بعد عطلة نهاية أسبوع متقلبة، تجاوزت عملة "بتكوين" مرة أخرى 40 ألف دولار، لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من أسبوعين.
ارتفعت أكبر عملة مشفرة في العالم بنسبة 4.5% يوم الإثنين لتصل إلى 41020 دولارا، قبل أن تتراجع في تعاملات اليوم الثلاثاء وتسقر دون 40 ألف دولار .
ومنذ يوم الجمعة وحتى أمس صعدت العملة المشفرة بنسبة 9% تقريبا كما تقدم مؤشر "بلومبرغ جالكسي كربتو" الأوسع نطاقاً، الذي يتتبع بعض العملات المشفرة الرئيسية، بنسبة 7.7% في بعض الأوقات خلال اليومين الماضيين.
قال "آرت هوجان" ، كبير الخبراء الاستراتيجيين في شركة "ناشيونال سيكيوريتيز" (National Securities): "كانت العودة فوق مستوى 40 ألف دولار أمرا إيجابيا من الناحية الفنية". تابع: "يرى الأشخاص المعتمدون على التحليل الفني أنه أرسل إشارة سلبية عندما هبط دون 40 ألف دولار، والآن بعد أن استعاد السيطرة على هذا المستوى يوم أمس، فإنه يرسل إشارة إيجابية".
مع بقاء "بتكوين" فوق هذا الحد، يتطلع العديد من المحللين الفنيين إلى أن يكون 42500 دولار هو المستوى المهم التالي للاختراق. يمثل هذا الرقم تقريبا متوسطه المتحرك لمدة 200 يوم، وربما يعني تجاوزه ارتفاع العملة نحو 50 ألف دولار.
أصول تحركها الشائعات
أوضح "توم إساي" مسؤول تداول سابق في شركة "ميرل لينش" الذي أسس النشرة الإخبارية "ذا سفينس ريبورت" قائلا: "دائما ما تكون عملة بتكوين متقلبة، والارتفاع الجنوني الذي شهدناه لم يكن مستداما على الإطلاق. السؤال هو أين سنستقر؟ ما هي الأرضية الجديدة لسعر بتكوين؟ ". أضاف: "لكي تستأنف عملة بتكوين هذا الارتفاع، أعتقد أنك ستحتاج إلى رؤية المزيد من التبني القانوني على نطاق واسع".
تعرضت العملات المشفرة للضغط في الأسابيع الأخيرة، حيث فقدت عملة "بتكوين" حوالي 30% منذ منتصف شهر أبريل الماضي، عندما سجلت رقما قياسيا يقارب 65 ألف دولار.
تفاقمت عمليات البيع الأخيرة بسبب الهجوم العلني من "إيلون ماسك" مالك شركة "تسلا"، الذي انتقد كمية الطاقة التي تستخدمها الخوادم التي تدعم العملة المشفرة وتراجع عن عرض سابق للسماح للعملاء بشراء سياراته باستخدام العملة المشفرة. كما أدت زيادة الرقابة من قبل السلطات التنظيمية الصينية إلى ضعف الإقبال عليها.
لكن الأسعار حصلت على دفعة في بداية الأسبوع بعد أن أعاد مدير صندوق التحوط المتمرس "بول تيودور جونز" تأييده للعملة في مقابلة تلفزيونية وهو الذي قال العام الماضي إن عملة "بتكوين" يمكن أن تكون أصلا تحوطيا جيدا ضد التضخم.
قال "تيودور جونز" مدير صندوق "تيودور إنفستمنت كورب" في مقابلة مع محطة "سي إن بي سي": "أحب عملة "بتكوين" كمحفظة متنوعة". تابع: "يسألني الجميع ماذا أفعل بعملة "بتكوين" الخاصة بي؟ الشيء الوحيد الذي أعرفه على وجه اليقين أن التنويع يقتضي أن يكون لدي 5 % ذهب، و5% عملة "بتكوين"، و5% نقدا، و5% سلع أساسية".
في هذه الأثناء، خلال عطلة نهاية الأسبوع، أزعج ماسك السوق مرة أخرى، قائلا عبر تغريدة إن شركة "تسلا" ستسمح بالمعاملات من خلال عملة "بتكوين" بمجرد تعدينها بمزيد من الطاقة النظيفة. قال القطب المالي إنه يريد أن يستخدم المشتغلون بتعدين العملة المشفرة، الذين سُلطت عليهم الأضواء في الأشهر الأخيرة، طاقة نظيفة بنسبة 50% تقريبا في عمليات التعدين.
قدر "مركز كامبريدج للتمويل البديل" أن 39% من أعمال تعدين العملات المشفرة يجري تشغيلها بواسطة مصادر متجددة، خاصة الطاقة الكهرومائية.
حقق أيضا أقران عملة "بتكوين"، بما في ذلك عملات "بتكوين كاش" و"داش" و"إيثيريوم" مكاسب يوم الاثنين.
نوه "مارك أودو"، مدير محفظة العملاء في سوان غلوبال إنفستمنتس" قائلا: "في هذه الأيام، يرتكز سوق عملة "بتكوين" على ما يكتبه "إيلون ماسك" وبالنسبة لي، هذا ليس مؤشرا رائعا، حيث إن الأمر يشبه نزوة بعض المليارديرات. أَضاف: "لا أعتقد أن هناك أي شيء يحرك على نحو جوهري عملة "بتكوين" بطريقة أو بأخرى، بخلاف الشائعات والتغريدات، فهذه ليست فئة أصول أريد أن أتورط فيها".