تراجعت العقود المستقبلية للأخشاب إلى أدنى مستوياتها في أكثر من تسعة أشهر، بعد أن زادت المناشر من إنتاجها، واستقر الطلب من شركات البناء.
انخفضت العقود المستقبلية لشهر سبتمبر في شيكاغو بنسبة 4.4٪، لتصل إلى 482.90 دولاراً لكل ألف قدم مسطح، وهو أدنى مستوى للعقود الأكثر نشاطاً منذ 30 أكتوبر الماضي. وتراجعت الأسعار بأكثر من 70٪ من أعلى مستوى سجلته قبل ثلاثة أشهر فقط.
يمثل التعثر تحولاً صارخاً لمواد البناء الشائعة، بعد أن أدى الطلب القوي على البناء في الولايات المتحدة خلال الوباء إلى زيادة الطلبيات على الخشب، مما تسبب في ارتفاع الأسعار إلى أكثر من أربعة أضعاف، لتصل إلى ذروتها شهر مايو الماضي، مثيرة مخاوف التضخم.
وقال بريان ليونارد، المحلل في شركة "آر سي إم ألترناتيف"، إن مناشر الأخشاب زادت الإنتاج منذ ذلك الحين، وأدى نقص إمدادات البناء الأخرى مثل الحوائط والنوافذ إلى إبطاء وتيرة البناء.
أضاف ليونارد: "في حين أن معظم الأخشاب الموجودة اليوم مرتبطة بموقع عمل، إلا أن التباطؤ يبقيها مدعومة بالكامل".
واستطرد: "يجب أن تعمل الصناعة على حل هذه المشكلة قبل أن تعود للشراء من المصانع، وهذا سيجبر المصانع على خفض الأسعار يومياً؛ حتى تتخلص من الخشب الذي يجب تسليمه فوراً".
تباطؤ بناء المنازل الجديدة
سُلط الضوء على الانخفاض في أسعار الخشب المنشور من قبل صانعي السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، ممن يتطلعون إلى طمأنة الأسواق بأن ارتفاع التضخم سيكون مؤقتاً.
حتى حرائق الغابات في كولومبيا البريطانية، التي أجبرت بعض مناشر الخشب على تقليص الإنتاج، لم تتمكن من وقف نزيف الأسعار المتواصل.
قال غريغ كوتا، الرئيس التنفيذي لشركة "وست لاين كابيتال استراتيجيز"، الذي تتخصص شركته الواقعة في ولاية أوهايو باستراتيجيات تداول الخشب المنشور، إن الضعف أصاب الخشب بسبب الانخفاض الحاد في مشاريع تجديد المنازل التي يقوم بها الأفراد بأنفسهم، وأصبحت السوق فائضة العرض حالياً مقارنة بحجم الطلب.
أضاف كوتا: "لا تحتاج شركات البناء إلى إطارات الخشب، إنما يحتاجون إلى حزمة الإطارات، وهذا أسهل قولاً من فعلاً، وسط مشكلات سلسلة التوريد الموجودة في الألواح، والخشب الصناعي، وما إلى ذلك".واختتم: "الخشب مجرد قطعة واحدة من أحجية البناء".