مدَّد "بن أرابيكا" ارتفاعه الشهري في ظل العقبات التي تواجهها سلسلة التوريد على خلفية إعصار "إيدا"، وتشير التنبؤات الجوية السيئة إلى مزيد من الضغط على المحاصيل المحاصرة في أكبر مورد - البرازيل. كما ارتفعت أسعار السكر أيضاً.
قال دونالد كيني، كبير خبراء الأرصاد الجوية في "ماكسار تكنولوجيز" (Maxar Technologies)، إنَّ أمطار عطلة نهاية الأسبوع حملت الإغاثة إلى المناطق الوسطى في البرازيل، بما في ذلك ولاية "ماتو غروسو دو سول"، وأجزاء من ولاية "بارانا"، وولاية "ساو باولو"، على الرغم من أنَّها لم تصل إلى المنطقة الأكثر نموَّاً في ولاية "ميناس غيرايس". قد تواجه المناطق الشهيرة بـ"بن أرابيكا" في ولايتي "ساو باولو"، و"ميناس" أيضاً ظروفاً جافة، ودرجات حرارة أعلى من المعتاد في الأسبوعين المقبلين، وفقاً لشركة "سومار ميتورولوجيا" (Somar Meteorologia).
المحرك الأساسي
قال هيرناندو دي لاروش، نائب الرئيس الأول لشركة "ستون أكس فاينانشال" في ميامي: "إنَّ التوقُّعات الخاصة بالبرازيل هي المحرِّك الرئيسي". "سيظلُّ السوق متأثراً بالطقس للأسابيع القليلة القادمة"، على الأقل حتى حلول موسم الأمطار الطبيعي بحلول النصف الثاني من شهر سبتمبر المقبل. وأضاف أنَّ التجار يقومون بموازنة ذلك مقابل التأثير المحتمل لمتحوِّلات فيروس كوفيد -19 على الاقتصاد والطلب.
ظهرت مخاوف بشأن العرض أيضاً بعد الإغلاق الناجم عن إعصار "إيدا" لميناء نيو أورلينز الأمريكي خلال فترة تتسم بارتفاع تكاليف الشحن، ونقص الحاويات، فضلاً عن التأخيرات في التسليم. تقوم بعض الشركات الكبرى بتحميص البن في المدينة الساحلية.
توقَّع نيك جنتيل، الشريك الإداري لشركة "نيكجين كابيتال مانجمنت" (NickJen Capital Management)، أن يؤدي تأثير إعصار "أيدا" إلى إبطاء حركة نقل البضائع لأسابيع في نيو أورلينز. وأشار إلى أنَّه بالنظر إلى كل الرياح المعاكسة للإمدادات؛ فإنَّ الشيء الوحيد الذي يمكن أن يمنع البن من ارتفاع آخر، ربما نحو 3 دولارات للرطل، سيكون في حالة إغلاق العالم مرَّة أخرى بسبب فيروس كوفيد-19".
تجمع الزخم
استقر سعر قهوة "أرابيكا" لتسليم ديسمبر عند 1.999 دولار للرطل في سوق العقود الآجلة ببورصة إنتركونتيننتال أكستشينج بالولايات المتحدة، بزيادة 4% ،والأعلى للعقد الأكثر نشاطاً منذ أواخر شهر يوليو. تتجه الحبوب المفضَّلة لدى "ستارباكس" نحو تحقيق مكاسب 11% في شهر أغسطس الجاري، فقد قفزت بنسبة 55% العام الماضي بعد جفاف تلك السنة، كما أدى الصقيع الذي حدث الشهر الماضي إلى تقليص آفاق العائد لمدَّة عامين آخرين على الأقل.
ما يزال السعر منخفضاً من أعلى مستوياته على مدار سبع سنوات، الذي سجله الشهر الماضي، في أعقاب ضربة الطقس البارد الذي ترك الأشجار مقطوعة الأوراق
ومحترقة.
وبحسب موقع "هاي تاور ريبورت" (Hightower Report) في شيكاغو: "يبدو أنَّ الأسعار قد استعادت زخمها الصعودي، ويمكن أن تعاود اختبار القمم التي حقَّقتها أواخر شهر يوليو الماضي".
البرازيل ليست عملاق البن الوحيد الذي يعاني من مشكلات، فقد أعاقت الأيام الملبَّدة بالغيوم المحاصيل في كولومبيا، ثاني أكبر مورد لبن أرابيكا، كما أدت عمليات الإغلاق الوبائي إلى الحد من تدفُّقات الصادرات من فيتنام، أكبر مصدِّر لحبوب الـ "روبوستا" المتداولة في لندن، إذ أغلقت الأسواق يوم الإثنين بسبب العطلة.
على صعيد السلع سريعة الاستهلاك الأخرى، ارتفع سعر عقود السكر الخام تسليم شهر أكتوبر المقبل بنسبة 0.9% إلى 20.22 سنتاً للرطل في نيويورك، محققاً مكاسب شهرية بواقع 13%. هناك مؤشرات على زيادة الطلب على الرغم من ارتفاع التكاليف، فقد اشترت مصر مؤخراً 200 ألف طن من السكر الخام البرازيلي.
من المحتمل أن تكون مناطق قصب السكر الصغيرة في ولاية لويزيانا قد تضرَّرت من قبل إعصار "إيدا"، الذي وصل إلى اليابسة يوم الأحد في ثاني أكبر ولاية أمريكية نامية.