تلقت شركة "تشاينا تليكوم" موافقة الجهات التنظيمية لبيع أسهم حقوق أولية في "بورصة شنغهاي" في أكبر عملية بيع أسهم في العالم خلال عام 2021 وذلك بعد 6 أشهر من شطبها من "بورصة نيويورك".
تتزامن خطة الشركة لجمع 54.4 مليار يوان (8.4 مليار دولار) من الصين مع تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة ما دفع الشركات الصينية للعودة إلى أسواق الأسهم المحلية. وسعت "تشاينا تليكوم" التي شطبتها "بورصة نيويورك" في نفس الوقت للتوجه إلى بيع أسهمها في "بورصة شنغهاي".
ازدهار الطروحات الأولية بالصين
تشهد أسواق المال الصينية زخماً في مبيعات الأسهم منذ بداية العام. حيث جرى الإعلان عن صفقات بيع أسهم حقوق أولية بقيمة 281 مليار يوان وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ.
وتتزايد الضغوط على الشركات في ظل فرض قواعد أكثر صرامة بشأن الإدراج في الخارج وضغط الرئيس شي جين بينغ من أجل دعم أسواق المال الصينية.
قال ديكي وونغ، المدير التنفيذي للأبحاث في "كينجستون سيكيوريتيز" في هونغ كونغ: "تتزايد عودة الشركات الصينية للوطن في ظل التوترات السياسية الأمريكية الصينية والقواعد التنظيمية المشددة"، وهو الاتجاه "الذي يبدو أنه سيستمر في المدى القصير والطويل أو حتى إلى الأبد".
لم تقدم لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية في بيانها الذي نشرته على موقعها على الإنترنت في وقت متأخر من يوم الخميس تفاصيل حول موافقتها على إدراج أسهم شركة "تشاينا تليكوم".
ارتفعت أسهم "تشاينا تليكوم" المدرجة في "بورصة هونغ كونغ" 48% منذ بداية العام حتى إغلاق يوم الخميس.
تشير التقديرات إلى أن بيع أسهم "تشاينا تليكوم" الذي لم يتم تسعيره حتى الآن سيكون الأكبر خلال العام الجاري، لكنه قد لا يحافظ طويلاً على الصدارة حيث تسعى مجموعة "سينغينتا" للبذور والأسمدة السويسرية المملوكة لشركة "الصين الوطنية للكيماويات" إلى جمع 65 مليار يوان من خلال إدراج أسهمها في "بورصة شنغهاي" في وقت لاحق من العام الجاري.
شطب الشركات الصينية
شُطبت أسهم شركات: "تشاينا موبايل"، "تشاينا تليكوم" و"تشاينا يونيكوم"من "بورصة نيويورك" في يناير الماضي لأسباب تتعلق بالأمن القومي، بقرار من الرئيس السابق دونالد ترامب، يحظر فيه الاستثمارات في الشركات المرتبطة بالجيش الصيني. وتحظى هذه الشركات جميعها بإدراج أسهمها في "بورصة هونغ كونغ".
قال ستيفن ليونج، المدير التنفيذي في "يووب كاي هيان" في هونغ كونغ: "لا يوجد خيار أمام الشركات التي تسجل نمواً متسارعاً سوى الإدراج في الصين أو هونغ كونغ. حيث اختارت العديد من الشركات إدراج أسهمها من الفئة A في أسواق المال إلى جانب أسهمها المدرجة في هونغ كونغ للحصول على مزيد من التمويل".
قد تمثل تلك الإدراجات تحدياً أمام سوق الأسهم في هونغ كونغ، وتزيد من الضغوط على مؤشر "هانغ سنغ" الذي خسر كل مكاسبه التي سجلها في وقت سابق من العام الجاري حيث تندرج شركتي "تشاينا موبايل" و"تشاينا يونيكوم" في مكونات مؤشر الأسهم في المدينة.