مليار دولار لدعم الشركات المنهارة، بما في ذلك "بلوك فاي" و"فوياجير ديجيتال" (Voyager Digital)، مصرف التشفير المفلس.

حالياً، يحاول "فوياجير" إبرام صفقة لبيع نفسه لأحد المشترين الذين خسروا المزاد أمام "إف تي إكس"، وتستعد "بينانس يو إس"، فرع البورصة في الولايات المتحدة، لتقديم عرض شراء، حسبما نقل موقع "كوين ديسك" الأسبوع الماضي.

يُعدّ جاو، صاحب أكبر بورصة عملات مشفرة في العالم من حيث حجم التداول، أغنى شخص في القطاع بثروة صافية تُقدّر بـ14.5 مليار دولار، وفق مؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات. مع ذلك، تقلصت ثروته بمقدار 81.3 مليار دولار منذ يناير.

جاو أعرب في مقابلة مع "سي إن بي سي"، الأسبوع الماضي، عن اهتمامه بشراء بعض أصول "إف تي إكس" بمجرد انتهاء إجراءات عملية الإفلاس. وقال مشيراً إلى بنكمان-فريد إنه "كذب على مستخدميه ومستثمريه"، وإنه "كان من الواضح منذ وقتٍ قريب أن هناك اختلاساً لأموال المستخدمين".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك