تجنَّب بنك الاحتياطي الفيدرالي انهيار النظام المالي، لكنَّه حصل على مكافأة إضافية تمثَّلت في ربح جيد.
قام البنك بتجميع حوالي 8.6 مليار دولار من الصناديق المتداولة في بورصات السندات عام 2020، إذ عمل على دعم الأسواق وسط جائحة سريعة الانتشار.
الآن، ومع استعداد الاحتياطي الفيدرالي للتخلي عن حيازاته في 7 يونيو؛ فإنَّه سيربح 140 مليون دولار من ارتفاع الأسعار فحسب، وفقاً لشركة "سيتي غروب".
وبعد التدخُّل في سوق ديون الشركات المجمَّدة فعلياً العام الماضي، حفَّز الاحتياطي الفيدرالي ارتفاعاً هائلاً عبر طيف الائتمان، وسط فيضان من التدفُّقات الوافدة. ومنذ ذلك الحين، حقَّقت السندات ذات العائد المرتفع أكبر المكاسب لتسهيل ائتمان الشركات في السوق الثانوية للبنك المركزي.
كتب درو بيتيت، وسكوت كرونيرت، المحللان في "سيتي غروب"، في مذكرة لهما: "من الجدير بالذكر أنَّ الاحتياطي الفيدرالي لديه حالياً ربح ورقي في محفظة صناديق الاستثمار المتداولة الخاصة به. ويمكنه أن يتصرَّف بسرعة أكبر في حيازات معينة هنا لجني المكاسب".
أسواق منتعشة
تركَّزت مشتريات الاحتياطي الفيدرالي في صندوق " آي شيرز آي بوكس $ لسندات الشركات من الفئة الاستثمارية المتداول في البورصة" (iShares iBoxx $ Investment Grade Corporate Bond ETF)، (رمز المؤشر LQD)، بقيمة 40 مليار دولار، وصندوق "فانغارد" لسندات الشركات قصيرة الأجل المتداول في البورصة (Vanguard Short Term Corporate Bond ETF)، بقيمة 39 مليار دولار، إذ يمتلك حصصاً بقيمة 2.4 مليار دولار، و 1.5 مليار دولار على التوالي.
في الوقت نفسه، يمتلك البنك المركزي حوالي 576 مليون دولار في صندوق "إس بي دي آر باركليز" للسندات ذات العائدات العالية المتداول في البورصة" (SPDR Bloomberg Barclays High Yield Bond ETF) الذي تبلغ قيمته 10.5 مليار دولار (رمز المؤشر JNK).
برغم أنَّ الاحتياطي الفيدرالي لم يبدأ في شراء صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة حتى مايو الماضي، إلا أنَّ أسواق الائتمان انتعشت بشكل كبير بعد الإعلان الأولي للبنك المركزي في أواخر مارس. ارتفع مؤشر "إل كيو دي" (LQD) بنسبة 8% في عام 2020، بعد انخفاضه بنسبة 18% تقريباً على أساس سنوي قبل دعم الاحتياطي الفيدرالي.
وأنهى مؤشر "جي إن كيه" (JNK) عام 2020 بانخفاض قارب 0.6%، برغم ارتفاعه بأكثر من 14% منذ إعلان البنك المركزي أنَّه سيوسِّع دعمه لسوق السندات ذات العائد المرتفع حتى نهاية العام.
وقد يكون أداء المتقدِّمين في السباق أفضل من الاحتياطي الفيدرالي نفسه، وشهد "إل كيو دي" (LQD)، و"جي إن كيه" (JNK) تدفُّقات مجمَّعة بقيمة 12.5 مليار دولار في الأسابيع الفاصلة بين إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن التسهيلات، وأوَّل مشتريات البنك المركزي من الصناديق المتداولة في البورصة. وحقق المؤشران ارتفاعاً بنسبة 19%، و 2.8% على التوالي في تلك الفترة.