انخفضت أسعار النفط والمعادن الصناعية، بعدما عاد شبح الحرب التجارية ليخيم على الأسواق، إثر تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية على المكسيك وكندا، في حين ارتفعت أسعار الذهب مع سعي المستثمرين إلى أصول الملاذ الآمن.
يضغط احتمال تجدد الحرب التجارية العالمية على السلع الأساسية، بالنظر إلى المخاطر التي تهدد الاستهلاك والنمو. امتنع ترمب عن فرض رسوم فورية على الصين، مما وفر بعض الراحة لأسواق فول الصويا والذرة في الوقت الحالي.
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع الأساسية في "ساكسو بنك" إن "التهديد بالرسوم الجمركية حقيقي، وهو يحمل خطر انخفاض النمو الاقتصادي".
في أول يوم له في السلطة، قال الرئيس الأميركي إنه قد يفرض رسوماً جمركية تصل إلى 25% على الواردات من كندا والمكسيك، وهما من كبار موردي الخام للولايات المتحدة، بحلول الأول من فبراير. كما أشار إلى عزمه تعزيز إنتاج النفط والغاز المحليين، وفي نهاية المطاف خفض الأسعار.
انخفضت أسعار خام "برنت" إلى نحو 79 دولاراً للبرميل في لندن، بينما هبطت أسعار النحاس لفترة وجيزة إلى ما دون 9200 دولار للطن. وهبطت أسعار الألمنيوم والرصاص بأكثر من 2% خلال التداولات في بورصة لندن للمعادن، في حين انخفض الزنك بأكثر من 1%.
مخاوف من تعطيل تدفقات التجارة
قالت إيوا مانثي، استراتيجية السلع الأساسية في "آي إن جي" (ING Groep NV)، إن "الرسوم الجمركية هي أكبر خطر يهدد آفاق المعادن الصناعية لدينا"، مضيفة أن التدابير التجارية من شأنها أن تعطل تدفقات التجارة، وتزيد من التقلبات الاقتصادية.
ارتفعت أسعار الذهب، إحدى السلع القليلة التي يمكن أن تستفيد من الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة وشركائها التجاريين، بنسبة 1.2%، في حين ارتفعت العقود الآجلة للفضة بنسبة 1.1%. المكسيك تُعتبر أكبر منتجي الفضة، ومن غير الواضح ما إذا كانت الرسوم الجمركية ستُطبق على واردات هذا المعدن.
راحة في أسواق الحبوب
ومع ذلك، ارتاحت بعض الأسواق يوم الثلاثاء، من عدم وجود تصريحات جديدة بشأن الصين، ما ترك المتداولين في حالة تخمين بشأن كيفية تعامل ترمب مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
في أسواق الحبوب، ارتفعت العقود الآجلة لفول الصويا بنسبة 3.2% في شيكاغو، ولامست أسعار الذرة أعلى مستوى لها في أكثر من عام. ولكن في الوقت نفسه، فإن عدم فرض الولايات المتحدة تعريفات جمركية فورية على الصين، أكبر مستورد لفول الصويا في العالم وأحد كبار مشتري الذرة والقمح، أثار التفاؤل بأن الاضطرابات التجارية في تلك الأسواق قد لا تكون شديدة كما كان متوقعاً.
ولكن التهديد بفرض تعريفات جمركية على الصين لم يتبدد بالكامل، وإذا فُرضت في نهاية المطاف، فقد ترد الصين بشراء عدد أقل من المنتجات الزراعية الأميركية.
اتخذت بكين بالفعل خطوات لتنويع مصادر وارداتها في السنوات الأخيرة، مع انخفاض حصة الولايات المتحدة من مشترياتها من فول الصويا إلى أقل من 20% في الأشهر الـ11 الأولى من العام الماضي.
وبالنسبة لأسعار الطاقة، قال ترمب أيضاً إنه يخطط لإعادة ملء الاحتياطي الاستراتيجي الأميركي من النفط "حتى القمة"، بعد أن وصل إلى أدنى مستوياته منذ ثمانينيات القرن العشرين، ووقع على أمر بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ. كما ألغى حظر تأجير النفط والغاز البحري الذي منع فعلياً الحفر في معظم المياه الساحلية الأميركية.
