ارتفاع أسعار البوتاس عالمياً يشجع الشركات على إنفاق المليارات لزيادة الإنتاج

ارتفاع أسعار المحاصيل عالمياً ساهم في زيادة الطلب على السماد وهو ما أدى لارتفاع أسعار البوتاس - المصدر: بلومبرغ
ارتفاع أسعار المحاصيل عالمياً ساهم في زيادة الطلب على السماد وهو ما أدى لارتفاع أسعار البوتاس - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

يسلط إنفاق شركة "بي إتش بي غروب" 5.7 مليار دولار على منجم بوتاس كندي عملاق الضوء على السلعة الحيوية في إطعام العالم.

وارتفعت أسعار المكون المغذي الضروري لإنتاج الغذاء لعدد متزايد من السكان نتيجة زيادة المحاصيل، ما دفع المزارعين إلى تعزيز مشتريات الأسمدة، وعلى عكس البترول أو أغلب المعادن والحبوب، تركز تداولات البوتاس على العقود السنوية أو تكون في السوق الفورية وليس في بورصة العقود الآجلة، كما يسيطر على الإمدادات عدد يعد على الأصابع من المنتجين.

ويعد السماد جزءا من تحول عملاقة التعدين "بي إتش بي" نحو سلع المستقبل مع تخارجها من الوقود الأحفوري، رغم أن الإنتاج لن يبدأ قبل 6 سنوات، وفي الوقت الحالي، سيكون التركيز الأكبر على كيف سيتأثر الإنتاج بالعقوبات الأمريكية على المنتجة الحكومية البيلاروسية.

اقرأ أيضاً: عقوبات أمريكية على بيلاروسيا تصيب مُنتِج رئيسي لـ"البوتاس" عالمياً

وفيما يلي استعراض لسبب أهمية البوتاس وكيفية قيادته للسوق:

ارتفاع السوق

قفز إنتاج الحبوب زهاء 25% خلال عشر سنوات تقريباً، بسبب ارتفاع الطلب العالمي على الغذاء، وفي نفس الوقت شجَّعت زيادة المحاصيل العام الماضي المزارعين على التوسع في الزراعة واستخدام المزيد من الأسمدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع أسعار البوتاس الفورية في البرازيل والولايات المتحدة إلى أعلى مستوى لها في ثماني سنوات على الأقل.

وقالت شركة "نوترين ليمتد"، أكبر شركة للأسمدة، في وقتٍ سابق من العام الجاري، إنها سترفع إنتاج البوتاس وسط انخفاض المعروض في السوق، والأسبوع الماضي، راجعت الشركة الكندية توقعاتها لشحنات البوتاس العالمية إلى مستوى قياسي بسبب الطلب القوي.

شركات التعدين تنضم للحفلة

وافقت "بي إتش بي" أخيراً يوم الثلاثاء على الإنفاق على منجم جانسن للبوتاس في كندا، بعد سنوات من التردد بشأن التكلفة الضخمة، ويقدِّم البوتاس لأكبر شركة تعدين في العالم محركا مستقبليا طويل الأجل للأرباح، في الوقت الذي تتراجع فيه عن الوقود الأحفوري وتركز على السلع التي يمكن أن تستفيد من ارتفاع عدد السكان أو انتقال الطاقة الخضراء.

وقال راغنار أود، رئيس أعمال "بي إتش بي" المعدنية في الأمريكتين، في مكالمة مع الصحفيين يوم الأربعاء، إن منجم جانسن يمكن أن يعمل لمدة قرن، كما أنه عمل قابل للتطوير والذي يمكن أن ينمو لينافس في الأهمية عمليات خام الحديد "بلبارا" الخاصة بـ"بي إتش بي" ومناجمها للنحاس في تشيلي.

و"بي إتش بي" ليست شركة التعدين الوحيدة التي تتحرك نحو الأسمدة، فقد أنفقت "أنغلو أمريكان" 4 مليارات دولار للاستحواذ على منجم بريطاني في 2020 في خضم تحولها عن الفحم إلى سلع أكثر صداقة للبيئة.

وهناك مشروعات كبيرة أخرى يجري العمل عليها إذ تُسرِّع "أكرون غروب" الروسية إنشاء منجم "تالتسكي" للبوتاس، وتستهدف أول إمدادات في 2025، وفي بيلاروس، تخطط "سلافكالي" لبدء الإنتاج من منجم ينتج مليوني طن سنوياً من البوتاس في 2023.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

عدم يقين المعروض

يتركز الإنتاج في الغالب في أمريكا الشمالية ودول الاتحاد السوفيتي السابق مثل روسيا وبيلاروسيا نتيجة الرواسب الجوفية التي شكلها قاع البحر المتبخر منذ ملايين السنين، وتعد "نوترين"، و"موزيك كو"، و"بيلاروسكالي"، و"أورالكالي" من بين المنتجين الرئيسيين.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على "بيلاروسكالي" الأسبوع الماضي مستهدفة الشركات التي لها علاقات بالرئيس ألكسندر لوكاشينكو، ومع ذلك ليس من الواضح كيف سيؤثر ذلك على المعروض. وأمام الدول الأخرى حتى ديسمبر لإنهاء المعاملات مع "بيلاروسكالي"، ولم تخضع شركة البوتاس البيلاروسية "بوتاش كو"، التي تتعامل مع جميع صادرات البلاد من البوتاس، لعقوبات.

ومع ذلك، قالت شركة البوتاس البيلاروسية لوكالة الأنباء الروسية "ريا نوفوستي" إن العقوبات ستؤدي إلى ارتفاع أسعار البوتاس ونقص توافره في السوق العالمية.

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

تداولات البوتاس

على عكس النفط الخام أو النحاس أو القمح، فإن الأسعار المعيارية مستمدة إلى حد كبير من الصفقات السنوية بين المنتجين والمشترين، وليس من بورصة العقود الآجلة، ويتم تداول الأسمدة أيضاً في الأسواق الفورية.

وقالت المحللة إلينا ساكنوفا، من "في تي بي كابيتال"، إن الأسعار المرتفعة لأعلى مستوياتها منذ عدة سنوات "أعادت إحياء مشاريع مثل جنسن أو تاليتسكي في روسيا حتى مع استمرار زيادة المعروض في السوق".

وأضافت: "ليس من الواضح إلى متى ستستمر ديناميكيات أسعار البوتاس، لأنها مدفوعة بعوامل المضاربة وعدم اليقين بشأن الشحنات البيلاروسية".

وقال أود من "بي اتش بي" إنه واثق من أن السوق يمكن أن يستوعب المعروض الإضافي من "جانسن"، وإن أول إنتاج من المنجم مستهدف في 2027.

وأضاف: "التعليقات التي نحصل عليها من العملاء في هذه المرحلة هي أنهم سيستمتعون حقاً بالمنافسة التي سيحدثها ذلك في السوق".

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك