ساعدت علامتا "بورشه" و"أودي" الفاخرتان التابعتان لشركة "فولكس واجن" في الحد من تداعيات النقص العالمي في الرقائق، مما سمح لأكبر شركة تصنيع سيارات في أوروبا برفع توقعاتها، حتى رغم خفض توقعات معدلات التسليم هذا العام.
زيادة التوقعات
رفعت شركة صناعة السيارات توقعات عائدها التشغيلي على المبيعات للمرة الثانية هذا العام، لتصل إلى ما بين 6% و7.5%.
ولا يزال هذا متخلفاً عن نتيجة النصف الأول لشركة "فولكس واجن"، التي بلغت 8.8% عندما أدت زيادة أسعار السيارات والإنتاج الكبير والسريع لنماذجها الأكثر ربحاً إلى تعويض ندرة أشباه الموصلات.
قال هربرت ديس، الرئيس التنفيذي للشركة، في مقابلة مع تليفزيون "بلومبرغ": "لقد مررنا بشكل إيجابي جداً خلال النصف الأول، لكننا سنشهد الآن بعض الضربات خلال الربع الثالث، لأن الإنتاج مُقيد للغاية"، مضيفاً: "نحن واثقون بقدرتنا على التعافي خلال الربع الرابع".
أرباح فائقة
تنضم "فولكس واجن" إلى نظرائها، بما في ذلك "دايملر" و"ستيلانتس"، ممن حققوا جميعاً نتائج قوية، وتغلبوا على مشكلات الرقائق التي وضعت عقبة أمام التصنيع في جميع أنحاء العالم، إلى جانب القيود المستمرة المتعلقة بالوباء.
وتعتبر الأرباح القوية أمراً محورياً في تمويل خطط "فولكس واجن"، التي تركز على التخلص التدريجي من محركات الاحتراق، والدفع نحو استخدام البرامج الإلكترونية، وخدمات التنقل، وميزات القيادة الآلية.
أما شركة "تسلا"، التي تعهدت "فولكس واجن" بخطف المركز الأول منها بوصفها شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأولى، فكانت تحقق ارتفاعات قياسية سريعة أيضاً، إذ حققت ثمانية أرباع متتالية من الأرباح والهوامش التي تتفوق بفارق كبير على الأرقام التي حققها منافسوها الحاليون.
طرازات أكثر ربحاً
كانت الأرباح التشغيلية المعدّلة لشركة "فولكس واجن" البالغة 11.4 مليار يورو (ما يعادل 13.5 مليار دولار) في الأشهر الستة الأولى من العام أعلى من الـ10 مليارات يورو التي أعلنت عنها في نفس الفترة من عام 2019، قبل انتشار الوباء.
وفي مواجهة القيود المفروضة على عدد خطوط الإنتاج التي يمكنهم الاستمرار في العمل بها، حوّل صانعو السيارات الإنتاج إلى طرازات سياراتهم الأكثر ربحاً، كما أن انخفاض المخزونات يسمح للشركات المصنعة بفرض أسعار أعلى.
قفز صافي التدفق النقدي للسيارات إلى نحو 10.2 مليار يورو، مما يوفر لشركة "فولكس واجن" قوة مالية كبيرة لتمويل الاستثمارات.
وسجلت علامتا "أودي" و"بورشه "الفائقتان عمليات تسليم قياسية للنصف الأول من العام، ووحققت هامشاً تشغيلياً بنسبة 11% و18% على التوالي.
فقدت "فولكس واجن" إنتاج عدد كبير من السيارات المكون سعرها من ستة أرقام حتى الآن بسبب الضغط على الرقائق، وقد تصبح التداعيات على الأرباح أكثر وضوحاً في الأشهر المقبلة.
وأسهم نقص الرقائق في بداية بطيئة لسيارات "فولكس واجن" الكهربائية الرياضية متعددة الاستخدامات والمهمة من طراز "آي دي. 4" في الصين، مما أثار القلق بشأن عمليات الشركة في أكبر منطقة مبيعات لها.
خطط نمو كبيرة
في مارس الماضي وضعت شركة صناعة السيارات خططاً لبناء 6 مصانع للبطاريات في أوروبا، جنباً إلى جنب مع طرح عرض تقديمي أنيق لتكنولوجيا البطاريات، ومجموعة طرازات تضم نحو 50 سيارة تعمل بالبطاريات بالكامل بحلول عام 2030.
وشجع المستثمرون الدفعة الكبرى في الصناعة للانتقال بعيداً عن محركات الاحتراق، وزادوا من رهاناتهم على الأسهم العادية لـ"فولكس واجن" بأكثر من 60% هذا العام.
خصصت "فولكس واجن" 73 مليار يورو من ميزانيتها لجهود الكهربة والطروحات الرقمية، التي تجريها بداية هذا العام وحتى 2025، أي نصف إجمالي الإنفاق.
وضمن خطط التوسع في الخدمات، توصلت الشركة أمس الأربعاء إلى صفقة لإعادة شراء شركة "يوروب كار موبيليت" مقابل 2.51 مليار يورو.
وقال "ديس": "نحن نرى الميزة الرئيسية من أعمال تأجير السيارات بوصفها أفضل نقطة انطلاق لتقديم خدمات التنقل".