ارتفعت تكلفة شحن حاوية بضائع إلى الولايات المتحدة من الصين إلى ما يقرب من 10 آلاف دولار، حيث يواصل أكبر اقتصادٍ في العالم استقبال الواردات وسط تباطؤ التعافي من الوباء في أوروبا وحتى آسيا.
وارتفع السعر الفوري لشحن حاوية 40 قدماً من شنغهاي إلى لوس أنجلوس إلى 9631 دولاراً، بزيادة 5% على أساس أسبوعي، و229 % على أساس سنوي، وفقاً لمؤشر "دروري وورلد كونتينر" الصادر يوم الخميس.
وصعد المؤشر المُركب، الذي يعكس ثمانية طرق تجارية رئيسية، إلى 8796 دولاراً، بزيادة قدرها 333% عن العام الماضي، وقالت "دروري" إنها تتوقع زيادة الأسعار أكثر الأسبوع المقبل.
ضغوط تضخمية
وبينما تمثل الأسعار المرتفعة مصدر أرباحٍ كبيرة لشركات الملاحة البحرية، بما في ذلك "مولر- ميرسك" ومقرها كوبنهاغن، وشركة "كوسكو شيبنغ هولدنغز" الصينية، إلا أنها تزيد من صعوبة استيعاب المستوردين للتكاليف المرتفعة.
يقوم بعض المستوردين برفع أسعار التجزئة، مما يزيد من الضغوط التضخمية التي تشكل مثار قلقٍ بالنسبة للبنوك المركزية، بينما تعيق اختناقات العرض المرتبطة بـ"كوفيد" النشاط الاقتصادي في الوقت ذاته.
تجاوزت تكلفة إرسال حاوية من شنغهاي إلى روتردام حاجز الـ 10 آلاف دولار، في أواخر مايو واستمرت في الارتفاع. ووصلت التكلفة إلى 12795 دولاراً الأسبوع الجاري، وفقاً لـ"دروري"، ما يمثل زيادة 600% عن العام الماضي.
ولم يكن لاحتمال فرض رسومٍ بقيمة 10 آلاف دولار على شحن حاوية عبر الطريق المزدحمة من آسيا إلى الولايات المتحدة أمراً من الممكن تصوره لدى معظم محللي الشحن قبل الوباء، وأظهرت بيانات "دروري" أن متوسط سعر الشحن من شنغهاي إلى لوس أنجلوس كان أقل من 1800 دولار لكل حاوية في الفترة بين 2011 ومارس 2020.
نقص الحاويات
ورغم أن الطلب من المستهلكين والشركات الأمريكية هو أحد أسباب ارتفاع تكاليف الشحن، إلا أن نقص الحاويات يظل سبباً آخر لتشديد السوق.
وتمثل سعة الحاويات مشكلة نادرة بشكلٍ خاص بالنسبة للشحنات عبر المحيط الهادئ المتجهة شرقاً، حيث تسبب تفشي فيروس كوفيد في ميناء بجنوب الصين في تعطل الصادرات والواردات مؤخراً.
وفي هذه الأثناء، أظهر طابور من السفن المنتظرة لدخول الموانئ في لوس أنجلوس ولونج بيتش بولاية كاليفورنيا- أكبر بوابة أمريكية للتجارة عبر المحيطات- علامات قليلة على الإخلاء أو الابتعاد.
وبلغ عدد سفن الحاويات الراسية في خليج "سان بيدرو" نحو 18 سفينة حتى وقتٍ متأخر من يوم الثلاثاء الماضي، ما يقرب من ضعف قائمة الانتظار قبل أسبوعين، وفقاً للمسؤولين الذين يراقبون حركة المرور في الميناء.
واستمر هذا الاختناق منذ أواخر العام الماضي، وبلغ ذروته بانتظار حوالي 40 سفينة في أوائل فبراير. وبلغ متوسط الانتظار على الرصيف، 5.3 يوم، مقارنة بـ 4.6 في أوائل يونيو، وفقاً لميناء لوس أنجلوس، في حين بلغ متوسط وقت الانتظار ذروته حوالي 8 أيام في أبريل.