عادت الروبية لتسجل مكاسب قوية دفعتها للاقتراب من تحقيق أفضل أداء بين العملات الآسيوية، بعدما كانت الأسوأ وسط مؤشرات على انحسار تفشي أزمة فيروس كورونا في الهند.
ارتفع سعر صرف العملة الهندية 1.7% مقابل الدولار منذ بداية شهر مايو متفوقة على جميع أقرانها في المنطقة وسط تسارع وتيرة انخفاض معدل الإصابات اليومية في البلاد، بعد تسجيلها مستوى قياسي قبل أيام قليلة، كما يتزامن ذلك مع ما تتمتع به الروبية من تقديم أعلى عوائد بين العملات الآسيوية.
يعكس تعافي الروبية جهود الهند في التصدي للوباء وتكثيف عمليات الإغلاق المحلية لكبح زيادة أعداد الإصابات اليومية، التي سجلت أعلى مستوى في العالم خلال أبريل. ورغم ذلك تزداد مخاوف بنك الاحتياطي الهندي من قوة العملة وتأثيرها السلبي على الصادرات في وقت عانى فيه الاقتصاد للخروج من الركود الذي سببته الجائحة.
قال أنينديا بانيرغي، محلل العملات في شركة "كوتاك سيكوريتيز" (Kotak Securities Ltd)، "ارتفاع العوائد وانخفاض التذبذب يدعمان قوة الروبية" وسط التفاؤل بانتهاء أسوأ موجات انتشار فيروس كوفيد1. وتوقع بانيرغي، تدخل بنك الاحتياطي الهندي في مرحلة ما للحد من مكاسب العملة.
تراجعات أبريل
تراجعت الروبية لتسجل أدنى مستوى في تسعة أشهر خلال أبريل، تزامناً مع ارتفاع معدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا إلى أكثر من 300 ألف إصابة، مما أدى إلى إلغاء ما يصل إلى 50 مليار دولار من صفقات الشراء المعتمدة على الاقتراض. لكن الوضع لا يزال قاتماً في ظل تسجيل أقل من 200 ألف إصابة و3511 حالة وفاة يوم الثلاثاء، ما يشير إلى حاجة الهند لمزيد من الوقت للقضاء على الوباء.
من المتوقع أن تتلقى العملة دعماً من زخم الاكتتابات العامة، التي ستتضمن تحويل المستثمرين الدولارات إلى الروبية. ومن بين الاكتتابات العامة الأولية المرتقبة طرح شركة "زوماتو" لتوصيل الطعام عبر الإنترنت، والتي تبلغ قيمتها 1.1 مليار دولار.
توقع بنك "باركليز" في مذكرة نشرها هذا الأسبوع ارتفاع سعر صرف الروبية إلى 72.50 مقابل الدولار الأمريكي بحلول الربع القادم مقارنة بمستوياتها الحالية التي تتراوح حول 73 مقابل الدولار. وأرجع البنك ذلك إلى تدفق الاستثمارات الأجنبية والتقييمات الجذابة وتراجع وتيرة تدخل بنك الاحتياطي الفيدرالي.
ارتفعت الروبية 0.2 % يوم الثلاثاء لتبلغ 72.8575 للدولار.
إلى جانب تلك العوامل التي تدعم قوة الروبية فقد أقبل المضاربون على العملة الهندية في ظل تحقيقها أفضل عوائد الشراء بالاقتراض منخفض التكلفة بين عملات المنطقة.
قال بهاسكار باندا، نائب الرئيس الأول لمجموعة استشارات الخزينة في بنك "إتش دي إف سي" (HDFC Bank)، "يرجع جانب كبير من الارتفاع إلى انتعاش صفقات الشراء بالاقتراض". وأشار باندا إلى أن مستثمري المضاربات قد تراجعوا في وقت سابق بسبب ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كوفيد 19 لكنهم "عادوا لبناء مراكزهم الآن".