تواجه إمبراطورية الملياردير تشانغ جين دونغ التي يبلغ عمرها 30 عاماً اختباراً حاسماً مع تزايد القلق بشأن القوة المالية لشركة "سونينغ أبلينس غروب"، وعلاقاتها مع "تشاينا إيفرغراند".
تتزايد الأدلة على وجود مشاكل في السيولة لدى الشركات المرتبطة بـ"تشانغ". ووافق دائنو "سونينغ أبلينس" على تمديد أجل استحقاق سندات بقيمة 2.89 مليار يوان (451 مليون دولار) لمدة عامين كانت تُستحق الأربعاء الماضي، في إشارة إلى أنَّ الشركة ربما واجهت صعوبةً في سدادها.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، جمَّدت محكمة في بكين ما قيمته 3 مليار يوان من الأسهم التي يملكها تشانغ في "سونينغ دوت كوم" (Suning.com) ذراع البيع بالتجزئة التابعة للمجموعة لمدة ثلاث سنوات. مع وضع معظم أسهم "تشانغ" كضمان للقروض، مما قد يعقِّد من قدرته على جمع الأموال، وربما يعرقل عملية الإنقاذ المدعومة من الدولة.
بداية الأزمة
بدأت المخاوف بشأن التدفُّق النقدي لشركة "سونينغ" تتصاعد في سبتمبر، عندما تنازل "تشانغ" عن حقِّه في دفعة مستحقة السداد قيمتها 20 مليار يوان على شركة "إيفرغراند". واستهدف تشانغ من ذلك دعم صديقه "هوي كا يان" رئيس مجلس إدارة شركة "إيفرغراند" لإنقاذ شركته الخاصة، ولم يكن ذلك يحمل أي معنى مالي كبير بالنسبة للمستثمرين في ذلك الوقت، في ظلِّ ضعف المجموعة بشكل كبير نتيجة تباطؤ الإنفاق أثناء الوباء.
ومن أجل تعزيز وحدة البيع بالتجزئة، وافقت "سونينغ أبلينس" هذا العام على بيع أسهم في الشركة المدرجة إلى كيانات تملكها للدولة، وهي الصفقة التي لم تكتمل بعد.
ازدادت الاضطرابات بشدة هذا الأسبوع، فقد انخفضت أسهم "سونينغ دوت كوم" إلى أدنى مستوى لها منذ ثماني سنوات تقريباً، وهوت سندات "سونينغ أبلينس" المستحقة بالدولار في سبتمبر إلى مستوى قياسي منخفض بلغ 78 سنتاً للدولار.
وقالت ماغي هو، الأستاذ المساعد للتمويل في الجامعة الصينينة في هونغ كونغ: "كان الاستثمار في إيفرغراند خطأ، وهو السبب الرئيسي لأزمة ديون "سونينغ" الحالية.. ولكي تتمكَّن "سونينغ" من تجاوز الأزمة بنجاح، فإنَّها بحاجة إلى المزيد من المساعدة من كبار المساهمين".
أوُقفت "سونينغ دوت كوم" عن التداول يوم الأربعاء الماضي في انتظار إعلان يتعلَّق بصفقة رئيسية. وهبط السهم بنسبة 10% كحدٍّ يومي يوم الثلاثاء.
إمبراطورية متعثرة
باتت الشركات الصينية المثقلة بالديون في دائرة الضوء بازدياد؛ إذ يمضي الحزب الشيوعي قدماً في حملة تقليص المديونية. وقام "تشانغ" بتحويل شركة تكييف الهواء التي أسسها في عام 1990 إلى إمبراطورية تشمل التمويل، والعقارات، ونادي كرة القدم الإيطالي "إنتر ميلان". كما تتعرَّض شركة "إيفرغراند" - المطور ذو الديون الأكبر في العالم - للضغوط بعد تخلُّف الشركات التابعة لها عن سداد مدفوعاتها، وذكر تقرير أنَّ المنظِّمين يحققون في علاقاتها مع بنك غامض شمال الصين.
لدى "سونينغ أبلينس" والشركات التابعة لها سندات بقيمة 4.6 مليار دولار مستحقة على الصعيدين الداخلي والخارجي، من بينها سندات بقيمة 600 مليون دولار تُستحق في سبتمبر، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ".
تمَّ استخدام أكثر من 70% من أسهم تشانغ في "سونينغ دوت كوم" كضمان، وفقاً لإيداع البورصة بتاريخ 9 يونيو، بعد أن تعهد تشانغ بمليار سهم في شركة البيع بالتجزئة المُدرجة – أي ما يعادل 11% تقريباً من الأسهم القائمة لـ"سونينغ دوت كوم" - كجزء من عملية تحويل للحصة إلى صندوق استثمار مدعوم من الدولة. وخسر رئيس مجلس الإدارة ملياري دولار هذا العام، أو حوالي نصف ثروته، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.
تجميد الأسهم
يعدُّ "تشانغ" أكبر مالك في "سونينغ دوت كوم" بحصة قدرها 20.96%، في حين تمتلك "سونينغ أبلينس" 13.98%، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ". تمتلك مجموعة "علي بابا" حصة 19.99%، بعد أن شكلت الشركتان تحالفاً استراتيجياً أُعلن عنه في عام 2015. ووافقت "سونينغ أبلينس" على بيع 23% من الأسهم بقيمة 14.8 مليار يوان في وقت سابق من هذا العام إلى أطراف من بينها "شينزين إنترناشيونال".
يشعر المستثمرون بالقلق من أن يعرقل أمر المحكمة بتجميد أسهم "تشانغ" تلك الصفقة، على حدِّ تعبير ويليان بينغ، مدير التمويل في شركة "بيسفول إنفيستمنت". وقبلت المحكمة اعتراض "تشانغ" بهذا الخصوص، وفقاً لبيان الشركة.
قال بينغ: "يُنظر إلى تجميد الأسهم على أنَّه إظهار للوضع المالي البائس لشركة "سونينغ"، وليس على صعيد القوائم المالية فقط، ولكن تمتد إلى ما هو خارج الميزانية العمومية أيضاً. ربما يمثِّل هذا الخوف الأكبر، أن تكون الأمور قد أصبحت في غاية السوء، إذ يتمُّ التخلي عن صفقة الاستحواذ بالكامل".