يستمر مديرو صناديق مدخرات تقاعد حجمها نحو 362 مليار دولار أسترالي (270 مليار دولار) على إيمانهم بالأسهم، حتى في وقت تتطلع فيه البنوك المركزية إلى الخروج من التحفيز الاستثنائي الذي كان مصدر دعم للأسواق.
تتمسك صناديق من بينها "أستراليان سوبر" (AustralianSuper) و"يوني سوبر مانجمنت" (UniSuper Management) بتغليب زنة الأسهم في محافظها هذا العام، وتتوقع أن يستمر إقدامها هذا لما بعد هذا بكثير. إنهم واثقون من أن الطفرة الاقتصادية التي أعقبت الوباء يمكن أن تؤدي إلى مزيدٍ من المكاسب حتى في الوقت الذي يتطلع فيه الاحتياطي الفيدرالي وأقرانه إلى تقليص شراء الأصول، والتفكير برفع أسعار الفائدة .
قال جون بيرس، كبير مسؤولي الاستثمار في "يوني سوبر" التي تدير 100 مليار دولار أسترالي: "ما زلت أشعر مرتاحاً لأن أصول المخاطرة على مدى ثلاث سنوات ستكون رهاناً أفضل من الأصول الدفاعية. إن التوقعات الخاصة بالنمو الاسمي للأشهر الـ18 إلى 24 المقبلة استثنائية تماماً. قد بدأ العالم خروجه من كوفيد تواً".
أصول المخاطرة على مدى ثلاث سنوات ستكون رهاناً أفضل من الأصول الدفاعية
تخلف معدلات التطعيم
لم تثنِ المكاسب الشديدة التي تحققت فعلاً، قناعة أن الأسهم ستستمر في دعم العوائد، رغم أن المقياس العالمي ارتفع 35% تقريباً خلال العام الماضي. قد تبدو الارتفاعات القياسية عبر المؤشرات الرئيسية شديدة الى حد خطر في ظل مشارفة الظروف النقدية الأسهل تاريخياً على الانتهاء. علاوة على ذلك، لا تزال إعادة الانفتاح الاقتصادي متفاوتةً عالمياً، مع تخلف معدلات التطعيم في بلدان عدة ،خاصة النامية، عن الركب، كما تفرض سلالات جديدة من الفيروس قيوداً مستمرة على النشاط.
فيما يشكل ارتفاع تكاليف الاقتراض انتكاسة للأسهم، قال مارك ديلاني، الذي يرأس قسم الاستثمار لدى "أستراليان سوبر" ويشرف على 225 مليار دولار أسترالي : "لا أعتقد أن هذا كافٍ للانتقال إلى تموضع دفاعي،" مضيفاً أن العوائد "لن تكون جيدة بنفس الدرجة".
يقول بيرس، من "يوني سوبر" إن إزالة سياسة حالة الطوارئ ليست إلا علامة على الانتعاش الاقتصادي. من وجهة نظره، ستواكب الأسهم الموجهة لطلب المستهلكين قطاع التكنولوجيا، كما أن أسهم التكنولوجيا تبدو رخيصة مقارنة بالسندات.
فيما يتعلق بموعد تقليص نسبة الأسهم وتوجيه المحافظ نحو الدين الحكومي وما يسمى بالصفقات الدفاعية الأخرى، يعتمد ذلك على ما إذا كان الضغط التضخمي الحالي سيكون أكثر ثباتاً مما يتوقعه محافظو البنوك المركزية، وهو ما قد يجبرهم على التحرك بشكل أسرع لرفع أسعار الفائدة، كما يقول غرايم ميلر، رئيس استثمارات "تيلسترا سوبر" (TelstraSuper).
أمنية برسم جنيّ
الى ذلك، قال ميلر: "إن منحني جنيّ أمنية واحدة، فسوف أسأله عما سيحدث للتضخم في السنوات الثلاث أو الأربع المقبلة. ستكون هذه هي المعلومات الأكثر قيمة التي يمكننا الحصول عليها لمساعدتنا في إدارة محافظنا". تدير "تيلسترا سوبر" 26 مليار دولار أسترالي نيابة عن موظفي أكبر شركة اتصالات في أستراليا.
في الوقت نفسه، لا يزال كوفيد 19 يمثل تهديداً بالكاد تم احتواؤه. فرضت طوكيو حالة طوارئ جديدة بسبب ارتفاع في أعداد الإصابات قد تمتد طيلة الألعاب الأولمبية. وحذرت إندونيسيا من أن النمو سيتباطأ بسبب تفشٍ للوباء خرج عن السيطرة. كما تواجه المدينة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أستراليا أسبوعاً ثالثاً من الإغلاق مع انتشار سلالة دلتا المتحولة.
بشرط التغلب على مثل هذه النكسات، يتوقع كون ميكالاكيس من "ستايت وايد سوبرانويشن" (Statewide Superannuation) أن تبدأ بيئة أسعار الفائدة "المنخفضة للغاية" في التحوّل العام المقبل مع "تضخم معتدل" و"تنامٍ متهادٍ" في الاقتصادات. وقال رئيس الاستثمارات لدى الشركة، والذي يشرف على حوالي 11 مليار دولار أسترالي: "تلكم كلها أخبارٌ جيدة. الشيء الوحيد الذي قد يوقف ذلك هو سلالة دلتا المتحولة، ومعدلات التطعيم ومدى فعاليتها، وكيفية استجابة الحكومات".