قالت مجموعة "دي بي إس غروب" إن تحركات "بتكوين" المدوِّية عملت على تأجيج تقلّب العقود الآجلة للأسهم الأمريكية.
خلصت دراسة أعدتها المجموعة إلى أن أكبر عملة رمزية في العالم لم تعد فئة أصول هامشية، وكتب كل من تايمور بيغ كبير الاقتصاديين، وتشانغ وي ليانغ خبير الإستراتيجية الكلية، في "دي بي إس"، التي يقع مقرها في سنغافورة، أن عقود "إس آند بي 500" تميل إلى تسجيل تقلبات أكبر بعد ارتفاع أو انخفاض عملة "بتكوين" بنسبة 10% في غضون ساعة واحدة.
قام الخبيران بتحليل أربعة أيام من التداول في 28 ديسمبر و4 يناير و29 يناير و19 مايو، كأمثلة على التقلّب الشديد في "بتكوين"، مقارنين علاقتها بالعقود الآجلة في مؤشر "إس آند بي 500". أظهرت الدراسة ارتباط "بتكوين" و"إس آند بي 500" بشكل أكثر إيجابية، حيث تم تسجيل معامل ارتباط 0.26 مقابل 0.19 في الظروف العادية.
ولا يزال الرابط ضعيفاً بين الأصلين، إلا أن "دي بي إس" قالت أيضاً إنها وجدت أن تباين العوائد على العقود الآجلة لمؤشر "إس آند بي 500" كان أكبر بنسبة 42% من المعتاد في تلك الأيام أيضاً.
وكتب الخبيران أن هذا يشير إلى أن: "معنويات الأسهم الأوسع يمكن أن تصبح مقترنة بشكل أكبر بالمشاعر في أسواق "بتكوين" لفترة مؤقتة من الزمن.. ونظراً لضغوط "بتكوين" الأخيرة، قد يكون من الحكمة أن يراقب المشاركون في السوق التطورات في هذا المجال".
علاقة غير واضحة
قفزت عملة "بتكوين" بنسبة 6% ليتم تداولها بالقرب من 40 ألف دولار الأربعاء الماضي، وهو أعلى من أدنى مستوى سجلته الأسبوع الماضي عند حوالي 30 ألف دولار، لكنه أقل بكثير من الرقم القياسي المسجل في منتصف أبريل البالغ 65 ألف دولار، علماً بأن العملة المشفرة تراجعت مجدداً في تعاملات السبت إلى ما دون 35 ألف دولار.
تجاهلت الأصول الرئيسة التقلبات الشديدة حتى الآن ولا توجد علاقة واضحة بين الأسهم والعملات الرقمية. ومع ذلك، يتضح أن "بتكوين" أصبحت قوة رئيسة في الأسواق المالية، في ظل انهيار العملة المشفّرة الأسبوع قبل الماضي والذي طغى على الأحداث الاستثمارية الأخرى.
كتب فريق "دي بي إس": "لم تعد "بتكوين" الأصل الهامشي الذي كانت عليه من قبل، نظراً للروابط الكبيرة وتقلبات الأسهم الأمريكية المتزايدة التي تتبع التحركات الشديدة في أسواق "بتكوين".
وفي ملاحظة حديثة، قال الخبراء الإستراتيجيون في "جيه بي مورغان" إن تأثير تقاطع الأصول بعد انزلاق العملة المشفّرة كان "معتدلاً"، مع انخفاض في الأسهم والائتمان مقارنة باضطرابات أسهم الـ"ميم" أو بيع السندات هذا العام.
في المقابل بدا الاستراتيجيون الآخرون أكثر حذراً، حيث كتب بن إيمونز، العضو المنتدب للإستراتيجية الكلية العالمية في "ميدلي غلوبال أدفايزرز" بنيويورك، هذا الأسبوع، أن "بتكوين" ترسّخ قبضتها على الأسواق من خلال التقلبات والسيولة والارتباط". وأضاف أن احتمالية "سريان العدوى المالية في حالة انخفاض عملة بتكوين إلى أقل من 20 ألف دولار لا يمكن استبعادها".