تَبخَّر حلم الملياردير الهندي غوتام أداني في الصعود إلى ترتيب بين أثرياء العالم، بعد أن أثار تقرير إعلامي تساؤلات حول بعض المستثمرين الخارجيين، اضطرابات في الأسهم المُدرَجة الستة ضمن مجموعته.
وخسر رجل الأعمال البالغ من العمر 58 عاماً، أموالاً أكثر من أي شخص آخر في العالم خلال أسبوع، إذ تراجعت ثروته الشخصية بنحو 9 مليارات دولار إلى 67.6 مليار دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" لأثرياء العالم، استناداً إلى أسعار إغلاقات الأسهم يوم الأربعاء.
قبل أيام فقط كان أداني بصدد سد الفجوة مع موكيش أمباني أغنى رجل في آسيا، وواصلت أسهم "أداني غروب" انخفاضها يوم الخميس.
وبدأ التحوُّل في أسعار الأسهم الاثنين الماضي بعد أن ذكرت صحيفة "إيكونوميك تايمز" أن هيئة إيداع الأسهم الوطنية الهندية جمّدَت حسابات ثلاثة صناديق مقرّها موريشيوس بسبب عدم كفاية المعلومات عن المالكين.
ويُعَدّ الجزء الأكبر من حيازة "ألبولا إنفستمنت فاند" (Albula Investment Fund) و"كريستا فاند" (Cresta Fund) و"إيه بي إم إس إنفسمنت فاند" (APMS Investment Fund)، البالغة نحو 6 مليارات دولار، عبارة عن أسهم في شركات أداني.
وعلى الرغم من أن مجموعة "أداني" وصفت التقرير بأنه "خاطئ بشكل صارخ" وقالت إنه "يهدف عمداً إلى تضليل مجتمع المستثمرين"،فإن المستثمرين القلقين بشأن الشفافية سارعوا إلى التخارج.
مضاربات السوق
تمتلك الصناديق الخارجية في موريشيوس أكثر من 90% من أصولها الخاضعة للإدارة في شركات مجموعة "أداني"، وفقا لـ"بلومبرغ إنتليجنس"، وقال هيميندرا هازاري، محلل أبحاث مستقلّ في مومباي: "يجب أن يكون قدر أكبر من الوضوح للتأكد من المالكين النهائيين للأسهم".
ورفض متحدث باسم "مجموعة أداني" التعليق على بيانات الإفصاح للبورصة الأسبوع الجاري، وقالت "أداني غروب" في بيان أصدرته 14 يونيو الجاري إن هذه الصناديق الخارجية " تستثمر في (أداني إنتربرايزس) (Adani Enterprises Ltd) منذ أكثر من عقد"، وأضافت: "ندعو جميع المساهمين لدينا إلى عدم الانزعاج من مضاربات السوق".
وفي بيانات إفصاح متطابقة للبورصة في نفس اليوم، قالت شركات "مجموعة أداني" إنها تلقت تأكيداً كتابياً من المسجّل ووكيل التحويل بأن الحسابات التجريبية للصناديق الخارجية التي احتُفط بأسهم أداني فيها "لم تُجمَّد".
وتراجعت أسهم شركة "أداني غرين إنيرجي" (Adani Green Energy Ltd)، أغلى الأصول لدى قطب المال والأعمال، بنسبة 7.7% خلال الأسبوع الأخير، كما تراجعت أسهم شركة "أداني بورتس آند سبيشيال إيكونوميك زون" (Adani Ports & Special Economic Zone Ltd) بنسبة 23% في أربعة أيام، وتراجعت أسهم "أداني باور" (Adani Power Ltd) و"أداني توتال غاز" (Adani Total Gas Ltd) و"أداني ترانسميشن" (Adani Transmission Ltd) بنسبة 18% على الأقلّ، فيما تراجعت شركة "أداني إنتربرايزس" (Adani Enterprises) بنسبة 15% تقريباً.
دفعة كبيرة
تزايدت الإثارة حول إمبراطورية أداني التي تشمل المواني والمناجم ومحطات الطاقة على مدار العامين الماضيين، إذ يتطلع قطب الفحم إلى التوسع في أسوأ أنواع الوقود الأحفوري، ويسعى للتوفيق بين شركاته التجارية وأولويات البنية التحتية التي حدّدها رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
دفع المستثمرون بعض أسهم المجموعة إلى الصعود بأكثر من 500% منذ بداية عام 2020، مراهنين على أن التوجه الكبير لرائد الأعمال من الجيل الأول في قطاعات مثل الطاقة المتجددة والمطارات ومراكز البيانات والمقاولات الدفاعية سيؤتي ثماره. وفي وقت سابق من يونيو، كانت ثروة أداني تقترب من 80 مليار دولار.
بالإضافة إلى الصعوبات، فقد جاء قرار "مورجان ستانلي" تضمين مزيد من أسهم أداني في مؤشرها القياسي بالهند على الرغم من تغطية المحللين الضئيلة.
ضُمّنت ثلاث من الشركات المدرجة من مجموعة أداني في المؤشر، في مايو، مما رفع إجمالي عدد شركاته المدرجة بالمؤشر إلى خمس، وأدى ذلك التضمين أيضاً إلى مزيد من عمليات الشراء الإلزامية من المستثمرين الذين يتتبعون المؤشرات.
كتب محللو "بلومبرغ إنتليجنس" الأسبوع الماضي، أن الارتفاع السريع إلى جانب الأسهم المملوكة إلى حد كبير من الصناديق الخارجية، مع قليل جدّاً من التعويم الحرّ، يمثّل خطراً على أسهم أداني.
سلّطت أحداث هذا الأسبوع الضوء أيضاً على الغموض المحيط بالمجموعة ومساهميها الرئيسيين من غير المؤسسين، وكتب ترافيس لوندي، المحلل في "سمارت كارما" (Smartkarma) في مذكرة: "أتوقع أن تكون دورة المضاربة في أسهم شركة (أداني غروب) بلغت نهايتها".