توقَّعت مصادر مطَّلعة، أن يجري الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، مكالمة فيديو الأسبوع الجاري.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إنَّ الأجندة غير معروفة حتى الآن.
ولن يكون الاجتماع الافتراضي هو أوَّل اتصال رفيع المستوى بين الثلاثي في الوقت الذي أوقف فيه الوباء معظم رحلات السفر الدولية لقادة العالم، لكنَّه يأتي في وقت تغلي فيه التوترات بين أوروبا وثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ومن المرجَّح أن يتمَّ تحليل القراءات ذات الصلة لأيِّ مفاوضات بين الثلاثي بعناية، بعد أن تعكَّرت العلاقات التي كانت ودية في وقت من الأوقات بين الاتحاد الأوروبي والصين بسبب اتفاق تجاري متعثِّر، وعقوبات حقوق الإنسان.
وذكرت المصادر أنَّ "ماكرون" حريص على إعطاء دفعة جديدة لمصالح شركة الطيران "إيرباص"، والضغط على "شي" لتخفيف قيود السفر إلى الصين لمواطني الاتحاد الأوروبي، وخاصة رجال الأعمال.
وتأتي المكالمة أيضاً بعد أسابيع من انضمام قادة مجموعة الدول السبع إلى الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في الضغط من أجل إطلاق تحقيق جديد من قبل منظمة الصحة العالمية في أصول جائحة فيروس كورونا.
مكالمات سابقة
لم ترد وزارة الخارجية الصينية على الفور على طلب للتعليق خارج ساعات العمل، ولم يؤكِّد المسؤولون في الحكومتين الفرنسية والألمانية أنَّ المكالمة ستتمُّ.
وبسبب الوباء، أجرى كلٌّ من "ميركل"، و"ماكرون"، و"شي" مكالمة فيديو في أواخر عام 2020، واستضاف "ماكرون" لاحقاً مكالمة افتراضية تركِّز على المناخ مع "ميركل"، و"شي" في إبريل قبل أيام من قمة المناخ الأكبر التي استضافها الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي انعقدت افتراضياً أيضاً.
في ذلك الوقت، رحب القادة الأوروبيون بتأكيد "شي" على التزام الصين بتحقيق حياد ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2060، وناقش الثلاثي وباء فيروس كورونا، وتوافر اللقاح العالمي.
قال "ماكرون"، إنَّ أحد أهدافه كرئيس فرنسي هو زيارة الصين مرة كل عام، ودعا "ميركل" إلى اجتماع مع "شي" في فرنسا عام 2019 لتشكيل جبهة موحَّدة مكوَّنة من أكبر اقتصادين في أوروبا، ومتحالفة مع بكين.
واتخذت الصين مؤخراً موقفاً عدائياً بشكل متزايد في الساحة الدولية.
وانتقد وزير الخارجية، وانغ يي- وقد ردد خطاب "شي" أثناء الاحتفال بالذكرى المئوية للحزب الشيوعي الصيني في الأول من يوليو- الولايات المتحدة مع حلفائها في نهاية الأسبوع الماضي لتمسُّكهم بعقلية الحرب الباردة التي عفا عليها الزمن، التي غالباً ما يُنظر إليها على أنَّها معارِضة للحكومة الصينية.
وعطَّل المشرِّعون في الاتحاد الأوروبي في مايو التصديق على صفقة استثمارية تاريخية مع الصين - الاتفاقية الشاملة للاستثمار (CAI) - ردَّاً على العقوبات المضادة التي فرضتها بكين ضد أعضاء الكتلة.
كان الاتحاد الأوروبي بجانب الولايات المتحدة، وبريطانيا، وكندا، قد فرضوا عقوبات على الصين في وقت سابق من العام الجاري، بسبب مزاعم انتهاكات حقوق الإنسان ضد المسلمين الأيغور في شينجيانغ، مما أثار ردَّ فعل فوري من بكين.
حملات مضادة
ركَّزت الكثير من الانتقادات العالمية تجاه الصين على معاملتها للأيغور، والأقليات الأخرى في أقصى غرب البلاد، وأطلقت الصين حملة دولية لمكافحة هذه المزاعم، قائلةً، إنَّها تحاول محاربة الإرهاب، وتحسين معيشة الأقليات.
وقالت لجنة خبراء من الأمم المتحدة، في عام 2019، إنَّ حوالي مليون شخص أرسلوا إلى مرافق الاعتقال في المنطقة، فيما يعدُّ جزءاً من مجموعة سياسات وصفتها الولايات المتحدة بأنَّها ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وتأثَّرت العلامات التجارية الغربية سلباً من الجدل، وشجَّعت الصين، في ربيع العام الجاري، حملة لمقاطعة بعض الشركات الغربية بعد أن فرض الاتحاد الأوروبي وحلفاؤه العقوبات، وتراجعت أسهم "أتش أند إم"، و"نايكي" وغيرهما، إذ أيَّد المسؤولون الصينيون المقاطعة، وقام المشاهير بقطع العلاقات مع العلامات التجارية، بما في ذلك "أديداس"، و"نيوبالانس"، و"يونيكلو" اليابانية.