تسعى أكبر شركات الطيران في أوروبا إلى تحويل مسار التوجه نحو تشديد قيود الكربون من خلال تفضيلها المتزايد لبرامج تعويض ذات "مصداقية سيئة"، وفقاً لما ذكرته منظمة مراقبة المناخ "إنفلونس ماب" (InfluenceMap).
وتعمل شركات الطيران على الالتزام بخطة تعويضات الكربون وخفضه للطيران الدولي وفق نظام تداول الانبعاثات الأكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي، حسبما ذكر مركز الأبحاث أمس الخميس. ورغم تطوير الخطة من قبل منظمة الطيران المدني الدولية المفوضة من الأمم المتحدة، إلا أن تقريرا حديثا للاتحاد الأوروبي قال إن التعويضات ذات تسعير رخيص للغاية ولا يمكنها العمل على كبح الانبعاثات.
قالت منظمة "إنفلوانس ماب" إن شركات الطيران تحث الاتحاد الأوروبي أيضاً على تأجيل التحول إلى وقود الطيران المستدام، مع دعم الخطوط الجوية الفرنسية "كيع إل إم" (KLM) لتوجه الاستخدام الإجباري لهذا الوقود فقط في حالة "النضج التكنولوجي". وتعتمد شركة "لوفتهانزا" (Deutsche Lufthansa) على عنصر القدرة التنافسية في ادعاءاتها، وقالت الشركة المالكة للخطوط الجوية البريطانية "إي إيه جي" (IAG) إن استخدام وقود الطيران المستدام يجب أن يكون مطلوباً فقط في الرحلات الداخلية ضمن الاتحاد الأوروبي.
قال الاتحاد الدولي للنقل الجوي إن التقرير كان تشويهاً "لجهود الاستدامة الحقيقية والطويلة الأمد"، في حين قالت "إيه فور إي" (A4E)، التي تمثل شركات الطيران الرائدة في أوروبا، إنها فشلت في إظهار إجراءات واستثمارات قطاع يساهم بنسبة 2.4% من الإجمالي العالمي من الانبعاثات.
يسلط تشريح موقف صناعة الطيران من قيود الكربون الضوء على كيفية تزايد الضغط لتسريع الجهود لتحقيق أهداف مناخية أكثر صرامة. وبينما خطت شركات صناعة السيارات وبعض القطاعات الصناعية خطوات كبيرة نحو خفض الانبعاثات، تواجه شركات الطيران تحدياً أكثر صرامة في التحول إلى البيئة الخضراء نظراً لحجم إنفاق الطاقة المطلوب لجعل طائرات الركاب تحلق في الجو.
تستفيد شركات الطيران أيضاً من أزمة فيروس كورونا، التي أدت إلى اضطراب السفر الجوي، في محاولة لتأخير الضرائب المصممة لدفع الشركات للحد من الانبعاثات، وفقاً لـ"إنفلوانس ماب"، التي قالت إنها درست أكبر 10 مشغلين في أوروبا، مع "إيرباص" (Airbus) و"بوينغ" (Boeing) والمجموعات التجارية الرائدة. وقالت إن شركة "إيزي جيت" (EasyJet) هي الوحيدة التي أظهرت "مشاركة إيجابية أكثر" مع هذه المشكلة.