ارتفعت أسهم شركة "كاتربيلر" وشركات صناعة الصلب بعد أن عززت صفقة البنية التحتية للرئيس جو بايدن، التي تبلغ قيمتها 579 مليار دولار أمريكي توقعات الطلب الأمريكي.
أغلقت شركة "كاتربيلر" لصناعة المعدات الثقيلة بمكاسب 2.6% بعد أن قفزت أسهمها بنحو 3.8% في نيويورك يوم الخميس الماضي، وهي النسبة الكبرى في ثلاثة أشهر. وكذلك صعدت أسهم شركة الصلب الأمريكية "يو إس ستيل" بأكثر من 3% وارتفعت أسهم "نوكور كورب" أكبر منتج للصلب في الولايات المتحدة، بنسبة 2% وسط زيادة مماثلة على مؤشر "بلومبرغ أمريكاز" للحديد والصلب. كما تقدمت شركة "دير آند كو" (Deere & Co) لتصنيع المعدات الزراعية وشركة "ألكاو" (Alcoa Corp) للألمنيوم.
ارتفعت أسهم شركات صناعة المعادن والآلات هذا العام، ويرجع ذلك جزئياً إلى الرهانات على أن الإنفاق الحكومي لإعادة بناء الطرق والجسور والأنفاق سيعزز الطلب. وجاء الاتفاق على حزمة البنية التحتية بعد شهور من المفاوضات بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
قال بايدن في تغريدة له: "لقد عقدنا صفقة. اجتمعت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ -خمسة ديمقراطيين وخمسة جمهوريين- وصاغت اتفاقية بنية تحتية ستخلق ملايين الوظائف الأمريكية".
توفّر الزيادة في الإنفاق على الطرق وأنظمة النقل والممرات المائية تدفقاً للطلب الجديد على صانعي موادّ البناء وشركات هندسة وتصميم البنية التحتية. وارتفعت أسهم شركة "فولكان ماتيريالز"، مورّد موادّ البناء الإجمالية، بنسبة 3.3%، وهي أكبر نسبة ارتفاع خلال شهرين تقريباً.
ارتفعت كذلك أسهم شركة "جاكوبز إنجينيرينغ" (Jacobs Engineering Group) للتصميم وهندسة البنية التحتية، ومقرها دالاس، وهي الشركة التي تتمتع بحضور قوي في عديد من المجالات الرئيسية المرتبطة بخطة التمويل التي يعرضها بايدن، بما في ذلك المياه والنقل.
قال كبير المديرين التنفيذيين للشركة ستيف ديميتريو، في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني: "لقد طالب عملاؤنا الحكومة الفيدرالية بهذه الأنواع من الاستثمارات لسنوات. مع مستويات التمويل التاريخية، وخمس سنوات من التمويل المؤكَّد لجميع هذه الأسواق، تستعدّ (جاكوبز) لتقديم حلول مبتكرة لأكبر تحديات البنية التحتية في البلاد".
مخاوف الإمدادات
رغم ترحيب المستثمرين بإعلان بايدن الخميس الماضي، فإن الخطة لا تزال عرضة للتهديد بسبب نقص الإمدادات من بعض الموادّ، بما في ذلك الصلب والأسمنت. فالشركات التي ستعتمد عليها الولايات المتحدة في تمهيد الطرق وبناء الجسور ومد الأنابيب وتجميع القطارات لم تخطّط بعد لتلبية تلك الاحتياجات، وفقاً لخبراء اقتصاديين ومطّلعين على الصناعة.
وقال دين دراي، المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس"، إن المصنعين الصناعيين يعملون بالفعل بكامل طاقتهم لدعم الانتعاش الاقتصادي، وسيزيد تدفق الإنفاق ضغوط سلسلة التوريد. مع ذلك يجب أن تكون الشركات قادرة على إدارة هذه الخطوط الإضافية، وفقاً لقوله، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن التخطيط للطرق والجسور ومشاريع البنية التحتية الأخرى قد أخذ الإمدادات بالفعل بعين الاعتبار.
قال دراي: "من المؤكد أنها ستضيف إلى الحجم الإجمالي للطلب وضغوط التسعير وما إلى ذلك، ولكن في نهاية الأمر سأعتبر ذلك مشكلة كبيرة جدّاً".