اشتهرت "غيم ستوب" مؤخراً بالإثارة التي ولدتها مع حشد "ريديت"، وبأنها واحدة من أول الرابحين بين أسهم "الميم"، ولكن بالنسبة لهؤلاء الراغبين في إلقاء نظرة أعمق، هناك شيء آخر يجري، وهو أن تحولها الواعد بدء يتشكل ويحقق تقدماً كبيراً.
تعيينات مهمة
يوم الأربعاء الماضي، شغلت شركة بيع ألعاب الفيديو بالتجزئة الوظائف الرئيسية الشاغرة المتبقية في فريق الإدارة العليا، وعينت مديراً تنفيذياً ومديراً مالياً جديدين وكلاهما من "أمازون دوت كوم".
وأعلنت "غيم ستوب" أيضاً عن أرباحٍ قوية، وكشفت عن خطة لجمع المزيد من رأس المال، ولا يزال أمامها أغلب العمل الشاق، ولكن هذه كلها إيجابيات هائلة.
وتعطي السير الذاتية للقادة الجدد، المزيد من المصداقية لاستراتيجية التحول في "غيم ستوب".
وعينت الشركة "مات فيرلونغ" مديراً تنفيذياً، و"مايك ريكابيرو" مديراً مالياً، وكلاهما أشرفا على عمليات النمو في "أمازون".
ومؤخراً، قاد "فيرلونغ" عمليات عملاقة التجارة الإلكترونية في أستراليا، بينما خدم "ريكابيرو" كمدير مالي لأعمال "أمازون" الاستهلاكية في أمريكا الشمالية.
خلفيات متناقضة
وتتناقض خلفيات هؤلاء الموظفون الجدد بحدة مع المدير التنفيذي الحالي لـ"غيم ستوب" الذي كان يعمل سابقاً في إدارة أعمال التجزئة لشركة "فيرايزون" للخدمات والمنتجات اللاسلكية، أما مديرها المالي السابق كان مديراً تنفيذياً في سلسلة مطاعم صينية.
ولا ينبغي أن تشكل السير الذاتية للتعيينات الأحدث أي مفاجئة، فمنذ أن انضم "ريان كوهين"، رائد الإنترنت والمؤسس المشترك لشركة "تشيوي إنك"، إلى مجلس إدارة الشركة، قام بتعديلاتٍ كبيرة في إدارة "غيم ستوب".
كما أن "ريان" أضاف عشرات المديرين التنفيذيين ذوي الخلفيات الرقمية المشابهة، مثل مدير التكنولوجيا الذي جاء من "أمازون ويب سيرفيسز"، ومدير خدمة العملاء من "تشيوي"، ومدير التشغيل من "أمازون" أيضاً.
ولعبت جودة الخلفيات الخاصة بهؤلاء الموظفون الجدد، دور رئيسي في زيادة تفاؤل المستثمرين، بشأن تحول شركة التجزئة إلى التجارة الإلكترونية.
وحالياً بدلاً من التركيز على التعيين، يمكن لـ "كوهين" - الذي تم انتخابه رئيساً لمجلس الإدارة في الاجتماع السنوي للشركة يوم الأربعاء الماضي - التركيز كلياً على استراتيجية الشركة وعملياتها.
إيرادات قوية
إذن، ماذا عن الأرقام؟ أعلنت شركة "غيم ستوب" عن نتائج أعمال أفضل من المتوقع، وسجلت أول نمو ربع سنوي في مبيعاتها منذ ثلاث سنوات، وبلغت إيراداتها في الربع المنتهي في 1 مايو 1.28 مليار دولار، بزيادة نسبتها 25% عن العام السابق، وأعلى من 1.17 مليار دولار كانت متوقعة في إجماع لاستطلاع رأي أجرته "بلومبرغ".
وبينما رفضت "غيم ستوب" إعطاء توجيهات مستقبلية، فقد قالت إن المبيعات في مايو ارتفعت بحوالي 27% على أساس سنوي.
تحقيقات حول تداول السهم
لكن لم يكن كل شيء إيجابياً، وفي أوراق مقدمة للبورصة، كشفت "غيم ستوب" أن الشركة تلقت طلباً من لجنة الأوراق المالية والبورصات، لتقديم معلومات تتعلق بنشاط التداول المحيط بأوراقها المالية كجزء من تحقيق حكومي، ومع ذلك، أضافت أنه من غير المتوقع أن يؤثر هذا الاستفسار سلبياً على الشركة.
واستجاب المستثمرون بخفض أسهم "غيم ستوب" بنسبة 6% في ساعات ما بعد التداول، وهو تراجع ليس سيئاً للغاية بالنظر إلى أن السهم ارتفع بحوالي 35% الشهر الجاري وحده، وبأكثر من 1500% منذ بداية العام.
توقعات خاطئة
في الحقيقة، لا تعني أحدث الأرباح الكثير لقاعدة المستثمرين الحالية، وذلك لأن هذه النتائج تعكس قرارات فريق الإدارة السابق، وتدور القصة الآن حول تحول الشركة الرقمي، وتحركات الفريق التنفيذي الجديد، ولن تظهر ثمار جهودهم إلا بعد عدة أرباع على الأقل.
لكن هناك بعض الأفكار التي يمكن استخلاصها من النتائج الفصلية لشهر أبريل، إذ يُثبت نمو المبيعات القوي أن "غيم ستوب" لديها أعمال قابلة للحياة، وأن ميزانيتها العمومية، حالياً، خالية من الديون، وتتمتع بنقدية تبلغ 771 مليون دولار، وهو ما يعني أن الشركات الاستثمارية التي راهنت ضد الشركة وأسهمها خلال العام الماضي، ما زاد ضغوط البيع على المكشوف غير المسبوق في يناير، كانت مخطئة في تحليلها.
ومنذ عام تقريباً، كانت القيمة السوقية لـ"غيم ستوب" لا تتجاوز مئات الملايين القليلة من الدولارات، وتوقع المتشككون في أنها ستواصل تكبد الخسائر، بسبب ثقل بصمة المتاجر المادية الخاصة بها وفقدانها الحصة السوقية لصالح خدمات "بث الألعاب"، وحكموا على الشركة بأنها ستموت بالأخير مثل شركة تأجير أفلام الفيديو "بلوك باستر".
وفي مرحلة معينة، ارتفع بيع السهم على المكشوف، أو إجمالي رهانات صناديق التحوط ضد سهم "غيم ستوك"، إلى مستوى غير مشهود تجاوز جميع الأسهم القائمة لشركة البيع بالتجزئة.
تهديد مبالغ فيه
حالياً، أصبح من الواضح أن التحليل السلبي كان خاطئاً من جميع الجوانب، وتبين أن "غيم ستوب" تمتع بملاءة مالية، وأن تهديد خدمات البث مبالغ فيه، وأن التزامات تأجير متاجر التجزئة يمكن إدارتها.
وما فات على المنتقدين العام الماضي، هو أن صناعة ألعاب الفيديو كانت في نهاية دورة وحدات التحكم الممتدة منذ سبع سنوات، وكانت حظوظ "غيم ستوب" على وشك التبدل بمجرد إطلاق وحدات التحكم الجديدة في نوفمبر، وهذا بالفعل ما حدث.
وهذا لا يعني أن "غيم ستوب" لم تستفد من ظاهرة أسهم "الميم"، بل استغلت بائعة التجزئة ارتفاع سعر سهمها، واستكملت طرحاً للأسهم في أبريل، وتمكنت من جمع 551 مليون دولار.
طرح أسهم جديدة
وفي وقتٍ متأخر من يوم الأربعاء الماضي، أعلنت الشركة أنها قد تبيع ما يصل إلى 5 ملايين سهم في طرح "في السوق" بالمستقبل، وأنها ستستخدم الأموال لتسريع أعمالها والاستثمار في مجالها.
واعترف كوهين في الاجتماع السنوي يوم الأربعاء بأن حشد "ريديت" دعم الشركة. وقال إنه يتعين عليهم الاحتفال بتطورات اليوم، فقد أصبح كل شيء حالياً في صالح "غيم ستوب" بدءاً من الخطة الجيدة، والفريق القوي البارع، إلى كل رأس المال الذي تحتاجه لتنفيذها.