يرغب بنك الاستثمار “جيه بي مورغان" في انتهاز فرصة الانتعاش في صناديق المؤشرات المتداولة بالبورصة، التي تتبع طريقة الإدارة النشطة.
تعتزم المؤسسة المالية العملاقة تحويل أربعة صناديق استثمار تدير أصولاً بقيمة 10 مليارات دولار إلى صناديق مؤشرات متداولة بالبورصة في عام 2022. وقالت شركة "جيه بي مورغان" لإدارة الأصول في بيان أمس إن الخطة بانتظار الموافقة عليها من مجالس إدارات الصناديق.
ارتفعت شعبية صناديق المؤشرات المتداولة النشطة بشكل كبير (يدير الصندوق مدير أو فريق إدارة)، إذ تتدفق عليها مليارات الدولارات أسبوعياً. وجاءت هذه الشعبية جزئياً نتيجة للنجاح الذي حققته شركة "آرك إنفيست" بقيادة كاثي وود على مدى العام الماضي. وفي الأشهر الأخيرة، تعاون روس جيربر مع رايان جاكوب في إطلاق صناديق جديدة. ويعد الأول مؤسساً مشاركاً في شركة "جيربر كاواساكي" لإدارة الثروات، أما الثاني فهو مستثمر يعمل في مجال التكنولوجيا.
يقول جيد لاسكويتز، رئيس حلول إدارة الأصول لدى "جيه بي مورغان": "إننا نشاهد عملاءنا يُقبلون باستمرار على منتجات صناديق المؤشرات المتداولة، ويُقبلون أكثر على صناديق المؤشرات المتداولة النشطة، هذا بالإضافة إلى صناديق الاستثمار والمنتجات الأخرى".
اقرأ أيضاً: طفرة صناديق المؤشرات المتداولة تجذب 11 تريليون دولار وتنعش شركات الاستشارات
قبل الإعلان عن خطة "جيه بي مورغان"، حولت شركة صناديق الاستثمار "غوينيس أتكينسون فاندس" اثنين من صناديقها إلى صناديق مؤشرات متداولة في مارس الماضي، وفي نفس الوقت حوّلت شركة "دايمنشنال فاند أدفايزرز"، التي تعتمد التحليل الكمي وتدير نحو 660 مليار دولار، أربعة صناديق بقيمة أصول 28.8 مليار دولار في يونيو الماضي.
يقول نات جيراسي، رئيس شركة "إي تي إف ستور": "إن شركتَي (جيه بي مورغان) و(دايمنشنال فاند أدفايزرز) تمهدان طريقاً إلى الأمام لشركات إدارة الأصول الكبيرة التي تعتقد أن لديها استراتيجيات جيدة محاصرة في أدوات استثمار تجاوزها الزمن. هناك تغير هيكلي يحدث، فالمستثمرون يفضلون الآن بوضوح نموذج صناديق المؤشرات المتداولة بسبب انخفاض التكلفة وزيادة الكفاءة. إن هذه مجرد بداية لموجة كبيرة من التحول، ستؤدي إلى زيادة سرعة النمو في صناديق المؤشرات المتداولة".
نمو مضاعف
رغم أن صناديق الاستثمار كانت على مدى زمنيّ طويل حجر زاوية للاسثتمار المالي، فقد حققت صناديق المؤشرات المتداولة نمواً مضاعفاً على مدى العقد الماضي، وأصبحت تستحوذ الآن على أصول بقيمة 6.7 تريليون دولار في السوق الأمريكية. وتجعل عوامل انخفاض التكلفة وسهولة التعامل والمزايا الضريبية غالباً تلك الصناديق أداة استثمارية مفضلة، لكنها كانت تقليدياً "سلبية" في طبيعتها، إذ يقوم الصندوق بعمليات البيع والشراء تلقائياً استناداً إلى حركة المؤشر الذي يتتبعه.
اقرأ أيضاً: بقفزة تاريخية.. مكاسب صناديق الأسهم النشطة تتفوق على مؤشرات الأسواق في مايو
أما في الاتجاه الحديث نحو صناديق المؤشرات المتداولة "النشطة"، فيحاول مديرو الصندوق أنت يتجاوزوا المؤشر الذي يتتبعه، كما أن لديهم حرية حركة أكبر بشأن ما يشترون أو يبيعون على أساس تقييمهم لأداء الأسهم أو السندات.
ستكون الصناديق التي يعتزم "جيه بي مورغان" تحويلها صناديق مؤشرات متداولة تدار إدارة نشطة، كذلك سوف تكون الصناديق الجديدة رخيصة التكلفة، بما يتماشى مع طبيعة صناديق المؤشرات المتداولة التي عادة ما تكون أقل تكلفة من صناديق الاستثمار العادية.
ويحصل صندوق الاستثمار في الأسهم الذي يدار إدارة نشطة في المتوسط على رسوم بنسبة 1.16% ، مقارنة مع 0.71% تمثل متوسط تكلفة الاستثمار في صندوق مؤشرات متداول بطريقة الإدارة النشطة (بما يعني أن الصندوق سيكلف نحو 7.1 دولار رسوماً سنوية عن كل ألف دولار تستثمرها)، وفقاً لوحدة أبحاث "بلومبرغ إنتليجنس".
مجرد بداية
تعد تلك الخطوة مجرد بداية، إذ تقدر أبحاث "بلومبرغ إنتليجنس" أن فِرَق الإدارة النشطة قد تحقق تريليون دولار لقطاع صناديق المؤشرات المتداولة عبر تحويل صناديق الاستثمار العادية، وكذلك الانتقالات الداخلية للأصول خلال الأعوام العشرة المقبلة.
في العام الماضي حصلت صناديق المؤشرات المتداولة (سواء ذات الإدارة السلبية أو النشطة) على 500 مليار دولار، فيما فقدت صناديق الاستثمار العادية نحو هذه القيمة. وخلال العام الجاري، جذبت صناديق الاستثمار العادية نحو 60 مليار دولار، معظمها من أدوات الدخل الثابت، لكن هذا الرقم يبدو باهتاً بالمقارنة مع صناديق المؤشرات المتداولة التي جذبت أكثر من 530 مليار دولار.
اقرأ أيضاً: "جيه بي مورغان" يحذر من "فقاعة دوت كوم" جديدة بطلها صندوق كاثي وود
تقول شركة "جيه بي مورغان" إنها تدير 129 صندوق استثمار عادياً بإجمالي أصول قيمتها 899 مليار دولار، فيما تمتلك صناديق المؤشرات المتداولة التابعة لها حالياً أصولاً بقيمة 60 مليار دولار، ما يجعلها واحدة من أكبر 10 جهات مصدرة للصناديق، وفق البيانات التي حصلت عليها "بلومبرغ".
وقال برايون ليك، رئيس قطاع صناديق المؤشرات المتداولة بالأمريكتين لدى "جيه بي مورغان": "إن الأمر لا يشبه مجرد الضغط على زر تحويل. إننا في حاجة إلى التفكير في حمَلة الأسهم الحاليين والمستثمرين المستقبليين. إن المستثمرين يُقبلون على صناديق المؤشرات المتداولة فقط كوسيلة لبناء محفظة استثمارية".