قال تحالف يضم "كوين بيزس غلوبال" إنه سيحوِّل كل الاحتياطيات الخاصة بثاني أكبر عملة مشفرة مستقرة إلى نقدية وسندات خزانة أمريكية قصيرة الأجل، وسيتخلى عن الاستثمارات الأكثر خطورة.
وتمثل إعادة تخصيص الأصول التي تدعم العملة المستقرة "يو إس دولار كوين" (USDC) تغيراً سريعاً عن يوليو عندما قالت "سيركل إنترنت فاينانشيال إنك"، العضوة في التحالف، إن الاحتياطيات تتضمن سندات شركات وأوراق تجارية.
وحتى أغسطس، وصف الموقع الإلكتروني لـ"كوين بيس" عملة "يو إس دولا كوين" زيفاً بأنها عملة مدعومة بالكامل بالدولارات "المودعة في حساب مصرفي"، وغيرت الشركة الوصف بعد أن تواصلت معها "بلومبرغ نيوز" أوائل الشهر الجاري.
وعبر مجموعة من التغريدات، قالت إميلي تشوي، رئيسة "كوين بيس"، إن الشركة "كان ينبغي أن تتحرك أسرع لتحديث مثل تلك التصريحات على موقعنا الإلكتروني" بعد أن كشفت "سيركل" أن الاحتياطيات تتضمن أصولاً بخلاف النقدية. وقالت تشوي إن الأموال تم نقلها سابقاً في محفظة متنوعة في مايو 2021.
وقالت تشوي إن احتياطيات "يو إس دي كوين" ستتكون بالكامل من النقدية وسندات الخزانة قصيرة الأجل اعتباراً من سبتمبر.
اقرأ أيضاً: "كوين بيس" تتخلى عن وعد زائف بدعم العملات المستقرة بالنقد
أصول خطرة
وقالت "سيركل" و"كوين بيس" إن المستخدمين بإمكانهم دائماً استبدال دولار واحد من عملة "يو إس دي كوين" بدولار حقيقي يمكن إيداعه في حساب مصرفي.
وكشف "سنتر"، التحالف الذي يضم "كوين بيس" و"سيركل"، في يوليو أن 61% من الاحتياطيات كانت في الأصول الخالية من المخاطر مثل النقدية ومكافئاتها، لكن بعض الاحتياطيات كانت في أصول تتضمن بعض مخاطر التعثر مثل ديون الشركات وشهادات الإيداع مع بنوك أجنبية، بينما كانت 12% إضافية من الأموال في سندات الخزانة والتي لم تكن تعتبر ذات مخاطر تعثر لكنها أيضاً ليست سائلة بقدر النقدية.
ويقول آرون براون، المستثمر في العملات المشفرة والذي يكتب مقالات رأي لـ"بلومبرغ"، إنها تعطي التحالف قدرة أقل على التنويع وهو أمر قد يكون مهما لاحقاً.
وقال براون: "كانت قواعد الاستثمار القديمة لعملة "USDC" سليمة بشكل مثالي.. وتقوم "سيركل" بتصريحات مدوية لمعالجة مشكلة غير موجودة أملا في جعل نفسها تبدو أكثر حكمة من منافسيها".
مخاطر العملة المستقرة
أيضا قالت "تيثر"، أكبر عملة مشفرة مستقرة وتستخدم على نطاق واسع لتداول بتكوين، سابقاً، إن كل رمز مشفر مدعوم بدولار أمريكي سواءً كان أموالا حقيقية أو ممتلكات تتضمن أوراقا تجارية وسندات شركات أو معادن نفيسة، وهو ما أثار المخاوف من أنه إذا قام الكثير من المتداولين ببيع العملات المستقرة في نفس الوقت، سيكون هناك تكالب على بيع الأصول التي تدعم العملة.
ولفت هذا انتباه المنظمين في واشنطن والذين ازداد قلقهم من سرعة نمو عالم العملات المستقرة - التي تقف قيمتها السوقية حالياً فوق 119 مليار دولار - ومن المخاطر الخفية التي قد ينطوي عليها.
ذكرت "بلومبرغ نيوز" الصيف الجاري أن المشرِّعين والمسؤولين من الاحتياطي الفيدرالي وكذلك حكومة بايدن أعربوا عن قلقهم من أن بعض المستهلكين قد لا يكونون محميين إذا كانت واحدة من الشركات لا تمتلك الدعم الذي تزعم أنها تحظى به.
ويقولون أيضاً إن الحجم المتزايد للسوق أوجد وضعا يتم فيه تبادل كميات ضخمة من العملات التي تعادل الدولار الأمريكي دون المساس بالنظام المصرفي الأمريكي، وهو أمر من المحتمل أن يخفي عن المنظمين التمويل غير المشروع.
من بين العملات المستقرة، تأتي القيمة السوقية لعملة "يو إس دي كوين" فقط بعد "تيثر" البالغة قيمتها 45 مليار دولار، وقالت شركة "سيركل" الشهر الماضي إنها من المقرر أن تُطرح للاكتتاب العام من خلال عملية اندماج مع شركة استحواذ ذات أغراض خاصة - وقدرت الصفقة الشركة بمبلغ 4.5 مليار دولار.
