دفع التحوّل المتشدد لبنك الاحتياطي الفيدرالي كلاً من "غولدمان ساكس غروب" (Goldman Sachs Group) و"دويتشه بنك" (Deutsche Bank) إلى التخلي عن دعواتهما بأن اليورو سيرتفع مقابل الدولار الأمريكي.
حيث انخفض اليورو بنسبة 1.1% إلى 1.1994 مقابل الدولار اليوم، وهو أكبر انخفاض منذ أبريل 2020، بعد أن أشار صانعو السياسة إلى أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مرتين قبل حلول نهاية عام 2023، وهو ما فاجأ الأسواق، وجعل البعض يتوقعون تحركاً على صعيد رفع الفائدة في العام المقبل. علاوةً على ذلك، كسرت العملة الأوروبية حاجز الـ1.20 دولار، ما يُشكل بالنسبة لبعض المتداولين إشارة إلى أن المزيد من الخسائر قادمة.
كل السيناريوهات لصالح الدولار
في حين أن العديد من المضاربين على هبوط الدولار خفّضوا الرهانات القصيرة هذا الأسبوع، وسط تكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد يفاجئ الجميع بتوجه متشدد، يعتقد آخرون أن رؤية البنك المركزي طويلة الأمد بأن التضخم مؤقت تعني أنه سيحتفظ بسياسة خفض الفوائد. ومع قيام صانعو السياسة بترقية تقديرات التضخم، وإعلان رئيس مجلس إدارة الفيدرالي جيروم باول، البارحة الأربعاء، أن المسؤولين سيبدؤون مناقشة تقليص مشتريات السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية جنباً إلى جنب مع الدولار، ما أجبر التجار على تغطية عمليات البيع على المكشوف.
يُفصح زاك باندل، الرئيس المشارك لصرف العملات الأجنبية العالمية واستراتيجية الأسواق الناشئة في بنك "غولدمان ساكس"، في تقرير صادر عن البنك: "ما زلنا نتوقع ضعفاً واسعاً في الدولار الأمريكي مدفوعاً بالتقييم المرتفع للعملة وتوسع الانتعاش الاقتصادي العالمي". لكن "يبدو أنه من المرجح أن تكون التوقعات الأكثر تشدداً من بنك الاحتياطي الفيدرالي والجدل المستمر بمثابة رياح معاكسة لصفقات بيع الدولار على المدى القريب".
كما أوضح باندل، أن فريق البنك بادر إلى التوصية في 16 أبريل عند 1.20، على غرار المستويات الحالية.
أما جورج سارافيلوس، من "دويتشه بنك"، فاعتبر في ختام توصية أن هناك الآن مجال أكبر لإعادة تسعير مبرمة في الوقت الراهن للسعر الحقيقي لمنحنى العائد في الولايات المتحدة، وكذلك هناك "مجال لتقلبات أعلى".
ورأى أن كلا العاملين داعمين لصعود الدولار، مضيفاً أن الدعم الذي قدّمه بنك الاحتياطي الفيدرالي والذي ساهم برفع اليورو مقابل الدولار لم يعد موجوداً.