تعمل جهات الإصدار الأمريكية في صناعة الصناديق المتداولة البالغة 6.4 تريليون دولار على تجميع عدد متزايد من الحلول البديلة، بعد أن طال انتظار قرار هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن ما لا يقلُّ عن تسعة طلبات لترخيص صناديق متداولة لـ"بتكوين"، فيما يطالب العملاء بشراء صناديق العملات المشفَّرة.
تقوم مجموعة من الشركات بإطلاق منتجات "قريبة من بتكوين" أو التخطيط لذلك، إذ تتفادى هذه المنتجات رفض المنظِّمين الأمريكيين السماح بوضع أكبر عملة مشفَّرة في صندوق مجمَّع للصناديق المتداولة في البورصة. أصبحت "إنفيسكو" (Invesco) أحدث هذه الشركات يوم الأربعاء، فقد أعلنت عن زوج من الصناديق المدعومة بالأسهم المرتبطة بالعملات المشفَّرة.
إنَّها الطريقة الوحيدة التي يمكن للشركات الأمريكية من خلالها الاستفادة من الصخب الذي لا يلين للعملات الرقمية، وقد يستمر الأمر على هذا النحو لفترة من الوقت. أجَّلت هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) بالفعل قرارها بالموافقة على صندوق "بتكوين" المتداول في البورصة، أو رفضه مرة واحدة هذا العام، ومن المتوقَّع أن تؤجِّله مرة أخرى في الموعد النهائي التالي في 17 يونيو.
طلب قوي على التعرض لبتكوين
قال نايت جيراتشي، رئيس "إي تي إف ستور" (ETF Store)، وهي شركة استشارية: "من الواضح أنَّ هناك طلباً قوياً من المستثمرين على التعرُّض لسعر "بتكوين"، ويتطلَّع مصدِّرو الصناديق المتداولة في البورصة إلى تلبية هذا الطلب ببساطة. تجبر لجنة الأوراق المالية والبورصات بشكل أساسي مُصدري صناديق الاستثمار المتداولة على التوجه إلى المختبرات لإنشاء منتجات "فرانكشتاين" هذه".
يكافأ منشئو صناديق "فرانكشتاين"، (The Frankenfunds) على جهودهم. فعلى سبيل المثال، جذبت مؤسسة "بيت وايز كريبتو إندستري إنوفوتيرز إي تي إف" (Bitwise Crypto Industry Innovators ETF) (المؤشر على شريط الأسهم BITQ) بالفعل حوالي 45 مليون دولار من الأصول بعد أقل من شهر من إطلاقها. يحتوي هذا الصندوق على شركات مهمة في مجال التشفير، مثل "مايكرو استراتيجي" (MicroStrategy)، و"كوين بيس غلوبال" (Coinbase Global)، و"غالاكسي ديجيتال هولدينغز" ( Galaxy Digital Holdings).
ثم هناك مجموعة من المنتجات الأقدم التي تجد لنفسها حياة جديدة وسط جنون العملات. اجتذب صندوق "أمبليفاي ترانسفورميشنال داتا شيرينغ إي إف تي" (Amplify Transformational Data Sharing ETF) الرمز على المؤشر (BLOK)، وهو صندوق مُدار بنشاط مع أسهم شركات، مثل "ميكرو استراتيجي" (MicroStrategy)، و"باي بال هولدينغز" (PayPal Holdings)، أكثر من 711 مليون دولار هذا العام بالفعل، إذ ارتفع سعره بنسبة 30%. هناك صندوق نظير يسمى "فيرست تراست إندكس إنوفيتيف ترانزأكشن آند بروسيس إ إف تي" (First Trust Indxx Innovative Transaction & Process ETF) الرمز على المؤشر (LEGR)، الذي يستثمر في الشركات التي تستخدم تكنولوجيا "بلوك تشاين" (blockchain) أو تطورها، وهو في طريقه لتحقيق أفضل عام من التدفُّقات الوافدة حتى الآن.
قال روس مايفيلد، محلل إستراتيجية الاستثمار في "روبرت دبليو. بايرد آند كو"
(Robert W. Baird & Co): "هناك طلب مرتفع على منتج "بتكوين"، ويحتوي على جميع الميزات التي يحبها الناس بشأن صناديق الاستثمار المتداولة. كما أنَّهم يتداولون في البورصة، ويتمتَّعون بالسيولة".
أكبر لاعب حتى الآن
يعدُّ "إنفيستو" (Invesco) أكبر مدير صندوق حتى الآن لم يجرب تكتيك الحل البديل، في صناديقه "إنفيستو غالاكسي بلوكتشاين إيكونومي إي تي إف" (Invesco Galaxy Blockchain Economy ETF)، و"إنفيستو كريبتو إيكونومي إي إف تي" (Invesco Galaxy Crypto Economy ETF)، كل منهما يحتفظ بحوالي 85% من أصوله في الأسهم المرتبطة بالعملات المشفَّرة، والباقي في الصناديق الائتمانية، والصناديق التي تحتفظ بالعملات المشفَّرة.
قبل يومين من تقديم ملف "إنفيستو" (Invesco)، كان هناك تطبيق لـ"فولت بتكوين ريفولوشن إي تي إف" (Volt Bitcoin Revolution ETF)، الذي سيشمل شركات مع تعويض لـ"بتكوين". سيكون ما لا يقل عن 80% من أصوله في الشركات التي لديها "بتكوين" في ميزانيتها العمومية، أو تقوم بتطوير أو استخدام منتجات داخل نظام التشفير البيئي، بالإضافة إلى عقود خيارات على تلك الشركات، وصناديق الاستثمار المتداولة المعرَّضة لها.
قد تظهر المزيد من الأموال التي تتعقَّب صناعة التشفير - بدلاً من "بتكوين" الفعلية - لأول مرة في الأشهر المقبلة، إذ تواصل هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) التعبير عن مخاوفها بشأن السوق. في الآونة الأخيرة، قال رئيس لجنة البورصات والأسواق المالية غاري جينسلر، إنَّ قطاع التشفير يمكن أن يستفيد من حماية أكبر للمستثمرين، وحث الكونغرس على منح الوكالة التنظيمية سلطة على أماكن التداول.
قال جيراتشي من "إي تي إف ستور" (ETF Store): "تضاءل تفاؤلي بشأن الموافقة على صندوق "بتكوين" المتداول في البورصة مؤخراً. من الصعب النظر إلى تعليقات غينسلر على الوضع الحالي لمنظومة "بتكوين" والعملات المشفَّرة، والشعور بالتفاؤل بشأن آفاق صندوق "بتكوين" المتداول في البورصة في أيِّ وقت قريب".
حتى بعد إطلاق صندوق "بتكوين" المتداول في البورصة الحقيقي أخيراً في أسواق الولايات المتحدة، ما يزال بإمكان هذه الصناديق ذات النكهة المشفَّرة أن تحظى بجاذبية، خاصة في عالم مهووس بكل الأشياء التي تتضمَّن "بلوك تشاين"، والرموز الرقمية.
قالت أمريتا نانداكوما ، رئيسة "فيدينت إنفيستمنت أدفايزري" (Vident Investment Advisory): "تعدُّ هذه المركبات القريبة لـ"بتكوين" منطقية للأشخاص الذين لا يرغبون في التعامل مع كل تقلُّبات "بتكوين"، ولكنَّهم يريدون التعرُّض. إنَّه حلٌّ ظهر استجابة للطلب المكبوت".