تباطأت المكاسب التي حققتها شركة "ولمارت" من التجارة الإلكترونية بسبب وباء كورونا في الربع الماضي وتراجع هامش الربح، ما أثار تساؤلات حول قدرة بائعة التجزئة على الحفاظ على الزخم حتى بعد أن تجاوزت المبيعات توقعات وول ستريت.
قالت الشركة، يوم الثلاثاء، في بيان إن مبيعات الشركة عبر الإنترنت ارتفعت بنسبة 6% في الربع الثاني، وهي نسبة أقل من وقتٍ سابق أثناء الوباء عندما أدى الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية إلى مكاسب عالية مزدوجة الأرقام.
وساهمت الطلبات عبر الإنترنت بنسبة 0.2% فقط من مبيعات ولمارت في الربع الثاني، مقارنة بـ6% قبل عام.
الحفاظ على المكاسب
وطغى تباطؤ المكاسب على الربع القوي بشكلٍ عام والذي شهد زيادة نسبتها 5.2% في مبيعات المتاجر الخاصة بالسلسلة في الولايات المتحدة، باستثناء الوقود، متجاوزة متوسط تقديرات المحللين عند 3.1%.
ورفعت "ولمارت" أيضاً توقعات مبيعاتها للعام بأكمله، ويرجع ذلك جزئياً إلى التفاؤل بشأن موسم التسوق الهام للعودة إلى المدرسة.
وأدت النتائج إلى تشويش الصورة بالنسبة للمستثمرين الذين يحاولون تحديد ما إذا كان الفائزون الأوائل في قطاع التجزئة نتيجة الوباء سيكونون قادرين على التمسك بالمكاسب بعد الطلب المشهود العام الماضي على البقالة والسلع المنزلية وغيرها من العناصر، ولم ترق "هوم ديبوت"، التي حصلت على دفعة مماثلة خلال الوباء، إلى مستوى التوقعات حسبما ذكرت يوم الثلاثاء.
لم يتغير أداء أسهم "ولمارت" كثيراً في الساعة 8:29 صباحاً في تداول ما قبل السوق يوم الثلاثاء في نيويورك، بينما انخفضت أسهم "هوم ديبوت" بنسبة 3.2%، وارتفعت أسهم "ولمارت" بنسبة 4.6% منذ بداية العام الجاري وحتى إغلاق يوم الاثنين.
وقال بريان ياربرو، المحلل في "إدوارد جونز" في مقابلة: "ربما يكون هناك بعض الحذر" من مستثمري "ولمارت"، والذين كانت لديهم توقعات مرتفعة بشأن تقرير الأرباح ذلك.
وأضاف أنه ليس من الواضح أيضاً كيف سينتهي الأمر بأداء مبيعات التجزئة بمجرد أن يتراجع التحفيز الحكومي.
رفع التوقعات
مع ذلك، عززت الشركة توقعاتها للعام بأكمله لمبيعات متاجر "ولمارت" الأمريكية إلى ما يعادل 6% من توقعات سابقة عند رقمٍ واحد منخفض.
وتتوقع الشركة حالياً أن تكون المبيعات الصافية المعززة إيجابية قليلاً للعام بأكمله بالعملة الثابتة، أي أعلى من التوقعات السابقة بانخفاض مكون من رقم واحد منخفض. أيضاً عدَّلت "ولمارت" توقعاتها للدخل التشغيلي والأرباح لكل سهم.
وقال المدير المالي، بريت بيغز، في مقابلة: "لدينا شعور جيد إلى حدٍ كبير بشأن النصف الأول والذي تأثر بالبداية الجيدة للعام والبداية الجيدة للربع والعودة إلى المدارس، لذا نحن متفائلون".
وتعد العودة إلى المدرسة فترة تسوق هامة لتجار التجزئة مثل "ولمارت"، والتي افتقدوها إلى حدٍ كبير العام الماضي وسط اللجوء الواسع للتعلم عن بعد خلال جائحة فيروس كورونا، ورغم أن هناك مخاوف متجددة بشأن معنويات المستهلك وسط انتشار متحور "دلتا"، فإن فترة العودة إلى المدرسة القوية ستمهد الطريق لموسم التسوق الأهم للعطلات.
وقالت الشركة إنها لا تزال ترى قوة في الاقتصاد الأمريكي وتتوقع "عدم وجود حوافز حكومية إضافية كبيرة خلال الفترة المتبقية من العام".
وقال المديرون التنفيذيون في مايو إن الربع الثاني كان يبدأ بشكل جيد، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن شيكات التحفيز عززت القدرة الشرائية للمستهلكين.
ورغم أن المساعدات قد تم استهلاكها في الغالب حالياً، بدأت العديد من العائلات الأمريكية تتلقي مدفوعات مقدماً مرتبطة بإعفاءات ضريبية للأطفال، وقدّر المحلل في "كوين"، أوليفر تشين، في مذكرة بتاريخ 10 أغسطس أن قطاع البقالة يمكن أن يحصل على ما يصل إلى 8 مليارات دولار من مثل هذه المدفوعات في النصف الثاني.
اضطرابات سلسلة التوريد
تأتي الدفعة المحتملة في وقتٍ تواجه فيه "ولمارت"، واحدة من أكبر الفائزين في قطاع البيع بالتجزئة العام الماضي، تحديات التمسك بالعملاء الجدد وسط المنافسة المتزايدة واضطرابات سلسلة التوريد.
وفي حين أن الجزء الأكبر من النفقات المتعلقة بكوفيد- 19 قد هدأ، تواجه "ولمارت" وتجار التجزئة الآخرون حالياً ارتفاعاً في تكاليف النقل والعمالة، وهم بحاجة إلى تحديد مقدار ارتفاع أسعار البائعين الذي يمكن تمريره إلى المتسوقين.
تجاوزت كل من إيرادات "ولمارت" والمبيعات للفترة المنتهية في 31 يوليو التقديرات، كما تفوقت الأرباح المعدَّلة البالغة 1.78 دولار للسهم على التوقعات، ومع ذلك، انخفضت التدفقات النقدية الحرة خلال النصف الأول، وتقلَّص الهامش الإجمالي، الأمر الذي وصفته محللة "جيفريز"، ستيفاني ويسنك، بأنه الشيء "السلبي الوحيد".
هناك أيضًا تباطؤ في نمو التجارة الإلكترونية والذي يأتي في وقتٍ تحاول فيه بائعة التجزئة جذب الاهتمام بـ"ولمارت بلس"، وهو برنامج اشتراك عبر الإنترنت ظهر لأول مرة العام الماضي للتنافس مع منتج مماثل من "أمازون دوت كوم"، لكن بائعة التجزئة لم تفصِّل كثيراً أدائه، حتى قللت من أهميته.