انخفض مقياس أسعار الخشب من مستوياته القياسية للمرة الأولى منذ شهور، مما زاد المؤشرات التي تدل على أن ارتفاعاً تاريخياً قد بدأ الانحسار.
معيار أسعار خشب الصنوبر والراتينغ والتنوب الغربي انخفض لأول مرة منذ 18 أسبوعاً، حسب هامير باتيل، المحلل في "سي آي بي سي" (CIBC)، الذي نشر مذكرة يوم الجمعة بعنوان "انخفاض أسعار الخشب يحدث الآن بوضوح"، نقلاً عن بيانات من نشرة التجارة "راندوم لينثز" (Random Lengths).
يأتي هذا الانخفاض بعد التراجع في العقود الآجلة للأخشاب، التي انخفضت بنسبة تصل إلى 30% من أعلى مستوى لها على الإطلاق، المسجَّل في وقت سابق من هذا الشهر، إذ بدا أن مناشر الأخشاب تلحق بركب الطلب النهم على بناء المنازل في أمريكا الشمالية، الذي غذّى صعوداً استمر أشهراً. أما الآن، فقد بدأ الأمريكيون الذين طُعّموا باللقاح المضادّ لفيروس كورونا أخذ إجازات مرة أخرى بدلاً من الإنفاق على تجديد بيوتهم، فيما أُجّلَت مشاريع البناء بسبب ارتفاع الأسعار ونقص المواد.
ديناميكيات السوق
يقول جوش غودمان، نائب رئيس المشتريات في شركة "شيروود لامبر" (Sherwood Lumber Co) في نيويورك: "إننا نشهد تباطؤاً في الطلب ومزيداً من المعروض في السوق، وبالتأكيد نشتري أقلّ".
عادةً ما يحتفظ تجار جملة الأخشاب بمخزون يكفي لما بين 45 و60 يوماً، لكن يبدو الآن أن ديناميكيات السوق تتراجع، ومن المتوقع أن تنخفض الأسعار، إذ تحتفظ الشركة بمخزون لمدة 30-35 يوماً فقط في متناول اليد.
إلى ذلك، ذكرت نشرة "راندوم لينثز" أن سعر خشب الصنوبر والراتينغ والتنوب الغربي انخفض بنسبة 1.8% إلى 1600 دولار لكل 1,000 قدم لوح هذا الأسبوع، وفقاً لـ"سي آي بي سي"، إذ بيّن باتيل أن خشب الصنوبر الأصفر الجنوبي مقياس 4x2 متر تراجع بنسبة 5.8%، في حين انخفض المقياس المركَّب لدى "راندوم لينغثز" بنسبة 1% دون مستواه القياسي.
كما أن العقود الآجلة للأخشاب في بورصة شيكاغو التجارية في طريقها إلى تحقيق انخفاض شهري، بعد أن وصلت إلى مستوى قياسي في وقت سابق في مايو.
لكن رغم وجود دلائل على أن عمليات تجديد المنازل تتراجع وأن إمدادات الخشب في الولايات المتحدة آخذة في الارتفاع، فإن الطلب لا يزال قوياً، وسيتعين على المشترين العودة إلى السوق في وقت مبكّر نسبياً، حسب باتيل الذي يرى أن ذلك قد يُبقي الأسعار فوق 1000 دولار لكل 1000 قدم لوح طوال عام 2021.
أمّا في الوقت الحالي، فإن تجار الجملة الذين يزوّدون ورشات الخشب بالإمدادات، يخفضون الكمية التي يشترونها بأسعار مرتفعة، على أمل استمرار الانخفاض. ويوضح غودمان أنه "لم يعد في السوق ذعر، إلا أن الأمور يمكن أن تتغير بسرعة كبيرة".