يشتري مدير صندوق استثمار آسيوي، متخصص في قطاع التكنولوحيا، أسهم شركات الإنترنت الصينية، متجاهلاً ما يسميه "ضوضاء" حول قواعد القواعد التنظيمية في بكين وارتفاع عائدات السندات الأمريكية، رغم مصاعب القطاع التي تؤدي تآكل عائداته.
وقال أوليفر كوكس، المقيم في هونغ كونغ، ويساعد في إدارة صندوق "جيه بي مورغان باسيفيك تكنولوجي" الذي تبلغ قيمته 1.48 مليار دولار، إنه يزيد بشكل انتقائي شراء أسهم الشركات التكنولوجية العملاقة التي تضررت تقييماتها بسبب حملة مكافحة الاحتكار في الصين.
ويراهن كوكس، على أسهم شركتي "ميتوان" و"تنسنت هولدنغز" من بين أسهم شركات أخرى.
توخي الحذر
تتعارض وجهات نظر "كوكس" مع العديد من مديري الأصول بما في ذلك شركة "بلاك روك" الذين يتوخون الحذر بشأن أكبر شركات الإنترنت بالصين، بعد أن ألقت القواعد التنظيمية بظلال من الشك على آفاق الصناعة.
وخسرت أسهم شركات عملاقة مثل "تنسنت" و مجموعة "علي بابا" أكثر من خمس قيمتها، هبوطاً من القمم الأخيرة، بسبب مخاوف من ارتفاع التضخم وتوقعات أسعار الفائدة التي أدت أيضاً إلى عمليات بيع عالمي لأسهم شركات التكنولوجيا في وقت سابق من 2021.
وانخفض تقييم مؤشر هانغ سينغ لشركات التكنولوجيا من أعلى مستوى له في فبراير.
قال كوكس، في مقابلة: "الأمر الرئيسي بالنسبة لي هو عدد المرات التي نرى فيها السوق تقلل من إمكانات النمو لبعض هذه الشركات... بالنظر إلى بعض شركات المحفظة التي لدينا في الوقت الحالي، فإن التقييم على المدى القصير قد انتقل إلى مستوى يبدو جذاباً بشكل لا يصدق".
وانخفض تقييم السعر إلى الأرباح المقدرة لمؤشر "هانغ سنغ" الخاصة بأسهم شركات التكنولوجيا بنحو ست نقاط من أعلى مستوى له في فبراير البالغ حوالي 46 مرة.
بلا تغيير
أظهرت البيانات التي جمعتها "بلومبرغ" أن صندوق "كوكس"، الذي تفوق على جميع أقرانه بعائد 82% في 2020، حقق عوائد بنسبة 4.4% منذ بداية 2021، متجاوزاً 20% فقط من نظرائه.
يأتي ذلك في الوقت الذي جعل فيه ارتفاع عائدات السندات عالمياً المستثمرين حذرين بشأن أسهم التكنولوجيا، وسط تهديد للتقييمات وعودة التضخم الذي يميل لصالح أقرانهم الدوريين. ومع ذلك، لا يزال "كوكس" واثقاً، ويقول إنه لن يغير مواقفه الاستثمارية.
وأضاف: "حتى لو ارتفعت العوائد إلى 3 - 4% من المستوى الحالي، وشهد العالم فترة تضخمية للغاية، في مرحلة ما لا يزال الناس يعودون إلى حقيقة أن عدد الشركات التي نستثمر فيها تحقق نموٍ في الأرباح من 20% إلى 25% سنوياً".
ولا يعد "كوكس" الشخص الوحيد المتـأثر بالتقييمات، حيث أشارت هيومي جي، مديرة صندوق لدى شركة "فيديليتي إنترناشونال"، إلى تلك الشركات، في مقابلة مؤخراً، بينما قالت إن دورة القواعد التنظيمية في بكين يمكن أن تنتهي حيث اتفق اللاعبون الرئيسيون في الصناعة على ما يجب القيام به.
وقال كوكس:"التصور أن الحكومة الصينية تسعى إلى تقسيم تلك الشركات أو تقليصها هو طريقة خاطئة للتفكير فيما يفعلونه مع هذه المجموعة من الشركات". وأضاف أن الجهات التنظيمية في الصين تتسم بالنهج العملي للغاية، وتريد تحقيق "منافسة صحية".
الفرص في آسيا
يرى "كوكس" أن تصنيع برمجيات للمؤسسات والتجارة الإلكترونية والشركات الرائدة في تصنيع الرقائق وأسهم شركات الألعاب هي أفضل أربعة أسهم بمجال التكنولوجيا الآسيوية على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة.
وقال، إن البلدان في آسيا "لديها نقص مستمر في استثماراتها" في برمجيات الشركات، واستشهد بالوكالة الرقمية المخطط لها في اليابان باعتبارها "رائعة" للشركات ذات الصلة.
لا يحوز الصندوق سهم مجموعة "علي بابا" القابضة ضمن أكبر 10 اختيارات مفضلة لديها ضمن محفظته. وانخفض التخصيص من حوالي 8% -9% في عام 2017 إلى 2% حالياً، وهو ما يرجعه "كوكس" إلى زيادة المنافسة في الصناعة من أمثال "سيي ليمتد" (Sea Ltd) المدرجة في الولايات المتحدة، أكثر من الإجراءات التنظيمية.
وتعد شركة التجارة الإلكترونية "سي" (Sea) ومقرها سنغافورة، هي ثاني أكبر سهم في حيازة الصندوق بنسبة 5.5%، بعد شركة "ليزرتك" (Lasertec Corp) اليابانية، اعتباراً من نهاية أبريل.
قال "كوكس" إن مسألة النمو في جنوب شرق آسيا ما زالت في بدايتها، حيث يرى أن اهتمام الصندوق بأسهم شركات المنطقة يتزايد.
وأضاف:"مسألة التجارة الإلكترونية الوليدة في هذا الجزء من العالم تتماشى مع ما رأيناه في الولايات المتحدة وأوروبا قبل 10 سنوات... أتوقع أن تكون نسبة أسهم الشركات الموجودة في رابطة "آسيان" أعلى بكثير بالصندوق في المستقبل".
وفيما يلي بعض تعليقات كوكس الأخرى:
- بعض اتجاهات العمل من المنزل المتعلقة بـ"كوفيد"، والتي دفعت الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية أو كراسي المكاتب الجديدة قد تتلاشى
- الكثير من الطلب المتزايد على التجارة الإلكترونية في دول الآسيان والهند واليابان والذي كان مدفوعاً بالوباء "سيستمر"
- تتوقع شركات صينية مصنعة للسيارات الكهربائية مثل "نيو" و"إكس بنغ" (Xpeng Inc) أن ينمو الطلب في المنطقة، بقيادة الصين.
- يفضل ما يسمى بـ(مصنعي المعدات الأصلية) على الاستثمار في مجالات سلسلة التوريد مثل البطاريات، لأن لديهم "علاقة أقوى بكثير مع العملاء" ويمكنهم زيادة قوة العلامة التجارية إلى أقصى حد.
- هناك نظرة مستقبلية إيجابية لشركة "ديدي غلوبال" (Didi Global Inc)، التي أغلقت أول يوم تداول لها في الولايات المتحدة على صعود بنسبة 1 % يوم الأربعاء الماضي بعد أن جمعت 4.4 مليار دولار في طرح عام أولي.
- قال كوكس، إن هناك قدراً هائلاً من إمكانات النمو بمجال التنقل في الصين.