كتبت يوم الأحد أن التحركات العنيفة في العملات المشفرة حملت بعض أوجه التشابه مع صعود السوق إلى ذروتها في ديسمبر 2017 وانهيارها في يناير 2018. ومنذ التراجع الحاد للعملات المشفرة خلال الأسبوع الأخير، شهدنا القليل من التعافي رغم أن أكبر العملات لا تزال أبعد بكثير من أعلى مستوى وصلت إليه.
في مذكرة جديدة صدرت الليلة الماضية، أشار مدير استراتيجية مشتقات أسعار الفائدة في "جيه بي مورغان"، جوش يانغر (الذي كتب مؤخرا الكثير عن العملات المشفرة) إلى فكرة مشابهة، وقال إن السوق يحمل بعض أوجه الشبه مع تلك الذروة.
وأوضحت الرسوم البيانية التي عمل عليها يانغز أن الارتفاع الحاد حدث في العملات المشفرة الأصغر بشكل خاص؛ إذ إنه يقدم مثالا شديد الوضوح عن دورة الغرائز الحيوانية، فمع استمرار الطفرة، يراهن المتداولون على أمور أخطر أكثر فأكثر.
مع ذلك، قال يانغر إن هناك أوجه اختلاف أيضا، وتبدو التقلبات السوقية في الأساس ظاهرة أمريكية شمالية هذه المرة نظرا لاستقرار الأسعار في أوروبا وآسيا، كما قال "إنه رغم تراجع عمق السوق نتيجة موجات البيع في الآونة الأخيرة، لا يزال السوق بصحة جيدة بشكل عام".
ما الذي توصل إليه يانغز؟
نواصل رؤية دليل على مرونة بنية أسواق العملات المشفرة، وتركز التقلبات المتزايدة إقليميا، وتقلص عمق السوق ولكنه لم يتصدع رغم هذه التحركات، ونجحت أسعار المشتقات في التكيف بالسرعة الكافية للاحتفاظ بجزء كبير من قاعدة الاستثمار بالرافعة المالية طويلة الأجل، وكل ذلك يتباين مع وجهة النظر بأننا في منتصف حلقة رحلة التراجع في الأسعار، أي سيناريو الهبوط الكلاسيكي.
وهذا هو السؤال الرئيسي هنا، وكما أشار العديد من الأشخاص، فإن سوق العملات المشفرة غير خاضع للسيطرة على الإطلاق، وتاريخيا عندما ترتفع الأسعار، تصعد سريعا جدا لأن الجميع يريد الدخول، وعندما تهبط الأسعار تتراجع سريعا وتبقى منخفضة لأن الناس لا تريد أن تحمل أو تشتري أصلا لا يرتفع سعره، ويبدو من المعقول أنه مع حيازة المزيد من المؤسسات الاستثمارية للعملات المشفرة وازدياد عدد المؤمنين بها بشدة، فإن نوبات البيع لن تكون بنفس حدة نوبات الماضي، وفي نفس الوقت، لقد شهدنا مواصلة العملات المشفرة الحياة رغم ملايين رسائل النعي التي كتبت.