أدى الانتشار العالمي للسلالات المتحولة من فيروس كورونا مؤخراً إلى تراجع بريق الانتعاش في عديد من الأوراق المالية المتعلقة بالسفر، لكن المستثمرين ما زالوا يراهنون على أن الشركات ذات الموارد المالية القوية تجاوزت المرحلة الأسوأ.
وتعد اليابان مثالاً على ذلك، إذ تراجعت خطط بيع الديون وأقساط العائد على سندات شركتي الطيران الرئيسيتين، "إيه إن إيه هولدينغز" (ANA Holdings) و"الخطوط الجوية اليابانية"، من أعلى مستوياتها في العام الماضي.
وأظهرت الأسعار التي جمعتها "بلومبرغ" أن الفارق على سندات "إيه إن إيه" المستحقة عام 2039 قد تقلص 28 نقطة أساس من أعلى مستوى له في نوفمبر. وتحركت سندات "الخطوط الجوية اليابانية" لعام 2028 بطريقة مماثلة، في حين أن علاوة عائد عام 2027 لوكالة السفر "إتش آي إس" (HIS Co) هبطت 84 نقطة أساس في تلك الفترة.
انخفضت هوامش سندات الشركات اليابانية عموماً بنحو 6 نقاط أساس فقط خلال تلك الفترة، وفقاً لمؤشر "نومورا - قسم البحوث العالمية للأوراق المالية" (Nomura BPI). وتمكنت الشركات من تفادي أسوأ المصاعب التي تواجه عديداً من نظيراتها العالمية جزئياً، من خلال اتخاذ خطوات لجمع الأموال في أسواق الديون والأسهم منذ العام الماضي. وساعدهم ذلك على التفاؤل بشأن تقدُّم طرح اللقاحات في بعض البلدان.
عدم اليقين
شهدت شركات الطيران الأخرى في آسيا انخفاضاً في سنداتها المالية، فعلى سبيل المثال انخفض سعر صكوك شركة طيران "غارودا إندونيسيا" بالدولار إلى أدنى مستوى منذ يناير، إذ تحتاج الشركة إلى إعادة هيكلة أعمالها بالكامل.
ووفقاً لتوشياسو أوهاشي، كبير محللي الائتمان في مجموعة "دايوا للأوراق المالية" (Daiwa Securities Group Inc)، فقد جمعت الشركات اليابانية الأموال في الماضي لتعزيز مواردها المالية، بالإضافة إلى أن احتمال انتهاء المرحلة الأسوأ في ما يتعلق بالسفر قد يجعل ديونها أمراً يستحقّ التفكير عبر الاستثمار به.
مع ذلك، لا تزال حالة عدم اليقين هي السائدة بقطاع السفر، إذ قالت "بلومبرغ إنتليجنس" إن انتشار سلالة كوفيد المشتبَه بأنها تثير الموجة الثانية في الهند قد يوقف النشاط لفترة أطول مما تتوقع الأسواق.
من جهته قال "الاتحاد الدولي للنقل الجوي" الشهر الماضي، إن إيرادات السفر العالمي وفقاً لقياس عدد الركاب بالكيلومتر، من المرجح أن ينتعش إلى 43% من مستويات 2019، مع تحسن الأسواق المحلية أسرع من السفر الدولي.