تخطى العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل 10 سنوات حاجز الـ 1% لأول مرة منذ مارس 2020 نتيجة موجة البيع العالمية التي تشهدها السندات، بالإضافة إلى احتمالات تشديد السياسة من قبل بنك إنجلترا المركزي.
صعدت الفائدة على السندات البريطانية القياسية بمقدار ست نقاط أساس إلى 1.01% يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى منذ اضطرابات السوق في مارس 2020، ولم تتمكن من إنهاء التداولات فوق 1% منذ مايو 2019، وجاءت هذه التحركات بعد أن وصلت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لمستويات الوباء القياسية.
من تضخم إلى أزمة طاقة.. مصاعب اقتصاد بريطانيا تتراكم
تصدرت الديون السيادية البريطانية موجة بيع عالمية على السندات في الجلسات الماضية بعدما حفَّز اجتماع البنك المركزي البريطاني، الأسبوع الماضي، المتداولين إلى تقديم توقعاتهم لرفع الفائدة. وفي خطاب يوم الاثنين، أكد المحافظ، أندرو بيلي، على فكرة أن أسعار الفائدة قد ترتفع في وقت قريب، ربما العام الجاري، حتى قبل موعد انتهاء برنامج مشتريات السندات الحالي إذا لزم الأمر.
قال جون رايث، مدير استراتيجية الفائدة البريطانية والأوروبية في "يو بي إس": "توقعنا أن تبدأ العائدات في الصعود قرب الوقت الحالي، وأن يستمر الارتفاع لفترة في ظل انتهاء برنامج التيسير الكمي اعتباراً من عيد الميلاد وما يتبع ذلك من ارتفاع حاد في صافي المعروض الذي ينبغي للسوق استيعابه".
تتوقع أسواق النقد حالياً أن يرفع بنك إنجلترا أسعار الفائدة بمقدار 15 نقطة أساس في فبراير، يليه رفع آخر بربع نقطة مئوية إلى 0.5% في أغسطس.
اقتران
يأتي ارتفاع عائدات السندات البريطانية الحكومية بعد صعود العائدات الأمريكية بعد أن ألمح الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع الماضي إلى أنه قد يبدأ تصفية برنامج الأصول قريباً، وقفزت عائدات سندات الخزانة لأجل عامين وخمسة أعوام إلى أعلى مستوى في 18 شهرا على الأقل، بينما تجاوزت عائدات السندات لأجل 10 سنوات مستوى 1.50%.
خطة "الفيدرالي" تضع سندات الخزانة الأمريكية في خطر
أشار رايث إلى أنه كان "من المقلق" أن هذه التحركات كانت تتحقق في وقت ترتفع فيه توقعات التضخم، وليس العائدات الحقيقية، وأضاف أن حقيقة أن العائدات المعدلة وفق التضخم لا تزال منخفضة "تعد إشارة إلى أن موجة البيع ليست ناتجة عن تزايد التفاؤل حول آفاق النمو الحقيقي والنشاط".
تقترب نسب تعادل عائد السندات البريطانية لأجل 10 سنوات مع التضخم - مقياس التعويض عن زيادات الأسعار الناتجة عن فروق العائد بين الديون الاسمية والديون المرتبطة بالتضخم - من 4%، وهو مستوى لم تخترقه منذ 2008.
وتنتشر المخاوف بشأن تأثير ضغوط الأسعار على الديون الأطول أجلاً عبر أجزاء أخرى من سوق السندات، وشهد مزاد لسندات حكومية بريطانية لأجل 30 عاماً يوم الثلاثاء أضعف طلب على أجل الاستحقاق ذلك - مُقاساً بنسبة تغطية العطاء- منذ يوليو 2020.
"سيتي غروب" يوصي ببيع سندات الخزانة الأمريكية مع التحوّط والرهان ضد اليوان
يتوقع بيتر تشاتويل، مدير استراتيجية الأصول المتعددة في "ميزوهو انترناشونال"، أن يصل العائد على السندات الحكومية البريطانية لأجل 10 سنوات إلى 1.10% بنهاية العام الجاري.
قال تشاتويل، الذي يرى أن أسعار الفائدة الرئيسية للبنك المركزي ستصل إلى 1.5% بحلول 2025: "سيكون من الصعب إعادة تسعير توقعات الفائدة في البنك المركزي البريطاني.. ولا يزال مسار الفائدة البريطانية منخفضاً للغاية، وينبغي أن يكون المنحنى أكثر انحداراً".