تتدفق رؤوس الأموال إلى صناديق المؤشرات التي تركز على أسهم النفط والغاز الأمريكية بأعلى معدل لها خلال عقد من الزمان، وهي علامة أخرى على اهتمام المستثمرين المتجدد بقطاع النفط الصخري.
جرى ضخ ما يقرب من 18 مليار دولار في صناديق المؤشرات المرتبطة بأسهم الطاقة الأمريكية منذ مطلع عام 2021 وحتى الآن، وهو أكثر من أي من السنوات العشر السابقة، وتقريباً ثلاثة مرات المبلغ الذي تحقق في النصف الأول من عام 2020، وفقاً للبيانات التي جمعتها وكالة "بلومبرغ". تم تخصيص أكثر من 60% من الأموال المتدفقة هذا العام للصناديق التي تركز بشدة على شركات الوقود الأحفوري.
جذب أقوى ارتفاع في أسعار النفط والغاز منذ عام 2009 المستثمرين، حيث نجحت شركات التنقيب عن النفط الصخري في الخروج من وباء فيروس كورونا بتدفقات نقدية قياسية تعهدوا بردها للمساهمين، بدلاً من الإنفاق على النمو. ويعد ذلك تحولاً من سنوات من إعطاء الأولوية لتوسعات الشركات على عوائد المستثمرين، مما أدى لفقدانها مكانتها في وول ستريت.
قفز النفط بأكثر من 50% هذا العام في ظل انتعاش الطلب بوتيرة أسرع مما أضاف تحالف "أوبك بلس" من إمدادات، في الوقت الذي ظل فيه الإنتاج الأمريكي ثابتاً. هذا الأسبوع لم يتمكن التحالف من التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة الإنتاج المخفض، مما زاد من نقص المعروض في السوق عن الطلب.
حققت صناديق المؤشرات التي تركز على أسهم الطاقة حتى الآن متوسط عائد بلغ 43% في عام 2021، وهو ما يفوق أي قطاع آخر.
بداية من "ماراثون أويل كورب" (Marathon Oil Corp) إلى "أوكسيدنتال بترويليوم"، جاءت خمسة من أفضل 10 شركات أداءً في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام من شركات استخراج النفط الصخري في الولايات المتحدة.
أدت سنوات من تراجع أسهم الطاقة إلى انخفاض كبير في وزنها في الصناديق التي تتبع مؤشرات الأسهم الواسعة النطاق، مثل صندوق "أس بي دي أر ستاندرد آند بورز 500 إي تي في تراست" (SPDR S&P 500 ETF Trust) البالغة قيمة أصوله 379 مليار دولار.
قال أثاناسيوس بساروفغيس، محلل شركة "بلومبرغ إنتليجنس" المتخصص في الصناديق المتداولة في البورصة، في مقابلة: "هذا يمكن الناس من اللحاق بالانتعاش من خلال صناديق المؤشرات المعنية بأسهم الطاقة تحديداً".
ماذا عن صناديق الاستثمار القطاعية؟
كانت صناديق الاستثمار في أسهم قطاع الطاقة أيضا وسيلة للمراهنة على ارتفاع أسعار النفط، كبديل لصناديق المؤشرات التي تتبع السلع مثل صندوق "يونايتد ستيتس أويل فاند" (United States Oil Fund)، الذي بحوزته عقود النفط الخام الآجلة.
حصل صندوق "أس بي دي أر" الخاص بقطاع الطاقة، الذي يمتلك أصولاً بقيمة حوالي 25 مليار دولار ويستثمر بشدة في شركتي "إكسون موبيل" و"شيفرون"، على أكبر التدفقات من بين صناديق المؤشرات التي تتبع أسهم الطاقة هذا العام حتى الآن. لقد تلقى الصندوق ضعف الاستثمار الذي حصل عليه صندوق "أي شير غلوبال كلين أنريجي إي تي أف" (iShares Global Clean Energy ETF) ، والذي يوفر الاستثمار في أسهم شركات مصادر الطاقة المتجددة العملاقة، بما في ذلك شركة "فيستاس ويند سيستمس أيه / أس" (Vestas Wind Systems A / S) وشركة "نيكست أيرا أنريجي إنك" (NextEra Energy Inc). وحصل لثاني أكبر تدفق حتى الآن هذا العام.