ظهرت شركة "أمازون" كمتجرٍ أساسي للمتسوقين من المنازل خلال جائحة فيروس كورونا، مما دفع مبيعاتها وأرباحها إلى مستويات عالية جديدة.
حالياً، يتباطأ اندفاع التسوق عبر الإنترنت، حيث يبتعد المستهلكون الملقحون عن أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية ويعودون إلى العادات القديمة مثل السفر وتناول الطعام في الخارج.
تباطؤ نمو الإيرادات
أعلن أكبر بائع تجزئة للتجارة الإلكترونية في العالم يوم الخميس عن مبيعات وقدم توقعات أقل من مما كان متوقعاً. إذ تراجعت الأسهم بنحو 7% في التداولات التي جرت بعد إعلان النتائج.
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تفشل فيها "أمازون" في تحقيق تقديرات المبيعات الفصلية منذ عام 2018.
استثمرت الشركة التي تتخذ من سياتل مقراً لها المليارات للعمل خلال الوباء عبر تقليل انتشار كوفيد-19 في منشآتها، وتوظيف مئات الآلاف من العمال لتلبية الطلب الضخم.
يتعين على الرئيس التنفيذي الجديد، آندي جاسي، الذي تولى إدارة الشركة من مؤسسها جيف بيزوس في 5 يوليو، إقناع المستثمرين بأن "أمازون" لا تزال رهاناً جيداً على المدى الطويل على الرغم من تباطؤ نمو الإيرادات ومواجهة الشركة تدقيقاً شديداً من المنظمين في الولايات المتحدة وأوروبا، أكبر أسواقها.
تحدي الأرقام الكبيرة
في هذا السياق، قال بريان ياربرو، المحلل في شركة "إدوارد جونز آند كو": "ليس لديهم الرياح الخلفية التي كانت موجودة خلال العام الماضي، يرجع ذلك إلى قانون الأرقام الكبيرة، إذ لا توجد طريقة يمكن أن تجعلها تستمر".
تغاضى المستثمرون عن الأرباح التي جاءت أفضل من المتوقع والأداء القوي في الربع الثالث من نشاط الإعلانات للشركة، ووحدة "خدمات أمازون ويب" السحابية.
وبدلاً من ذلك، ركز المستثمرون على بطء نمو أعمال التجارة الإلكترونية الأساسية للشركة، الذي قال المدير المالي، بريان أولسافسكي إنه سيستمر خلال العام.
ارتفاع المصروفات
وأشار أولسافسكي إلى أن النفقات المرتفعة ستستمر أيضاً مع استمرار "أمازون" في زيادة السعة وتوظيف العمال لتلبية الطلب الذي قفز خلال العامين الماضيين.
وأضاف أن بعض المنشآت تتعامل مع ضعف حجم الطلبات التي كانت تتعامل معها قبل عامين فقط، وإنه يجب على "أمازون" التنافس في سوق التوظيف في ظل إعادة فتح المزيد والمزيد من الشركات، مما سيزيد بدوره من التكاليف.
وقال أولسافسكي للمحللين في اجتماع أجري عبر الهاتف لمناقشة العوامل التي تؤثر على ربحية "أمازون": "سأعتمد على ضغوط الأجور في المستقبل القريب".
وكانت الشركة قالت يوم الخميس في بيان لها، إن إجمالي المصروفات التشغيلية للربع الثاني ارتفع 27% ليصل إلى 105.4 مليار دولار.
وقال أولسافسكي، إن "أمازون" تعمل على تطعيم المزيد من موظفيها وتأمل في إمكانية السيطرة على نوع سلالة "دلتا" المتحورة عن فيروس كورونا حتى لو كان ذلك يعني أن "الناس يخرجون أكثر ويقومون بأشياء أخرى إلى جانب التسوق". وتبع ذلك قائلاً: "إنها ظاهرة جيدة".
توقعات الأرباح
وأعلنت "أمازون" أن الإيرادات ستتراوح بين 106 و112 مليار دولار في الفترة المنتهية في سبتمبر. وستتراوح أرباح التشغيل بين 2.5 مليار دولار و6 مليارات دولار.
من جهتهم، توقع المحللون، في المتوسط، أرباحاً بقيمة 8.11 مليار دولار على مبيعات بقيمة 118.7 مليار دولار، وفقاً لبيانات جمعتها بلومبرغ.
ارتفعت مبيعات الربع الثاني 27% لتصل إلى 113.1 مليار دولار، متجاوزة التقديرات البالغة 115 مليار دولار. وكان الربح قد بلغ 15.12 دولاراً للسهم في الفترة المنتهية في 30 يونيو، مقارنة بمتوسط التقدير البالغ 12.28 دولاراً.
وتراجعت الأسهم إلى أدنى مستوى عند 3,325.06 دولار في التداول الممتد بعد أن أغلق عند 3,599.92 دولار. كان السهم قد كسب حوالي 11% هذا العام حتى الإغلاق.
انتعاش "الإيرادات الأخرى"
لا يزال بيزوس رئيساً تنفيذياً، والطبيعة الدقيقة لدوره الجديد لا تزال في طور الإنشاء. قال بيزوس إنه يريد تركيز انتباهه على المبادرات الجديدة، مما يشير إلى أن جاسي سيشرف على الأعمال اليومية لـ"أمازون". ويذكر أن جاسي قام سابقاً بتشغيل وحدة السحابة.
من جهة أخرى، قفزت إيرادات"خدمات أمازون ويب" 37% في هذا الربع لتصل إلى 14.8 مليار دولار - وهي أكبر قفزة في المبيعات على أساس سنوي منذ عامين.
وارتفعت فئة "الإيرادات الأخرى" للشركة، وهي مبيعات الإعلانات بشكل أساسي، 87% لتصل إلى 7.92 مليار دولار أمريكي. وبذلك تفوقت كلا الوحدتين على تقديرات المحللين.
جاءت مكاسب "أمازون" أثناء الوباء من إضافة المزيد من المشتركين إلى خدمة "برايم"، الذين يدفعون رسوماً شهرية أو سنوية مقابل خصومات الشحن وغيرها من الامتيازات.
كان لدى "أمازون" 153 مليون مشترك في "برايم" بالولايات المتحدة في نهاية يونيو، بزيادة 25% عن العام السابق، وفقاً لـ"شركاء أبحاث معلومات المستهلك".
ويتسوق المشتركون في"برايم" بشكلٍ متكرر على"أمازون" وينفقون حوالي ضعف ما ينفقه المتسوقون غير الأعضاء في "برايم".
"أمازون" تسيطر على التجارة الإلكترونية
على الرغم من الاستثمارات الكبيرة في التجارة الإلكترونية من قبل المنافسين بما في ذلك "ولمارت" و"تارغت" و"بست باي"، تظل "أمازون" رائدة التجارة الإلكترونية منقطعة النظير في الولايات المتحدة، أكبر أسواقها.
سينفق المتسوقون الأمريكيون 367 مليار دولار على "أمازون" هذا العام، بزيادة 15.3% عن عام 2020، ووفقاً لشركة "إي ماركتير" فإن حصة أمازون البالغة 40.4% من إجمالي الإنفاق عبر الإنترنت في الولايات المتحدة أكبر من منافسيها التسعة التاليين مجتمعين.
تواصل الشركة توسيع قوتها العاملة. أذ وصل عدد موظفيها ما يقرب من 1.34 مليون موظف في جميع أنحاء العالم في 30 يونيو، بزيادة 52% عن العام السابق.
وقال أولسافسكي، إن "أمازون" تقوم بتوظيف العمال في سوق عمل ضيقة من خلال تقديم أجور ومزايا تنافسية.