تنتشر طوابير الانتظار للوصول إلى متاجر "لويس فيتون"حول المبنى، وقوائم انتظار ساعات "رولكس" ذات الألوان الزاهية طويلة. ومن بين العناصر المرغوبة لهذا الموسم صندل "غوتشي" وقبعات "دلو" من إنتاج "برادا".
أينما نظرت لا يظهر أن المتسوقين يحصلون على ما يكفي من سلع الموضة الفاخرة، لكن تبديل الإجازات بمنتجات "فيرزاتشي" قد لا يستمر بالوتيرة الحالية. وهذا يجب أن يكون مصدر قلق للشركات الكبيرة الفاخرة التي تُتداول حالياً بتقييمات شبه قياسية.
قبل أسبوعين، أعلنت "سي فينانسيري ريتشيمونت" و"مجموعة بربري" عن مضاعفة المبيعات تقريباً من الربع الأول من السنة المالية.
ويوم الاثنين الماضي كان وقت تألق "إل في إم إتش-مويت هنسي لويس فيتون" (LVMH)، وهي أكبر مجموعة للسلع الفاخرة في العالم، إذ أعلنت عن ارتفاع مبيعات الأزياء والجلود، باستثناء عمليات الاندماج والاستحواذ وتحركات العملة، بنسبة 122% في الربع الثاني، مقارنة بالعام السابق، أي أكثر من توقعات المحللين. وكانت الأرباح التشغيلية للمجموعة في النصف الأول من العام أعلى بخمس مرات تقريباً مما كانت عليه في عام 2020، و44% أكثر عام 2019.
شهدت الشركات الثلاث جميعها مبيعات فاقت مبيعات 2019، وهو إنجاز كبير نظراً إلى الاضطراب الذي واجهته العام الماضي عند إغلاق المتاجر وتوقف السفر الدولي.
ومع ذلك، من التضخم إلى المنافسة، فإن المجموعات الفاخرة لديها سبب لتوخي الحذر بشأن الأشهر المقبلة.
عديد من مشتريات السلع الفاخرة خلال العام الماضي كان مدفوعاً من قِبل المتسوقين الذين ليس لديهم الكثير للإنفاق عليه. لكن مع استمرار انفتاح الاقتصادات، سيكون هناك مزيد من المنافسة من قطاعات الضيافة.
قالت شركة "LVMH" يوم الاثنين إنها لا ترى أي علامات على ذلك حتى الآن، وأضافت: "ظل الطلب على السلع الفاخرة قوياً في الولايات المتحدة، فيما لم يفقد المستهلكون الصينيون شهيتهم للسلع الفاخرة وسط إعادة فتح المنطقة".
الإنفاق على الرفاهية قد يتراجع
رغم ذلك، فإن أي تغييرات تستحق المراقبة. فعلى الرغم من أن فاحشي الثراء سيكونون قادرين على تحمل تكاليف السفر وشراء الحلي، فلن تكون هذه هي الحال بالنسبة إلى الآخرين، خصوصاً المستهلكين الجدد في قطاع الرفاهية، الذين ربما حولوا مدخراتهم في مرحلة عمليات الإغلاق إلى "رولكس" المصنوعة من الصلب أو حقيبة "ديور".
في الوقت نفسه، فإن ارتفاع أسعار السلع والخدمات في جميع أنحاء العالم قد يترك مع الناس نقوداً أقل لتدليل أنفسهم.
بالطبع من شأن الانتعاش في السفر والسياحة أن يساعد صناعة الأزياء الفاخرة، فقبل الوباء كانت السياحة تمثل 50% من مبيعات الرفاهية في أوروبا، لكن الرحلات لا تزال تتعطل بسبب القوانين والقيود المربكة.
وقالت شركة "LVMH" إن عملياتها في الأماكن المعفاة من الرسوم الجمركية وعملياتها الفندقية ظلت متوقفة بسبب العودة المحدودة للسفر الدولي.
المقارنة بعام الإغلاق
من المهم أيضاً وضع أرباح قطاع الرفاهية الأخيرة هذه في منظورها الصحيح. السبب الرئيسي وراء ظهور تداول في الربع الثاني في مثل هذا الارتفاع الدراماتيكي هو أنه قورن بالفترة ذاتها من العام السابق، تماماً عندما كان الوباء يغلق كل شيء، لكن المقارنات ستصبح أكثر إلحاحاً من الآن فصاعداً.
تمتعت "LVMH" على وجه الخصوص بتداول أفضل من المتوقع في أقسامها للأزياء والسلع الجلدية في النصف الثاني من عام 2020. لذا فإن الاختبار الحقيقي هو: على أي منوال ستسير بقية عام 2021؟
نأمل أن تحصل على بعض التألق الإضافي من"تيفاني"، التي أصبحت جزءاً من المجموعة في بداية العام، لأن حجمها وتنوعها سيساعدان الشركة أيضاً.
"غوتشي" تتلقى ضربة من كورونا
في الأرباع القادمة، قد يكون لشركة "كيرينغ" ميزة على المجموعات الأخرى، على الأقل بصرياً.
واجهت علامتها التجارية "غوتشي"، التي تمثل نحو 60% من إجمالي المبيعات، عدة سنوات صعبة. ففي عام 2019 تضررت مبيعاتها في الولايات المتحدة بسبب سترة يُنظر إليها على أنها تشبه صورة "الوجه الأسود" المستفزة.
عندما تفشى الوباء، بدت تصميماتها المتفاخرة (فكر في المطبوعات البراقة والشعارات الجريئة) بعيدة عن المزاج الكئيب الذي ساد المستهلكين في تلك الفترة.
منذ ذلك الحين، قلَّصت "كيرينغ" أيضاً من بيع "غوتشي" في محلات التجزئة والمواقع الإلكترونية التابعة لجهات خارجية، وهي خطوة تفيد العلامة التجارية على المدى الطويل، ولكنها تأتي بتكاليف قصيرة الأجل.
وبالتالي، يجب أن تكون مقارنات أداء "غوتشي" القادمة أسهل من مقارنات "LVMH".
علاوة على ذلك، لدى "كيرينغ" سلسلة من الأنشطة المخطط لها، كالاحتفال بمرور 100 عام على تأسيس "غوتشي".
سيصدر أيضاً فيلم كبير عن العلامة التجارية هذا الخريف، ومن المحتمل أن يرفع من مكانتها. ومع ذلك لا يمكن لـ"كيرينغ" الهروب من الضغط الذي يأتي إلى قطاع يتفاخر بتقييمات شبه قياسية.
يبدو أن أداء "LVMH" الرائع هو أداء مطمئن في الوقت الحالي، إذ ارتفعت الأسهم بقدر 1.6% في الوقت الذي انخفضت فيه مؤشرات الأسهم في جميع أنحاء أوروبا.
لكن بالنسبة إلى بقية الشركات التي أبلغت عن نتائجها في الأيام الماضية -"كيرينغ" ثم "برادا" و"هيرميس إنترناشيونال"- فإن تقديم أي شيء أقل من مذهل قد يجعلهم يظهرون بمظهر الموسم الماضي.