قرر اثنان من الشركاء الإداريين في صندوق أمريكا اللاتينية التابع لمجموعة "سوفت بنك غروب"، هما شو نياتا، وباولو باسوني، مغادرة الصندوق وتأسيس شركة رأسمال مغامر تركّز على الشركات الناشئة في مراحلها الأخيرة في المنطقة، بحسب تصريحات نياتا.
يستعد "سوفت بنك" هذا الأسبوع لترقية الشريك الإداري الثالث في صندوق أمريكا اللاتينية، أليكس سابيرو، الذي يتولى حالياً دوراً تنفيذياً إلى منصب كبير، بحسب تصريحات مصدر مطلع أضاف أنَّ جوان فرانك، وهو مدير استثمار في ميكسيكو سيتي، سوف يُرقّى هو الآخر.
ومع ذلك؛ فإنَّ مغادرة الرجلين تترك الصندوق في موقف صعب. فقد أثبتت الاستثمارات في أمريكا اللاتينية أنَّها نقطة مضيئة في محفظة الاستثمارات الكلية لدى "سوفت بنك"، وستحتاج الشركة إلى تكثيف جهودها للحفاظ على ثقة رواد الأعمال في المشروعات الناشئة بالمرحلة الأخيرة الذين يقدّرون الشركة عالياً.
تأتي مغادرة الرجلين بعد ثلاثة أشهر من ترك مارسيلو كلور، رئيس عمليات البنك، منصبه في "سوفت بنك" في أعقاب خلافات مع المؤسس ماسايوشي صن تتعلّق بالأجور، والتعويضات، والمسؤوليات. كان كلور قد أسس صندوق أمريكا اللاتينية وأشرف عليه، ضمن مهام أخرى، وقد دافع عن انفصاله في وحدة مستقلة.
قال راجيف ميسرا، الرئيس التنفيذي لصندوق "رؤية" (Vision Fund)، والذي يعمل من لندن: "إنَّنا نلتزم بالكامل بلعب دور قيادي في أمريكا اللاتينية، فهناك فرصة هائلة، وأنا واثق أنَّ فريق عملنا في مختلف أرجاء تلك المنطقة في وضع جيد يؤهله لمساعدتنا في دعم الجيل القادم من رواد الأعمال المتميزين".
استقلالية
بسبب دفاع كلور بشكل جزئي؛ استطاع الصندوق أن يعمل بدرجة كبيرة من الاستقلالية منذ إطلاقه في عام 2019، وخاصة في حال مقارنته بصندوق "رؤية" في لندن الذي يتجاوزه كثيراً من ناحية الحجم. فالشركاء الإداريون في صندوق "رؤية" يلتزمون بالرجوع إلى صن في إدارة الاستثمارات، في حين أنَّ لدى الشركاء الإداريين في صندوق أمريكا اللاتينية حرية اتخاذ قراراتهم الخاصة دون مراجعة وتدقيق أقسام أخرى من "سوفت بنك".
بعد مغادرة كلور، عمل الشركاء الإداريون مباشرة تحت إشراف ميسرا، وكانت الخطوة التالية المحتملة هي دمج صندوق أمريكا اللاتينية في صندوق "رؤية". يشارك ميتشيل كومب، الرئيس التنفيذي لـ"سوفت بنك غروب إنترناشيونال"( SoftBank Group International)، أيضاً في إدارة صندوق أمريكا اللاتينية، وهو عضو في لجنة استثمار الصندوق.
إلى جانب دوره في صندوق أمريكا اللاتينية؛ أطلق نياتا، الذي يقيم في ميامي، وأدار "صندوق الفرص" (Opportunity Fund) التابع لـ"سوفت بنك"، والذي تبلغ قيمته 100 مليون دولار مستهدفاً الشركات الناشئة التي يؤسسها أفراد من الأقليات العرقية التي لا تتمتّع بتمثيل عادل. وقد عمل لدى "جيه بي مورغان " قبل التحاقه بـ"سوفت بنك" عام 2015، وكان أيضاً مطرباً وكاتباً للأغاني، ونشر ألبوماً في عام 2005.
باسوني، الذي يقيم في نيويورك، كان يعمل لدى صندوق التحوط "ثيرد بوينت" (Third Point) في وقت سابق، وقد التحق بـمجموعة "سوفت بنك" في 2019.
قال نياتا: "يغمرني أنا وباولو شعور مثير بأن نصبح رواد أعمال. ونحن الآن نطلق صندوقنا الخاص حتى نواصل الاستثمار في أبرز الشركات في هذه المنطقة". واعترف أيضاً بالدور الذي لعبته "سوفت بنك" في مستقبله المهني، مشيراً إلى الثقة التي منحها له صن وآخرون في تعبئة كمية كبيرة من رأس المال.
تفوق ملحوظ
يتجه صندوق أمريكا اللاتينية إلى استثمار نحو ملياري دولار أمريكي في العام الحالي عبر صندوقه الثاني. وكان صندوق أمريكا اللاتينية الأول قد قُرر له في الأصل أن يستثمر ملياري دولار، وقد حقق نمواً في الاستثمار إلى 5 مليارات دولار. وتشمل محفظته الشركات التي يستثمر فيها شركات "رابي" (Rappi)، و"كافاك" (Kavak)، و"نوبنك" (NuBank)، و"كريديتاس" (Creditas).
وبرغم صغر حجمه مقارنة بالأقسام الأخرى في "سوفت بنك"؛ حقق صندوق أمريكا اللاتينية أداء جيداً. وفي تقرير نتائج الأعمال عن الأشهر التسعة المنتهية في 31 ديسمبر 2021؛ نمت محفظة استثماراته 9% في حين تكبّد صندوق "رؤية" وصناديق أخرى خسائر قوية.
في تلك الفترة، حقّقت استثمارات صندوق أمريكا اللاتينية أرباحاً بقيمة 136.7 مليار ين (1.1 مليار دولار)، في حين خسرت استثمارات صندوق "رؤية" 767.7 مليار ين. وفي نهاية عام 2021، كان لدى صندوق أمريكا اللاتينية 84 شركة في محفظة الصندوقين الأول والثاني، مقارنة بـ208 شركات في محفظة صندوق "رؤية 2"، و83 شركة في محفظة صندوق "رؤية 1".
في الأسبوع الماضي، أعلن "سوفت بنك" فصل استثمارات المرحلة الأولى المبدئية في صندوق أمريكا اللاتينية إلى شركة مستقلة هي "أبلود فينتشرز" (Upload Ventures).