تجارة التلوث.. المضاربون يجنون أرباحاً بعد ارتفاع قياسي لأسعار الكربون

تجارة الكربون تعد ضمن الأكثر رواجا في أوروبا  - المصدر: بلومبرغ
تجارة الكربون تعد ضمن الأكثر رواجا في أوروبا - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

ساعد المضاربون في رفع تكلفة التلوث إلى مستوى قياسي في أوروبا، أكبر سوق للانبعاثات في العالم، مما جعلهم يجنون الأرباح في الوقت الحالي.

أغلق صندوق "بي إن بي باريبا آسيت مانجمنت"( BNP Paribas Asset Management) الذي يدير أكثر من 3 مليارات يورو (3.6 مليار دولار) بعض رهاناته على ارتفاع أسعار الكربون، بعد أن حقق مكاسب تجاوزت 100%، وفقاً لمديره المشارك إدوارد ليز.

أظهرت بيانات أنَّ المستثمرين قلَّصوا توجُّهاتهم الصعودية بشأن تصاريح التلوث بنسبة 38% من أعلى مستوى لها على الإطلاق في إبريل.

يمثِّل الكربون الأوروبي أحد أكثر السلع المتداولة هذا العام، فقد قفز بنحو 60% في صعود لا ينافسه فيه سوى زيت فول الصويا، والخنازير الخالية من الدهون. ومع وجود مثل هذه الأرباح المرتفعة على المحك، بدأ بعض المستثمرين في البيع، مما أدى إلى انخفاض الأسعار لمدة ثلاثة أسابيع متتالية.

وانخفضت العقود الآجلة حالياً بنسبة 8.3% من مستوى قياسي بلغ 56.90 يورو للطن المتري في مايو.

قال ليز، الذي يدير صندوق " إنرجي ترانزيشن" التابع لـ "بي إن بي باريبا" مع أولريك فوجمان: "تحرَّكنا في وقت مبكر، استثمرنا منذ حوالي عام عندما كان الكربون في مستوى الـ 20 دولاراً ( للطن المتري)، وكان ذلك رائعاً بالنسبة للصندوق.. لقد حقَّقنا بعض الأرباح، على الرغم من أنَّ المدى الطويل ما يزال مثيراً للاهتمام".

"><figcaption style="font-style: normal; text-align: right; direction: rtl;

تكدُّس المضاربين

تلقَّت المرافق والمؤسسات كثيفة الاستهلاك الطاقة من الصلب إلى منتجي السيراميك، توجيهات لإحداث توازن لانبعاثاتها وفق التراخيص منذ بدء السوق في عام 2005. وعلى مدار سنوات، كانت الأسعار منخفضة للغاية لمعاقبة الجهات المسبِّبة للتلوث، وكان التجار الأكثر تفانياً، هم فقط الأكثر نشاطاً.

لكنَّ المضاربين تكدَّسوا في السوق خلال 2020، بعد أن أدى الوباء عالمياً إلى إغلاق الشركات من فرانكفورت إلى لندن، مما أدى إلى انخفاض الأسعار. وكانت تلك فرصة جيدة للغاية لا يمكن تركها في سوق يقول التجار، إنَّه يفتقر إلى "البائعين الطبيعيين".

يتزامن قيام الصناديق بجني الأرباح مع انخفاض الطلب على التصاريح من الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة منذ نهاية إبريل، عندما اضطرت الشركات الصناعية للتخلي عن مطابقة تصاريح الانبعاثات الخاصة بها في عام 2020.

وقال فيديريكو دي كريديكو، العضو المنتدب في " ايه سي تي كوموتيز" (ACT Commodities)، إنَّ جني الأرباح يدفع إلى "تصحيح فني"، ويتوقَّع "دي كريديكو"، الذي ينصح الصناديق بشأن استراتيجيات الكربون الخاصة بها، أن تستمر فترة الهدوء في الطلب خلال الصيف.

قال سيرافينو كابوفيري ، محلل استراتيجي للسلع في "ماكواري غروب"

(Macquarie Group Ltd)، قد يكون هناك أيضاً معروض إضافي (من تصاريح التلوث) عندما تتلقَّى الشركات الصناعية تصاريحها المجانية خلال 2021.

وأضاف: "أكبر سؤال هو كيف تتصرَّف الشركات الصناعية بمجرد حصولها على تصاريح مجانية".

وإنْ تحوَّل المضاربون أيضاً إلى الاتجاه الهبوطي حالياً؛ يتوقَّع المستثمرون المزيد من المكاسب بسبب التصميم المحدد للسوق.

تقليص التصاريح

تعمل المفوضية الأوروبية، التي تنظِّم السوق، على كبح توفير التصاريح تدريجياً لإجبار المرافق وغيرها من الجهات المسبِّبة للتلوث، لأن تصبح أكثر نظافة، أو أقل إصداراً للتلوث.

قال "كابوفيري"، إنَّ هناك سبباً ضئيلاً أيضاً، أو لا يوجد سبب يدفع الشركات الصناعية لبيع تصاريحها المجانية عندما تدرك أنَّ المعروض سيصبح أكثر إحكاماً.

وقال "ليز" من "بي إن بي باريبا": "حققنا أرباحاً أكثر من 100% من تصاريح الكربون، وإذا انخفضت، فسنشتريها مرة أخرى.. لكن ربما يكون من الصواب على المدى القصير أن نأخذ القليل من الراحة. لقد كان مجرد ارتفاع سريع في الآونة الأخيرة ".

انخفضت الأسعار أيضاً مع بيع بعض الشركات تصاريحها وشرائها في بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي "بريكست".

قال كابوفيري، إنَّ المرافق البريطانية لديها ما يقدَّر بحوالي 35 مليون طن من التصاريح الأوروبية التي يجب تحويلها في مرحلة ما، وهي الكميات التي تعادل الانبعاثات السنوية لسويسرا.

يرى "مورغان ستانلي" أنَّ أسعار الكربون الأوروبية ستكون أسعارها عند حوالي 48 يورو في نهاية2021، أي أقل من المستوى الحالي. وتتوقَّع "بلومبرغ إن إي إف" أن تنهي أسعار الكربون الأوروبية أسعارها في نهاية العام الجاري ما بين بين 48 يورو إلى 53 يورو، في حين كتب كلايف لامبرت، المحلل الفني في "فيوتشرز تيكس"

(FuturesTechs)، في تقرير حديث: "يبدو أنَّ الدببة تستيقظ"، في إشارة إلى انخفاض السوق.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك